إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

مصادر

» دليل

مواضيع

دليل الانتخابات للصّحفيين الاستقصائيين: الفصل الثالث – الاستقصاء عن المرشّحين

إقرأ هذه المقال في

ملاحظة من المحرِّر: هذا هو الجزء الأخير من دليل GIJN للاستقصاء عن الانتخابات. نُشِرَ منه حتّى الآن المقدّمة، والفصل الأوّل، والفصل الثّاني. تابع الفصل الأخير، “الاستقصاء عن الرّسائل السّياسيّة والمعلومات المضلِّلة” الذي سيُنشر الأسبوع المقبل.

يحذّر الصّحفيّون السّياسيّون المخضرمون من خطأ يتكرّرُ ارتكابه في تغطية الانتخابات: غالبًا ما يعتقد الصّحفيون أنهم يعرفون الشّخصيّات العامّة التي تقرّرُ الترشُّح للمناصب العامّة ويفترضُ الصّحفيون أن صفقات هؤلاء وعلاقاتهم السّابقة قد فُحِصتْ عن كثب. ويشير الصّحفيون إلى أمثلة كالفلبّين والهند والبرازيل كأماكن عرف فيها المواطنون، بعد فوات الأوان، حقائق مُقلقة عن قادتهم المنتخبين كان يمكن اكتشافها خلال حملاتهم الانتخابية. كصحفيين: علينا أن نتعمّق أكثر في البحث.

سنطلعكم في هذا الفصل على بعض الأدوات الفعّالة للكشف عن تاريخ المرشّحين على الإنترنت وتمويل الحملات الانتخابيّة، وعلى نصائح للتّواصل مع الأشخاص الذين كانوا يعرفون هؤلاء السّياسيين في السّابق؛ ومصادر للعثور على الأصول المخفيّة ومؤشّرات الخطر. كما سننشر المنهجيّة التدريجيّة التي استخدمها أحد الصّحفيين البارزين للاستقصاء عن الرّئيس البرازيلي “جايير بولسونارو”.

ينطوي الاستقصاءُ عن المرشّحين على عمليّات بحثٍ عن الأصول، وتضارب المصالح، والعلاقات الإجراميّة، والمطالبات السّابقة، وشبكات الأعمال العائليّة، والعلاقات المتداخلة مع أطراف أجنبية، ونقاط أخرى من تاريخهم الشّخصي لا تكشفها حملاتهم الانتخابيّة.

أثبت الإبداعُ أهميّته في نجاح جهود البحث في الخلفية السياسيّة لأحدهم. في عام 2016، أنتجت منصّة KRIK الصّربيّة المستقلّة والعضو في GIJN قاعدةَ بياناتٍ شاملة للأصول التي يملكها السّياسيون وأفراد أسرهم، كما كشف صداماتهم السّابقة مع جهات إنفاذ القانون. قام الفريق بتعدين قواعدِ بياناتٍ متعدّدة للحصول على البيانات الخام، وتعاقدَ بعدها مع مخمّني عقارات لتخمين النّتائج التي توصّلوا إليها ووضعها في سياقها.

حصل الصّحفيّ الباكستانيّ “عمر شيما” سنة 2012 على الأرقام الضّريبيّة الوطنيّة للسّياسيين منْ مجموعاتِ بياناتِ لجنةِ الانتخابات، وبالتّعاون مع أحد المبلغين عن المخالفات، وجد أن 34 وزيرًا وأكثر من ثلثي المشرّعين الباكستانيين لا يقدّمون إقرارات ضريبيّة سنويّة على الإطلاق. أدّت هذه القصّة إلى تغييرٍ جذري في الشفافيّة الماليّة في الانتخابات الباكستانيّة، حيث بات يُطلب من السياسيين الآن تقديم معلوماتهم الضّريبيّة في دليلٍ عام يمكن لمجموعات المجتمع المدني والمراسلين البحث فيه.

