إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

فلسطينيون يتفقدون منزلا في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بعد غارة جوية إسرائيلية في يناير. الصورة: شترستوك

» ورقة نصائح

مصادر

القصص

مواضيع

كيف يمكن للصّحفيين أن يعتنوا بأنفسهم عند التّحقيق في الصور القاسية للحرب والصراع

إقرأ هذه المقال في

يواجه خبراء المصادر المفتوحة كمًا هائلاً من الصّور القاسية. فكيف يمكن للصّحفيين حماية أنفسهم من الأذى الناجم عن مشاهدة الصّور الصّادمة باستمرار؟

التّحقيقات مفتوحةُ المصدرِ التي كانت في السابق محصورةً بمواقع متخصّصة مثل Bellingcat، دخلت عالم الصحافة السائدة، مدفوعة بالحاجة إلى التحقُّق على الفور من كميات كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والادّعاءات. بات لدى وسائل الإعلام الكبيرة مثل بي بي سي ونيويورك تايمز فرق مخصصة للتّحقيقات البصريّة، وتزايدت أهمية عملها في سياق حرب المعلومات.

“المحتوى الرقمي … إنه في كل مكان وطوال الوقت، لا يمكنك الهروب منه، إنه خاص  للغاية، إنّه خام. وهي معلومات تأتي إليك من المستخدمين والمارّة والنّاجين والشهود.” – الكاتبة ” أندريا لامبروس”

هذا العمل مهمٌ بشكلٍ خاصٍ في صراعٍ كالصّراع الدّائر في غزّة، حيث وصول الصّحفيين إلى الميدان محدود للغاية ويمكن للمحتوى الذي ينشئه المستخدمون أن يزوّد الصحفيين بتفاصيل ما يحدث على الأرض. ومع ذلك، عند القيام بذلك، يواجه خبراء المصادر المفتوحة سيلاً من الصور القاسية التي تصوّر المعاناة الإنسانيّة والموت.

كيف يمكن للصحفيين حماية أنفسهم من أيّ ضرر ينجم عن مشاهدة الصّور الصّادمة باستمرار؟ كيف يمكنهم تعزيز صمودهم في مواجهة الصراعات الشديدة مثل الصراع بين إسرائيل وغزة، والذي لا يبدو أنّه يتجه نحو الهدوء بعد شهر من القتال؟

طرحنا هذه الأسئلة على “أندريا لامبروسو”أليكسا كوينيج”، مؤلفتا كتاب “قاسٍ: الصّدمة والمعنى في حياتنا على الإنترنت“، وهو كتاب نُشر مؤخرًا يهدف إلى مساعدة الناس على حماية أنفسهم من الصدمات الثّانويّة.

شاركت “لامبروس” و”كونيغ” في تأسيس مختبر التّحقيقات التّابع لـمركز حقوق الإنسان بجامعة كاليفورنيا في بيركلي في عام 2016، والذي يتعاون مع “هيئة التحقُّق الرّقمي” التابعة لمنظّمة العفو الدّوليّة  لإجراء تحقيقات مفتوحة المصدر في الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان. غادرت “لامبروس” مركز حقوق الإنسان سنة 2021 لتولّي منصب مديرة الاتّصالات في كلية بيركلي للتربية. تشغل “كونيغ” الآن منصب مديرة هيئة التدريس المشارك في مركز حقوق الإنسان ومديرة برنامج التّحقيقات التابع للمركز.

س. كيف أثْرَتْ تجاربُك كتابَك، وكيف قمتِ بكتابته؟

لامبروس: كان الكتاب ثمرةَ تجربتنا مع مختبر التّحقيقات في مركز حقوق الإنسان. كانت الغاية هي تدريب الطّلاب على كيفية التحقّق من الوثائق، باستخدام جميع المعلوماتِ مفتوحةِ المصدر التي تأتي إلينا بشراسة من جميع أنحاء العالم، وفهْمها بحيث تكون مفيدةً أكثر للمحقّقين والصّحفيين والمحامين لتوثيق الحقائق.

اهتمت منظّمةُ العفو الدّولية منذ البداية، وكذلك مستشارونا الآخرون في مركز حقوق الإنسان بالحفاظ على سلامة الطلاب نفسيًا واجتماعيًا وعاطفيًا أثناء النظر إلى كل تلك الصور الرهيبة، التي كانت تأتي في ذلك الحين من سوريا تحديدًا.

