إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

فلسطينيون يواجهون المجاعة يتجمعون لتلقي وجبات الطعام من مطبخ رفح الخيري في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في يناير/كانون الثاني 2025. الصورة: Shutterstock

مصادر

» دليل

التّحقيق في جرائم الحرب: التجويع

إقرأ هذه المقال في

ملاحظة المحرر: هذا الفصل هو إضافة جديدة إلى دليل مراسل الشبكة العالمية للاستقصاء في جرائم الحرب، والذي تمّ نشره في سبتمبر 2023.

تم استخدام الغذاء كسلاح حرب في مختلف الثقافات منذ آلاف السنين، من الحصارات القديمة إلى الإغلاق الحديث للحدود أمام المساعدات الإنسانيّة. قد تساهم عوامل أخرى بالإضافة إلى النزاع في انعدام الأمن الغذائي، مثل المناخ أو الاقتصاد أو النّزوح. في عام 2025، واجه 343 مليون شخص الجوع الحاد، 65٪ منهم، في البلدان الهشة أو المتضرّرة بالصراعات. وفقًا لخبراء الأمن الغذائي، تواجه السودان وجنوب السودان وقطاع غزة وهايتي أسوأ الأزمات منذ أوائل عام 2025.

ومع أن التجويع حُظِرَ صراحةً لأول مرة كأسلوب من أساليب الحرب سنة 1977، فقد استغرق الأمر 20 عامًا أخرى حتى يدرجه النّظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدوليّة كجريمة حرب.

وحتى عندما تنتهي الحروب، يبقى نقص الغذاء قائمًا بسبب الاضطراب الذي أحدثته الحروب، مما يجبر العائلات على ترك منازلها ووظائفها ومصادر رزقها. يضطر المدنيون إلى عيش ظروف متطرّفة، بدءًا من بيع جميع ممتلكاتهم الشخصية، والتّسوُّل، وتقليل عدد وجبات الطعام إلى أكل أوراق الأشجار والتربة والقطط عندما تصل مستويات الأمن الغذائي إلى أشدّ حال.

وفي الوقت نفسه، يعزّز الصراع والجوع بعضهما البعض.  ولذلك، يصعب إثبات تعريض المدنيين عمدا لأساليب التّجويع في حالات الصّراع المسلّح.

بوجهٍ عامّ، يعرِّف القانون الدولي الإنساني التّجويع بأنه أفعال تحرِم السكّان المدنيين من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، ولا تعني فقط النتيجة (جوع المدنيين) ولكنه يشمل أيضًا السّبب. بينما تم حظر التجويع صراحة لأول مرة كأسلوب حرب في عام 1977 ، فقد استغرق الأمر 20 عاما أخرى حتى يدرجه النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية كجريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية. وحتى يومنا هذا، لم تكيّف المحكمة أبدًا أي جريمة حرب بهذا التكييف، ولهذا من الضّروري على الصحفيين أن يحققوا في هذه القضية.

النهج القانوني

استخدم القانون الإنساني الدولي وخبراء الإغاثة مصطلح “الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين على قيد الحياة لتلخيص قائمة غير شاملة للوسائل والأهداف المطلوبة لإبقاء السكان على قيد الحياة. بحرمان المدنيين المتعمّد من هذه الأشياء، تستخدم السلطات أو الحكومات تجويع المدنيين لتحقيق ميزة. وقد يتخذ هذا الحرمان أشكالاً عديدة، بما في ذلك التّدمير المتعمّد لسبل العيش والمحاصيل والأسواق. الاستيلاء على المخزونات الغذائية أو تدميرها؛ منع المساعدات الإنسانية، و / أو إجبار أعداد كبيرة من الناس على النّزوح، مما يعني أن مجتمعات بأكملها فقدت منازلها، وبالتالي مصادر الدّخل وسبل العيش. كما أن المجاعة ناجمة عن نقص المياه النّظيفة والصّرف الصحي والرّعاية الصحية، وهي أمور تشكّل تحديًا هائلاً في حالات النزاع.