وفي الوقت نفسه، كان نموذجٌ للكشف عن الأصول تمّ تجاهله سابقًا في جلسة استماع للتعيين القضائيّ الفيدرالي المحفّزَ للتّحقيق الذي قد يكون الأشمل على الإطلاق في الخلفيّات السّياسيّة: كشْفُ صحيفةِ نيويورك تايمز سنة 2018 عن عمليات الاحتيال الضّريبي المزعومة وراء إمبراطوريّة الأعمال للرئيس الأمريكيّ السابق دونالد ترامب. لقد ارتكز نجاحُ هذه القصّة، التي فازت بجائزة البوليتزر، على المهارة الصحفيّة التي تشتدُّ الحاجة إليها عند الاستقصاء عن المرشّحين للانتخابات في جميع أنحاء العالم: إقناع الغرباء الذين لا تربطك بهم أيّ صلة – الذين غالبًا ما يكونون أكثر خجلاً من وسائل الإعلام في البيئات المشحونة سياسيًا – ليتحدّثوا معك شخصيًا.

كانت إحدى الحيل الإبداعية التي استخدمها الصحفيّ الاستقصائيّ “روس بوتنر” لمشروع ترامب هي الذّهاب إلى بيوت الغرباء متأبّطًا ملفًا سميكًا واضحًا للنّاظر يحتوي على أوراق لا قيمة لها،فقد وجد أن رؤيته تقلّلُ من قلق السكان إذ يجعلهم الملف يعتقدون أنه يعرف سلفًا كل المعلومات الأساسيّة. أمّا التّكتيك  الذي تفضّله الصحفيّة البرازيليّة “جوليانا دال بيفا” هو ترك ملاحظات قصيرة مكتوبة بخط اليد، تذكر فيها أن تريد معرفة رأي الشّخص، ولا تبحث عن أسرار تحت باب مصادر غير مألوفة من الحملة. (سنذكر المزيد من التّفاصيل عنها بعد قليل).

قدّم العديد من الخبراء أساليب وأدوات لإظهار حقائق تاريخيّة قد لا يرغب المرشّحون في أن يطّلع عليها النّاخبون.

Elections Guide Chapter 3 small image

الرّسم من “مارسيل لو” لـ GIJN

أدوات للتمحيص في تاريخ المرشّحين على الإنترنت

استخدمْ TweetBeaver: قم بتنزيل الآلاف من تغريدات المرشّح باستخدام  أداة TweetBeaver في ملف CSV أو Excel يمكن البحث فيه. يمكنك أيضًا استخدام الخدمة لتنزيل قائمة جهات الاتّصال للمرشّح، والعثور على الرّوابط من خلال البحث عن متابعي الحساب نفسه. ستحتاج إلى تسجيل الدّخول إلى هذه الخدمة من حسابك على تويتر.

جرب WhatsMyName: انسخ اسم المرشّح على وسائل التّواصل الاجتماعي – من تويتر أو إنستاغرام مثلاً – وضع الاسم على تطبيق WhatsMyName. سيبحث التّطبيق عن اسم المستخدم هذا في حوالي 600 خدمة مختلفة على الإنترنت، بما في ذلك مواقع لا علاقة لها بالخدمة العامة، ومواقع متخصصة مثل مواقع الألعاب التّفاعليّة.  أشار “كريغ سيلفرمان” من ProPublica إلى ضرورة البحث أكثر للتّأكُّد من أن نفس الشّخص أو المرشّح ، ما زال يستخدم هذا الحساب، لكنه ذكر أن ذلك قد يكون مفيدًا جدًا للبحث في خلفيّة المرشّح وقد يوصلك إلى علاقاته خارج عالم السّياسة. على سبيل المثال: اسم المستخدم الخاص برئيسٍ سابقٍ لمولدوفا “كريملينوفيتشي” كان مفيدًا جدًا في التّحقيق الذي أجرته RISE Moldova، (غرفة أخبار عضو في الشّبكة العالميّة للصّحافة الاستقصائيّة)، وكشف التّحقيق عن تدخُّلٍ صارخ في الانتخابات من قِبل الحكومة الرّوسيّة.

ابحث باستخدام Wayback Machine: تحقّقْ من التّصريحات التّاريخيّة المحذوفة أو المعدَّلة للمرشّحين باستخدام Wayback Machine ، الذي يؤرْشِف أكثر من مليار عنوان URL أو عنوان ويب يوميًا. تعرّف على كيفيّة استخدام الخصائص الجديدة على الخدمة هنا. جرّب أيضًا Archive.is للعثور على منشورات وحسابات وسائل التّواصل الاجتماعي المحذوفة.