بنينا هذا منذ البداية. كنا نتحدّث عن الأمن السيبراني والأمن المادّي والأمن النّفسي الاجتماعيّ. عملت هذه العناصر الثلاثة في تناغم مع بعضها.

ما علمناه للطلاب من البداية هو أن ينتبهوا إلى الطريقة التي يتلقون بها هذه المعلومات، لمعرفة ما الذي يُعدُّ طبيعيًا بالنّسبة لك، وما هو خط الأساس عندك. ما هو مزاجك المعتاد؟ كيف تشعر بالسعادة عادةً؟ ما هي الأشياء التي تفعلها للعناية بصحتك النفسية والجسديّة؟

ثم شرحنا للطلاب المخاطر الخاصّة باستهلاك المحتوى الرّقمي: أولاً، إنه في كل مكان وطوال الوقت، لا يمكنك الهروب منه، إنه خاص  للغاية، إنّه خام. وهي معلومات تأتي إليك من المستخدمين والمارّة والنّاجين والشهود. إنّك لا تعرف ما الذي سيحدث، فهنالك عنصر مفاجأة كامل عندما تنظر إلى المحتوى الذي ينشئه المستخدم.

غلاف الكتاب. الصّورة: لقطة شاشة

مع الوقت، أثرى الطلاب موضوعنا فقد كان لديهم أفكار أخرى. كنّا نقول إن واحدة من العلامات التي تشير إلى الإصابة بالصّدمة الثانوية هي عدم النوم لأنك تعاني من كوابيس، لكن أحد الطلاب قال لنا “لأنك تحدثتِ عن عدم النوم، لم أنتبه إلى أنّني كنت أنام كثيرًا، وصرت أذهب إلى الفراش مبكرًا وأنام أكثر من العادة”. مع الوقت، جرّبنا أشياء مختلفة. ثم أدركت أنا و”أليكسا” أن هذا ينطبق على جمهور أوسع من عامةِ النّاس، وينطبق بالطّبع على الصّحفيين.

س. ماذا تقصدان بالأمن النّفسي الاجتماعيّ؟

كوينج: في عام 2016، عندما أسسنا مختبر التّحقيقات، كانت الرّفاهية النّفسية تُقدَّمُ ضمن إطار الصمود النفسي والعافية. ولكن عندما بدأتُ في عقد تدريبات مهنيّة للمحققين في جرائم الحرب، كنا نضع جميع الوحدات التي يمكننا تدريب المحققين عليها، بدءًا من البحث على الإنترنت إلى التحقُّق من المواد الرقميّة، إلى الأمن الرّقميّ.

كانوا يقولون دائمًا: “نريد كل هذه الوحدات، الوحدة الوحيدة التي لا نحتاجها هي وحدة الصمود النفسي، نحن محقّقون جادّون، نحن صحفيّون عتاة”. لكن بات من الواضح أنّهم ليسوا على ما يرام وأن الكثيرين كانوا يستخدمون مهاراتِ التّخديرِ ليتأقلموا، مثل الشّرب والمخدرات، حينها فكّرت أنه يتعين علينا إيجاد طريقة أخرى لتقديم الموضوع.

لهذا السبب اتخذنا إطارًا أمنيًا شاملاً، تفكر ضمنه بالأمن الرّقمي لعملك، والأمن المادّي لكل الأطراف المعنيّة، ثم الأمن النفسي والاجتماعي للجميع: سواء كانوا الأشخاص الذين يجرون التحقيق أو الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم أو الأفراد الذين وقعوا ضحيةً للعنف.

إننا ندرس الطّرق التي يمكن أن يؤثر بها ذلك سلبًا عليهم، وكيف يمكننا تقليل خطورة وقوع الضّرر. ومن ثم فإن الجزء الاجتماعي من الأمن النفسي الاجتماعي يتعلّق فعليًا بعافيةِ مجتمعِ الممارِسين (الصّحفيين). أي عافيةِ فريق التّحقيق وعافيةِ المجتمعات التي تأثّرت بالعنف، وما إلى ذلك. لقد استفدنا عندما حوّلنا الحوار حول العافية إلى حوار حول الأمن، وبهذا صار مقبولاً أكثر.

عندما يبدأ شعور الناس بالأمن الرقمي في التراجع، فإن عافيتهم النفسية تتراجع حتمًا، وترتفع احتمالية وقوع الضرر الجسدي. يحدث الشيء نفسه عندما ترتفع مخاطرك الجسديّة: تتراجع صحّتك النّفسيّة.