استخدم Who Posted What? هذه أداة موثوقة تخلّصك من القيود التي يضعها فيسبوك على تحليل البيانات ويمكّنك من البحث عن المشاركات ومقاطع الفيديو باستخدام التّاريخ والموضوع. يقول صانعُ الأداة المدرّب “هينك فان إيس”، إنّه بإمكان الصحفيين استبدال كلمة Posts (منشورات) في الرابط الذي يتمّ إنشاؤه في بحث الموقع بكلمة Videos (مقاطع فيديو) – أو ربّما images (صور) – للعثور على صفحات بالوسيلة المناسبة. يمكن أن تعثر الأداةُ أيضًا على أرقام معرِّفات فيسبوك والتي يمكنك البحث عنها باستخدام أداة أخرى، يمكن استخدام graph.tips  للبحث عن المنشورات والصّور الفوتوغرافيّة التي نشرها مستخدم معيّن.

حاول استخدام منشورات إنستاغرام لرسم خريطةٍ لتحرّكات المرشّحين.  إذا كان الشخص المرتبط بالانتخابات الذي تستقصي عنه ينشرُ بانتظام على وسائل التّواصل الاجتماعي، وقد شغّل خيار تحديدِ الموقعِ الجغرافي على جهازه المحمول، يمكنك معرفة مسار تحرّكاته السّابقة باستخدامCreepy app، وهي أداة مفتوحة المصدر لتحديد الموقع الجغرافيّ، يمكنها رسم أوقاتِ ومواقعِ منشورات تويتر وفليكر وإنستاغرام على خرائط غوغل، ويمكن لسلسلة الدبابيس التي تنشئها الأداة على الخريطة أن تُظهر رحلات قد لا يرغب المرشّحون في أن يعرف النّاخبون بأمرها.

ابحث عن الروابط في غوغل.  للبحث عن ارتباطات بين مرشّحٍ أو موظّفٍ في الحملة الانتخابية وشخصٍ آخر تستقصي عنه، أدخلْ اسمَ المرشّح بين علامات اقتباس، متبوعًا بمصطلح AROUND(17)، متبوعًا بالاسم أو المصطلح الآخر، وستتمكّن من العثور على المستندات التي تظهر فيها هذه الكلمات الرّئيسيّة ويفصل بينهما 17 كلمة مثلاً. (يمكن أن يعمل أيّ رقم تجرّبهُ بين 10 و 25، ولكن احرص على عدم ترك مسافة بين “AROUND” والأقواس). للعثور على مقابلات منشورة مع الأشخاص المرتبطين بالمرشّح، ابحث عن عبارات من المحتمل أن تظهر في غوغل – مثل “يقول فلان” – بدلاً من كلمات مثل “مقابلة”.

برامج التّعرُّف على الوجوه: ابحث عن صور للمرشّح على الإنترنت لاستكشاف معارفه السّابقين. يعيش معظم المرشّحين حياةً عامّة قبل أن يترشّحوا للمناصب وسيكون هنالك صور منشورة للقاءاتهم السّابقة على الإنترنت. قد تعثر بالصّدفة على صور لهم مع رجال أعمال أجانب أو جماعات متطرّفة. لمعرفة المزيد عن تقنيات التّعرُّف على الوجوه – والأدوات القويّة مثل Pimeyes و Yandex و TinEye – اقرأ مقالة GIJN هذه، أو هذه المادّة، والتي تحتوي على بعض الطرق الإبداعيّة التي يمكن استخدامها مع روبوتات التلغرام.

العثور على معلومات الاتّصال لمصادر الحملة

غالبًا ما يتطلّبُ فحصُ المرشّحين التحدُّثَ مع الغرباء: التّواصل مع أشخاص يعرفون أو كانوا يعرفون المرشّحين أو تعاملاتهم السّابقة. ومع ذلك، فإن دليل الهاتف من بقايا الماضي، وقد مُسِحتْ عناوين البريد الإلكتروني للمصادر المحتملة إلى حد كبير من عمليات بحث غوغل في السّنوات القليلة الماضية بسبب مخاوف الخصوصيّة. يحتاج الصّحفيون إلى أدوات للتّواصل مع هؤلاء الأشخاص.

– ما يزال التّواصل عبر البريد الإلكتروني الوسيلة المفضّلة للعديد من المطّلعين على الانتخابات في جميع أنحاء العالم. حاول اشتقاق عنوان البريد الإلكتروني الصّحيح للأشخاص الذين تحتاج إليهم عبر المكوّن الإضافي (plug in) Name2Email من متصفّح كروم، أو عبر مواقع مثل Email Format. يقول “سيلفرمان” من ProPublica إن أداتيّ SignalHire و ContactOut التي يشيع استخدامهما بين مسؤولي التّوظيف، قد تكونان مفيدتين في سحبِ معلومات الاتّصال بالمصدر التي لا تظهر في حسابات LinkedIn. امتدادُ Lusha من متصفّح كروم هو برنامج مجّاني يمكنه استخراج معلومات الاتّصال من LinkedIn و Twitter التي قد لا تظهر على تلك الحسابات، ويمكن أن يساعد الصّحفيين في الوصول إلى الموظّفين السابقين في أيّ مؤسّسة تخضع للتّدقيق.

– استخدم Hunter لتعدين عناوني البريد الإلكتروني من أيّ موقع، سواء كان ذلك موقعًا إلكترونيًا لحزب سياسي أو شركة يمتلكها المرشّح أو كان يعمل فيها. تمنحك  الأداة خمس وعشرين عملية بحثٍ مجّانية شهريًا ويقدم عدّة مستويات مدفوعة للحصول على المزيد من عمليات البحث.

– بالنّسبة للصّحفيين الذين يغطّون الانتخابات خارج الاتّحاد الأوروبي – الخاضع لقيود الخصوصيّة الواردة في اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) – جرّب مواقع مثل Truecaller و Sync.ME للحصول على أرقام هواتف المصدر.

– أداة البحث عن الأشخاص Pipl Pro مكلفة لكن هنالك أمورٌ كثيرة على المحكّ في الانتخابات، والأداة قويّةٌ للغاية، لدرجة أن بعض غرف الأخبار قد تفكّر في الاشتراك في موسم الحملة. ويعتبر “بول مايرز”، الباحث الإلكتروني في بي بي سي، الخدمةَ واحدة من خدماته المفضلة، وفي المؤتمر العالميّ للصّحافة الاستقصائيّة لعام 2019 في  ألمانيا، أظهر “مايرز” لجمهور من الصّحفيين الاستقصائيين كيف يمكن لأداة Pipl في غضون دقيقة واحدة أن تكشف عشرات تفاصيل الاتّصال والشّركات التي تملكها إحدى الشّخصيات العامة المحاطة بحراسة مشدّدة في بريطانيا.

– جرّب أداة LittleSis للعثور على روابط بين النّشطاء السياسيين، خاصّةً في أمريكا الشّماليّة. “إنها تركّز على الولايات المتّحدة إلى حدٍّ كبير، ولكنها لا تقتصر عليها”، بحسب “جين ليتفينينكو” وهي حاليًا زميلة باحثة في مركز شورنشتاين بجامعة هارفارد. “إنها تتتبّعُ الرّوابط بين شخصيّات ما كنتَ لتفكّر لولا الأداة بوجود رابطٍ بينهم.” وتقول إن البحث عن اسم في LittleSis يمكن أن يكشف، على سبيل المثال، أن بعض الأشخاص شاركوا في حملة ترامب “Build The Wall” كانوا ضالعين أيضًا أيضًا في حملته الكاذبة “Stop The Steal”.