يمكنك فقط أن تمرّ على هذه العوامل الثّلاثة، لتدرك أنّها متداخلة بشكل وثيق. من المهم معالجتها كظواهر منفصلة، ولكن يجب أن تدرك أيضًا أنك بحاجة إليها كلها إذا كنت ترغب في زيادة أمانك بشكل عام.

س. ما الذي يخاطر به الصّحفيون في هذا النوع من العمل، من حيث التّأثير المحتَمل على صحّتهم العقليّة؟

لامبروس: قد يصيبك الإجهاد والصّدمة الثّانوية. وهذا ليس مجرد تأثُّر آنيّ، فكما نعلم جميعًا بشكل فطريّ، كلنا نتأثّر تأثّرًا آنيًا. هذا طبيعيّ، هذا صحيّ، هذا إنسانيّ. لكن الصّدمة الثانوية متعلّقة بتحوُّلٍ طويلِ الأمد في نظرتك للعالم، في نشاطك العادي، وهو أمر خطيرٌ ومُستَنزِف، حتى تصل إلى حد تعجز عنده عن مواصلة العمل.

كنتُ أشاهد حلقة نقاش مع الشبكة العالميّة للصّحافة الاستقصائيّة قبل بضع سنوات شاركت فيها صحفيّات رائعات، كلهن نساء، وتحدّثن فيها عن الإرهاق، وتحدثتْ بعضهنّ عن الصّدمة الثّانويّة. لكنهن تحدّثن مرارًا عن تجاهل الأمر وحدّثن أنفسهن بأن: “هذا مجرّد خطر من أخطار المهنة، يجب أن أكون أقوى”، وهكذا ريثما هيمن عليهن الأمر، واضطررن بعد ذلك إلى التوقف عن العمل لفترة طويلة. هذا ما نعرف أنه قد يحدث، وقد يؤثّر عليك لدرجة أنّك تعجز عن الاستمرار. كيف نفعل ذلك حتى يكون ممكنًا على المدى الطويل؟

لا أعتقد أن هناك إجابة واحدة على ذلك. أعتقد أن نقطة البداية هي إدراك أننا بحاجة إلى سلوك مختلف غير ذاك الذي نقول فيه لأنفسنا “تحمّل، وإذا كان الأمر صعبًا اشرب مشروبين وتخطّى الموضوع”. وأعتقد أن هذا وثيق الصّلة بالصّحفيين، إذ يفكر بأنّه ليس الشخص الذي يتعرض للأذى وأنه يجب أن يكون قادرًا على التّعامل معه.

“الصدمة متعلّقة بتحوُّلٍ طويلِ الأمد في نظرتك للعالم، في نشاطك العادي، وهو أمر خطيرٌ ومُستَنزِف، حتى تصل إلى حد تعجز عنده عن مواصلة العمل.” – الكاتبة أندريا لامبروس

هذا ما يقاومه الكثيرون في عالم الصّحافة منذ فترة، لكنني أعتقد أن الأمر أشدّ حدّة الآن مع تدفُّق مقاطع الفيديو والصّور من مناطق النزاع في جميع أنحاء العالم، وخاصّة إسرائيل وغزّة. كلُّ هذا جزء من تحوّلٍ صعبٍ حقًا في العقليّة يتعيّن علينا القيام بها. للحفاظ على نزاهتنا، وحتى نكون أشخاصًا يقدّرون حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، فعلينا أن نفكر في ذلك لجميع المعنيين، بما في ذلك للصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والمحامين والمحقّقين.

في الكتاب، أجرينا أيضًا مقابلات مع مشرفي المحتوى. أخبرونا أن الجزء الأصعب هو انعدام السيطرة على الموقف: عليك أن تنظر إلى قدر معيّن من المحتوى، ولا يمكنك الانسحاب، كما أنّك لا تعرف النتيجة، والصحفيون في وضع مماثل طبعًا.

إحدى الطرق التي يمكنك أن تتبعها لحماية نفسك هي وضع بعض المعايير، وهذا ما سمعناه من الصحفيين الذين يغطّون غزة وإسرائيل في الوقت الحالي. بالطبع، عليك أن تغطّي الأخبار، ولكن يمكنك أيضًا أن تضع حدًا زمنيًا ثم تنسحب وتأخذ استراحة، أو تذهب لتتمشى.