أدوات للتحقُّق من وجود مؤشّرات الخطر والأصول المخفيّة

فضح الأصول السرّيّة للسياسيين وصراعاتهم الماليّة وجهودهم لإخفائها يشكّلُ بطبيعة الحال نموذجًا كلاسيكيًا لقصص البحث في خلفية المرشّحين في الانتخابات. اطّلع على مجموعة أدواتGIJN  الأخيرة حول الطّرق الجديدة للعثور على الأصول المخفيّة، ودليلنا  حول التّحقيق في غسيل الأموال للحصول على أفكار حول كيفيّة تتبُّع هذه التحرّكات.  بالإضافة إلى ذلك، يقترح الخبراء الطّرق التالية:

– جرب البحث في قاعدة بيانات OpenSanctions الجديدة سهلةِ الاستخدام  لمعرفة ما إذا كانت أسماء المرشّحين أو مانحيهم قد ظهرت في قوائم العقوبات الاقتصاديّة أو قوائم عقوبات السّفر، أو إن كانت مرتبطةً بحكّام ديكتاتوريين أجانب، أو منظّمات إرهابيّة. بما في ذلك أسماء أكثر من 140.000 شخص لديهم إمكانية الوصول إلى الأموال العامة و 24.000 شخص خاضع للعقوبات، يمكّنُ OpenSanctions الصّحفيين من التّحقُّق من تضارب المصالح باستخدام قواعد بيانات أكبر.

– يمثّل أرشيف Aleph ، الذي بناه مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد، أحد أقوى أدوات البحث في الخلفية الموجودة لتتبُّع الأموال. يضم بيانات عن 150 مليون كيان، ويقدّم ميّزات ممتازة لكشط البيانات والمشاركة الآمنة للبيانات، تعدُّ Aleph أداة رائعة لربط أصحاب السّلطة السّياسيّة بالأموال المخفيّة.

– تحقق من قاعدة بيانات OpenCorporates للتّسريبات ومجموعات البيانات لاستكشاف المصالح التّجاريّة للسّياسيين. تتضمّن قاعدةُ البيانات المفتوحة معلوماتِ المُلكيّة لأكثر من 100 مليون كيان مؤسّسي.  وصف “ليونيل فول“،  وهو صحفيٌّ استقصائيٌّ تابَعَ مسارات الأموال في جميع أنحاء إفريقيا، مؤخرا OpenCorporates بأنها “محطة واحدة” فعّالة لبيانات الشّركات التي يمكنها الإشارة إلى شركات في ولايات قضائيّة بعيدة عن تركيز التحقيق. يوصي باستخدامه مع Aleph.

– فكّر باستخدام أداة Nexis Diligence التي يمكنها استخراج كمّيات هائلة من السجلّات العامّة وقوائم المراقبة والمصادر القانونيّة وأرشيفات العقوبات وقوائم “الشخصيّات البارزة سياسيًا” للاطّلاع على التاريخ المرتبط بالمخاطر للجّهات الفاعلة في الانتخابات.  توفر خاصيّة “التّحقُّق من الشّخص” عدسةً مكبّرة قوية لإجراء الاستقصاء اللازم عن الأفراد. لدى LexisNexis خدمات بياناتٍ وتحليلاتٍ متقدّمة ومتعدّدة، ولديها عدّة تطبيقات مناسبة للبحث العميق في الانتخابات. يتطلّب بعضها تكاليف اشتراك عالية، ومع ذلك فإن المنصّة صديقةٌ للصّحفيين، ويتمتّع أعضاء GIJN بأسعار مخفّضة، أمّا الصّحفيون الذين لا يستطيعون تحمّل الكلفة فإنهم يستخدمون الخدمة في بعض المكتبات الجامعيّة المشترِكة أو يستشيرون أمناءَ المكتبات البحثيّة حول قواعد البيانات.

– وبالنّسبة للانتخابات الأميركية وللحصول على أدلّة على الجهات المانحة الدّولية للأموال السّوداء فإنّ OpenSecrets قاعدة بيانات ممتازة ويمكن البحث فيها عن تمويل الحملات الانتخابيّة ومساهمات جماعات الضغط من “مركز السياسات المستجيبة”.

– إحدى الأدوات التي يمكن أن تكون مفيدة في البحث عن الشّركات الغامضة المرتبطة بالحملات الانتخابية هي Whoxy، ويمكن أن تساعد في معرفة الشّخص الذي سجّلَ موقعَ الشركات الوكيلة (شركات البروكسي).

– إذا لم يكن في بلدك قوانين للحصول على المعلومات، فابحث عن الحكومات الأجنبية التي قد يكون لمرشحك تاريخٌ معها، واختر من هذه القائمة البلدان التي أقرّت مثل هذه القوانين – وقدم طلبات الحصول على المعلومات إلى تلك الحكومات. (راجع دليل GIJN لقوانين وإجراءات حرية المعلومات في جميع أنحاء العالم.)

منهجيّة للاستقصاء عن المرشّحين

يمكن القول إن الصحفيّة الاستقصائيّة البرازيليّة “جوليانا دال بيفا” – وهي كاتبة مقالات في منصة أخبار UOL، ومراسلة سابقة في O Globo – قد تعمّقت أكثر من أيّ صحفيّ آخر في التّعاملات السرّيّة للرّئيس البرازيلي المستبدّ “جايير بولسونارو” وحلفائه وأفراد أسرته.

عملُ “دال بيفا” الشّجاع عرّضها لتهديداتٍ عديدة من أنصار “بولسونارو”، وتعرّضت لتهديد من محامٍ دفعها للاختباء ورفعتْ عليه لاحقًا دعوى مدنية للتعويض عن الأضرار.

قالت “دال بيفا” إن بولسونارو كان كيانًا غير معروف نسبيًا قبل فوزه بالرّئاسة سنة 2018. وكما هو حال الكثير من المرشحين في العالم، لم تكن العامّة تعرف إلّا القليل عن خلفيته ودوافعه وتضارب مصالحه المزعوم. كشفت تحقيقاتها عن شبكة من المخالفات الماليّة التي تورّط فيها الرّئيس ودائرته الدّاخليّة.

خطوات “دال بيفا” للاستقصاء عن المرشّحين وعلاقاتهم:

– افترضْ أنّك لا تعرف شيئًا عن المرشّح ، وابدأ بحثك من الصّفر. تجنّب إسناد معايير أخلاقية للمرشّحين بناء على مهنهم الّسابقة، وخاصّة المهن ذات السّمعة الرّفيعة، مثل رجال الدين أو القانون. وتقول: “إنّه خطأ شائع عندما يعتقد الصّحفيون أنهم يعرفون السّياسيين. لذلك لا يعود الناس إلى الأساسيات، وإلى البداية. منْ كانت زوجته الأولى؟ من كانت زوجته الثّانية؟ أين الأطفال الآن؟ يمكنك البدء ببحث على غوغل، لكن الأسئلة بحدّ ذاتها مهمّة”.

– ابحث عن سجلات المحكمة للدّعاوى القضائية السابقة والإفادات التي كان المرشح طرفًا فيها، وسجّل أسماء وتفاصيل الاتّصال بكلٍّ من أطراف القضيّة والمحامين المعنيين.

– كوِّن بنفسك سيرةً ذاتيّةً للمرشّح، وركّز على العائلة والرّوابط مع الأفراد والجماعات والمصالح المالية، واسأل نفسك: من هم، حقًا؟ أدرجْ معلوماتٍ عن نشأتهم وانتماءاتهم الدّينيّة والأيديولوجيّة وتاريخهم القانونيّ والتغيّرات التي شهدتها مواقفهم من القضايا.

ترسم الصحفيّة البرازيليّة “جوليانا دال بيفا” خرائط عصف ذهني “عنكبوتيّة، كهذه الخريطة لروابط الرّئيس “جايير بولسونارو”، عند الاستقصاء عن المرشحين للانتخابات. الرّسم: من “جوليانا دال بيفا”.

– ارسم خريطة روابط “عنكبوتيّة” على ورقة كبيرة أو لوح، ورسم دوائر لفئات مثل الأزواج والزوجات، والأطفال والأزواج والزوجات السابقين؛ والحلفاء والمانحين والأعداء؛ المنازل والمكاتب الحاليّة والسّابقة؛ والشّركات والجمعيّات الخيريّة. أضف التّفاصيل والأسهم التي تربط النقاط ببعضها كلّما تقدّمت في البحث. يمكن للمراسلين البارعين في التكنولوجيا استخدام برامج تصوير البيانات لرسم مسار هذه الرّوابط.

– اطرح السؤال: هل بنى المرشّح ثروته الشّخصيّة قبل أن يصبح سياسيًا، أو بمجرد أن صار في منصبه؟ إذا كان كذلك: إلى أي مدى استفاد من السياسات والأموال العامّة، ومنْ له فضلٌ عليه؟

– وتنصح: “اسألوا منْ هم حلفاؤهم، ومنْ هم حلفاؤهم الجدد، والأهم من ذلك: منْ هم أعداؤهم الذين كانوا حلفاءهم؟ سيكونون هؤلاء مهمّين لتحقيقك”.