س. ما هي الطرق الأخرى التي يمكن للصحفيين وغيرهم من محققي المصادر المفتوحة أن يتّبعوها لحماية أنفسهم أثناء القيام بهذا العمل؟

لامبروس: يختلف الأمر من إنسان لآخر. أخبرتني مؤخرًا صحفية تجري تحقيقات مفتوحة المصدر، على الرّغم من أنها ليست تحقيقات عن غزة وإسرائيل، أنها تحتاج إلى أخذ استراحة وتحتاج إلى البكاء، وأن تخرج ما بقلبها في تلك اللحظة. وقالت أيضًا إنها ترتّب في بعض الأحيان مذبحًا وفقًا لتقاليدها المكسيكية، وتهَبُه للنّاجين أو الضحايا، كوسيلة للتعبير عن الحزن والتخفف منه.

يمكنك أن تدرك بطرقٍ عديدة أنك بحاجة إلى التعبير عن الحزن والتخفف منه. أحيانًا لا يكون هذا ممكنًا على الفور، ولكن يجب أن يحدث في وقت لاحق، لأنه إن لم يحدث فسيخرج الشعور بشكل مختلف.

س. في حالة النزاع الحالي في إسرائيل وغزة، كيف يمكن للصّحفيين اتّباع هذه الممارسات لفترة طويلة؟

لامبروس: أعتقد أن الأمر يبدو وكأنّه ليس بوسعك أن تنسحب، لكن الأمر يتلخّص بأخذ استراحة على أي حال. نظرًا لأنه ليس لدينا أي فكرة عن المدة التي سيستغرقها هذا الصراع، علينا أن نثق بزملائنا وفريقنا. هنا تظهر أهمية الأمور الهيكلية: يجب أن تكونوا قادرين على الاعتماد على بعضكم.

العامل المهم الآخر هو المحيط الدّاعم، خاصة في مثل هذه اللحظات، وخاصة للأشخاص الذين يقومون بهذا العمل. إنهم بحاجة إلى زملاء في محيطهم يدركون مدى صعوبة الأمر، ويمكنهم الاتّصال وفهم بعضهم. من الصعب فعل ذلك مع عائلتك أو أصدقائك الذين لا يعلمون في هذا النوع من العمل. إن العثور على هذا المحيط لتكون قادرًا على تفريج المشاعر ولتجدّ من يقرّك على وحشيّتها أمر مهمّ للغاية.

النقطة الثالثة: أن تعرف قدرتك، لا يمكن لأيٍّ منّا أن يغيّر مسار هذه الحرب. لذا علينا أن نعرف أن أي مادة صحفية نعدّها كافية، وعلينا فقط أن نستمر في إعادة ذلك وأن نعرف أن الاعتناء بأنفسنا ليس شيئًا أنانيًا، إنه من الإيثار فعليًا، لأنه يمكّننا من الاستمرار في هذا العمل.

س. ما هي العلامات التحذيرية الأخرى على الصدمة الثّانوية التي يجب أن ينتبه إليها الصحفيون؟

كوينج: سرعة الغضب من الأشياء الشائعة جدًا. على سبيل المثال، إذا وجدت نفسك تردّ بانفعاليّة على شريك حياتك أو أطفالك أو زملائك أو رأيت شخصًا آخر ينفعل بطريقة لا تتماشى مع طبيعته المعهودة، فهذا مؤشر في كثير من الأحيان، خاصةً إذا كان غارقًا في المعلومات على الإنترنت، وهذا مؤشر على أنها بدأت تؤثر عليهم وتتسلل إلى أدائهم اليومي.

ارتفاع تعاطي الكحول هو أيضًا من الأمور التي أعرف أن الكثيرين ممن يعملون في هذا المجال قد بدأوا يراقبونها، وهو شيء يمكن أيضًا للأشخاص العاديين الذين يتفاعلون مع وسائل التّواصل الاجتماعي أن يبدأوا بمراقبته بسهولة. قد تكون الكوابيس أمرًا آخر، حيث تشعر تقريبًا أنك لا تستطيع الهروب من المحتوى لأنه ليس موجودًا فقط طوال الوقت في حياتك اليقظة وعلى كل منصة تذهب إليها، بل إنه يطاردك حتى في أحلامك.

“عندما يبدأ شعور الناس بالأمن الرقمي في التراجع، فإن عافيتهم النفسية تتراجع حتمًا، وترتفع احتمالية وقوع الضرر الجسدي.” – الكاتبة أليكسا كونيغ

الكثير مما نوصي به يتعلّق بمحاولة إبقاء هذا المحتوى المروّع بعيدًا عن سريرك وساعات الليل المتأخرة، بمجرد أن تعرف كيف تعمل الذّاكرة وكيف أن آخر شيء تشاهده أو تقرأه قبل الذهاب إلى النوم سيكون له على الأغلب بصمة عميقة.