– إذا كان في بلدك قوانين لإشهار الذمّة المالية للمسؤولين المنتَخبين، فاستخدم بوابات إدارة الانتخابات عبر الإنترنت، إذا كانت متوفرة – أو طلبات الحصول على المعلومات – للوصول إلى هذه الوثائق، وجَدْوِلْ كل أصلٍ من الأصول في فئته في جدولِ بيانات. ابحث عن الأصول غير المعلنة مثل المركبات والمزارع والبيوت الصيفيّة وأسهم الشركات، وابحث عن التّقييمات المُضَخَّمة للمنازل (وهي تقنية تستخدم غالبًا لإخفاء الأموال).

– إذا لم يكن في بلدك قوانين لإشهار الذمّة المالية، فابحث في فيسبوك وغيره من وسائل التّواصل الاجتماعي الأخرى عن حسابات زوجات المرشّحين، وابحث على وجه الخصوص عن أدلّة على الأصول غير المعلنة. تقول الصحفيّة الليبيريّة المستقلّة “بيتي ك. جونسون مبايو” إن منشورات زوجات السّياسيين قد تكون بمثابة منجم ذهبٍ للصحفيين. تقول “دال بيفا” إن الصّحفيين في البرازيل – كغيرها من الأنظمة الديمقراطيّة – يمكنهم أن يبحثوا ببساطة عن بياناتٍ عن المرشحين وما يملكونه من أصول عبر مواقع إلكترونية، ولكن غالبًا ما يحتاجون طلبات الحصول على المعلومات للعثور على نسخ من الوثائق الأصليّة.

– تحذّر “دال بيفا” من أن بعض أنظمة إشهار الذّمة الماليّة لا تطالب المرشّحين بتحديث قيمة الأصول التي اشتروها في الدورات الانتخابيّة السابقة، لذلك يتعيّن على الصحفيين الرّجوع إلى صكوك الملكيّة وسجلات الأراضي، فضلاً عن الرجوع إلى مصادر التّخمين، لبناء صورة دقيقة لميزانية المرشّح العامّة.

– سهّلْ على المبلغين عن المخالفات مشاركةَ الأدلّة وتسريب الوثائق، عن طريق دعوتهم لتقديم “المعلومات”وتوفير قنوات اتّصال مشفّرة، ولكن انتبه للدّوافع الحزبيّة. وعلى الرغم من أنها توجّه المصادر لاستخدام حسابات ProtonMail الآمنة، إلا أنّ “دال بيفا” تقول إن المبلّغين عن المخالفات في البرازيل يميلون إلى التّواصل عبر الهاتف لطلب اللقاء شخصيًا. وتقول إن معظمهم يرتاحون للتواصل عبر واتساب، وتشير إلى أن المثاليّة السّياسيّة للعديد من موظّفي الحملات قد تحوّلهم إلى مبلّغين. وتشير إلى أن “العديد من الأشخاص داخل الحملات يشعرون بالخيانة، أو يشعرون بالقلق الحقيقي من الأشياء التي يرونها”.

– راقب المرشح في عدّة زيارات عامّة أو في الشوارع، وانتبه إلى الموظفين ذوي الرتب المنخفضة الذين يرافقونه دائما. “هؤلاء الأشخاص الذين يرافقون المرشّح كلّ يوم مهمّون للغاية، ويعرفون الكثير. السّائق، المصوّر، الموظّف الذي يعدُّ الطّعام”. عليك أن تخصّص وقتًا للمشي في الشارع وتقديم نفسك شخصيًا”.

– جرّب ترك رسالة تحت الباب في منازل الغرباء. إذا طرقتَ بابَ منزلِ شخصٍ مرتبط بالمرشح ولم يفتح، خذ صفحةً من دفتر واترك رسالةً قصيرةً تحت بابه، أو في صندوق بريده. تقول “دال بيفا” إن هذه الرّسائل يجب أن (1) توضح بصدق أنّك صحفي. (2) اذكر أنك “تريد أن تفهم” شيئًا ما ؛ (3) قل أنك تريد أن تعرف “أفكار” هذا الشّخص حول قضيًة ما، لا أن تسأله عن الحقائق، و (4) أن تحتوي على معلومات الاتّصال غير الشخصية الخاصّة بك. لا تتردد في استخدام عبارات مثل “بدون تسجيل” أو “للاطّلاع على الخلفية”، فمن المحتمل أن يكون هؤلاء الأشخاص مطّلعين على عالم الإعلام. انتظر في الخارج لبضع دقائق، فقد يدعونك للدخول على الفور. وقالت: “عدد المقابلات التي أجريتها بفضل هذه الرّسائل مدهشٌ فعلاً”.

– تواصل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص. “ولكن، إذا كنت تستخدم وسائل التّواصل الاجتماعي، فاحرص على أن يكون حسابك احترافيًا يظهر فيه بوضوح دورك كصحفيّ، حتى يعرف الغرباء الذين تتواصل معهم منْ أنت، ولا يظنوا أنّك من زعران الإنترنت”، كما تقول. “لقد أرسلتُ ثلاثين أو أربعين رسالة إلى أشخاص لا أعرفهم أبدًا، وبعد ستّة أشهر أجاب شخصٌ ما أخيرًا، وكان مصدرًا مهمًا للغاية. علمتُ أن هذا الشخص قد استقصى عنّي أولًا”.

اجمعْ عددًا جيدًا من قواعد البيانات المحلّيّة

رغم أن المجموعة التّالية من قواعدِ بياناتِ معلوماتِ المرشّحين خاصّةٌ بالبرازيل، إلا أن “دال بيفا” قالت إنها قد توفّر أدلّةً للصّحفيين في بلدان مماثلة حول أنواع قواعد البيانات المحليّة التي قد تكون متاحة، وكيف يجب أن تكون قائمةُ مجموعةُ بياناتِ الخلفيّة القويّة:

– قاعدة بيانات جيدة لسجلات البرلمان، مثل هذه القاعدة.

– أرشيف عن إنفاق  أعضاء البرلمان.

– مكتبة من الوثائق المرتبطة بالرّئاسة.

– قاعدة بيانات يمكن البحث فيها تجمع طلبات الحصول على المعلومات السياسيّة.

– قاعدة بيانات للصّحفيين التي يمكنها أن تربط الشركات بالسّياسيين، مثل هذه القاعدة التي أنشأتها الجمعيّة البرازيليّة للصّحافة الاستقصائيّة (Abraji).

تقول “دال بيفا”: “من الملفت التّحدُّث مع أشخاص خاض معهم المرشّح دعاوى قضائيّة في السّابق، تحتوي سجلات المحكمة هذه على أرقام هواتف وعناوين بريد إلكتروني. ولكن حتى تفهم المرشّح في نهاية المطاف، عليك أن تفهم الشّخص: دينه، وما درسه عندما كان صغيرًا، دوافعه لدخول السّياسة، عليك أن تفهم كلّ شيء”.

تابع الفصل الأخير، “الاستقصاء عن الرّسائل السّياسيّة والمعلومات المضلِّلة” الذي سيُنشر الأسبوع المقبل.

روان فيلب صحفيٌّ عاملٌ مع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. كان المراسل الرئيسي لصحيفة Sunday Times الجنوب إفريقية. عمل كمراسل أجنبيّ وتناول الأخبار والسياسة والفساد والصراعات في أكثر من عشرين بلدًا.

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

يبحث الفيلم الوثائقي الذي تنتجه هيئة الإذاعة البريطانية "تحت سماء مسمومة" في تأثير حرق حقول النفط العراقية على المجتمعات المجاورة وعلى البيئة. الصورة: لقطة الشاشة، بي بي سي

دراسة حالات

كيف كشف تحقيق للبي بي سي عن أثر حرق الغاز على التجمّعات السّكانيّة في العراق

في تحقيق بعنوان “تحت سماء مسمومة”، وهو تحقيق أجرته بي بي سي نيوز عربي وحائز على جوائز، توجه الصحفيون إلى جنوب العراق لاستكشاف تأثير حرق الغاز على البيئة والصحة العامة.