بالنسبة للعديد من الأشخاص حول العالم، أصبح من المعتاد محاولة فصل الذهن في نهاية اليوم من خلال النظر إلى هاتفك والتنقُّل في فيسبوك وإنستاغرام ومعرفة أخبار الأصدقاء. أما اليوم  فلا بد أن هذا يتداخل بالنسبة للكثير من الناس مع الأشياء المروّعة التي تحدث في جميع أنحاء العالم.

س. ما هي النصيحة التي تقدمانها لغرفة أخبار أصغر أو فريق أصغر يريد البدء في إجراء تحقيقات مفتوحة المصدر؟

كوينغ: البدء على نطاق صغير والبدء ببطء، وضمّ شخص أو شخصين مدرَّبين تدريبًا جيدًا في هذا الأمر إلى الفريق ومساعدة المراسلين التقليديين على فهم المواضيع التي يمكن أن تكون التحقيقات مفتوحة المصدر مفيدة لها، وأين يمكن أن تكون خطيرة أيضًا.

في سياق إسرائيل وفلسطين في الآونة الأخيرة، رأينا الكثير من وسائل الإعلام الرئيسيّة، وكذلك بعض فرق التّحقيقات مفتوحة المصدر المعروفة جدا، تتوصّل إلى استنتاجات مختلفة جدًا بناء على تحليلها لنفس مقاطع الفيديو ونفس المحتوى مفتوحِ المصدر. هذا يدل حقًا على خطورة الاعتماد على المعلومات المرئيّة دون الحصول على بيانات داعِمة من مصادر من الميدان، وكذلك أدلة ماديّة.

في مجال جرائم الحرب، أنت بحاجة دائما إلى الأدلّة الماديّة، وشهادات الشهود، والتي ستكون مصادر في الصحافة، ثم أدلة وثائقية، وهي مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية ورسائل بريد إلكتروني ونصوص… المعيار الذهبي، على الأقل في التّحقيقات في جرائم الحرب، هو أن تدعّم أنواع الأدلة الثلاثة ببعضها، وهذا مهمٌّ جدًا للصحافة أيضًا. قد يكون من غير المسؤول خلق شيء مبهرج ومقنِع لكنه ليس مستندًا بقوة على حقيقة ما حدث.

تم نشر هذا المقال في الأصل من قبل معهد رويترز لدراسة الصحافة وأعيد نشره بإذن.

مارينا أدامي صحفية رقميّة تعمل في معهد رويترز. “أدامي” إيطاليّة، وغطت الأخبار العاجلة لـ”بوليتيكو أوروبا” في بروكسل والأخبار المحلية في لندن. 

 

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

منهجية نصائح وأدوات

استخدام أدوات مفتوحة المصدر لفضح انتهاكات الحرب في اليمن

تتراوح أساليب التحقيق هذه بين عمليات البحث النصية التقليدية في الصحف العسكرية، إلى استخدام قواعد البيانات حول الهجمات والمشتريات، والنمذجة 3-D لتدمير القنابل، وتحديد الموقع الجغرافي للأشياء في مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. إحدى الوجبات المفيدة من الجلسة التي تناقش الأزمة اليمنية هي أن الصحفيين والباحثين ينشرون مجموعات بيانات وهي مجانية للاستخدام لأي محققين آخرين، مما يؤدي إلى قاعدة معرفية عميقة باستمرار من الحقائق التي تم التحقق منها حول الصراع.

العثور على سجلات أمريكية لمتابعة التّحقيقات العابرة للحدود

دليل لبعض مصادر البيانات الحكوميّة الأمريكيّة التي يمكن أن تساعد الصّحفيين الأجانب والأمريكيين في تغطية الحروب الأمريكيّة ومبيعات الأسلحة وتأثير السياسة الخارجيّة الأمريكيّة.

رون ديبرت في الجلسة الافتتاحية #gijc23

الأمن والأمان

أزمة القرصنة العالمية: كيف يمكن للصحفيين الاستقصائيين مواجهتها

تم تحذير أكبر تجمع على الإطلاق من الصحفيين الاستقصائيين من أنهم يواجهون وباء التجسس السيبراني ، ويجب أن يذهبوا إلى الهجوم لفضح الممثلين السيئين الذين يسعون إلى تقويض الأمن الرقمي.