ينص نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائيّة الدّوليّة على أن “استخدام تجويع المدنيين عمدًا كأسلوب من أساليب الحرب بحرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك إعاقة إمدادات الإغاثة عمدًا على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف”، يشكّل جريمة حرب في النّزاعات المسلّحة الدّوليّة. في عام 2019، تمّ تعديل النّظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ليشمل تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في النزاعات المسلّحة غير الدّوليّة. ومع ذلك، حتى الآن،  لم يُصادق على هذا التّعديل إلا من قبل 20 دولة من أصل 124 دولة.

استخدم الصحفيون المعايير التي وضعتها الأمم المتّحدة للتحقيق في تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وبالتالي استخدام التّجويع كسلاح حرب.

من المهم أن نلاحظ هنا أن القانون الإنساني الدّولي لا يجرّم استخدام التّجويع كوسيلة للحرب ضد المقاتلين. وهذا يعقّد المساءلة القانونية للأفراد عندما يتضوّر المدنيون جوعًا إلى جانب المقاتلين. في ساحات القتال الحضريّة، قد يمثل أيضًا تحديًا لإثبات ما إذا كان تجويع المدنيين عمدًا هو الغرض المقصود من العملية. لذلك، يصبح جمع الأدلة لإثبات النيّة قضيّةً حاسمة للصحفيين الذين يحققون في التجويع كسلاح حرب. في كثير من الأحيان، سيضيف “ضباب الحرب” المزيد من الارتباك حيال الأسباب الكامنة وراء تجويع المدنيين التي يرغب مسببوها في التّواري خلفها. ولهذا السبب فإن تتبُّع أثر الحرب على السكان المدنيين عن كثب والتحقيق في خلفية المجاعة أمر بالغ الأهمية في أوقات النّزاع المسلح.

التجويع والمجاعة في نزاعات اليوم

حالة السّودان

في العقد الماضي، تم تصنيف أربع حالات على مستوى العالم على أنها مجاعة. وكانت أزمات السودان وجنوب السودان ثلاثًا من الأزمات الأربع. قبل استقلاله في عام 2011، كان جنوب السودان جزءًا من السودان الأكبر، الذي عانى أيضا لعقود من الحروب الأهلية طويلة الأمد، إلى جانب المجاعات التي أودت بحياة الآلاف، بالإضافة إلى الدور الرئيسي الذي لعبته الحكومات المركزية في تجويع الشعب.

في عام 2025، أثناء كتابة هذا الفصل، ما تزال أجزاء من السودان وجنوب السودان تعاني من مجاعات متزامنة وأزمات جوع حادة.

يحمل العاملون الصحيون “نعمت أحمد”، 10 أعوام، التي تلفظ أنفاسها، إلى جناح عزل في عيادة صحية تديرها جمعية أطباء بلا حدود الطبية الخيرية في أدري، شرق تشاد، 5 أغسطس/آب 2024. فرّت عائلة أحمد من الحرب في السودان بعد موجات من الهجمات على المساليت في دارفور، بما في ذلك هجوم قتلت فيه جدتها بالرصاص وأصيبت شقيقتها الكبرى. أمضت “نعمت” عامها الأخير مع والدتها وإخوتها التسعة في مخيم للاجئين. أُعلنت المجاعة في شمال دارفور في أغسطس 2024، وحذرت وكالات الإغاثة من أن قرابة 222,000 طفل سوداني قد يموتون جوعًا. الصورة: فينبار أورايلي ، VII Foundation

خلال الحرب الأهليّة التي اندلعت في أبريل 2023، عانى السودان من العديد من الإجراءات التي حرمت ملايين السودانيين من الأشياء التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة. داهمت قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا مع القوّات المسلّحة السودانيّة، مدنًا وقرى بأكملها في جميع أنحاء البلاد وهاجمتها وقتلت ساكنيها ونهبتها، مما أجبر الملايين على الفرار. اعتمد الجيش السوداني بشكل كبير على القوة الجوية، مما دمّر الأسواق وقتل المدنيين في محاولة لمنع قوات الدعم السريع من توسيع موطئ قدمها وإجبار الميليشيا على الخروج من المناطق التي استولت عليها.

عندما فرّت وكالات الإغاثة من العاصمة السودانية التي مزقتها الحرب وتمركزت من جديد في مدينة بورسودان المطلّة على البحر الأحمر وحاولت تقديم الإغاثة الإنسانية. إلا أنّها واجهت قيودًا متزايدة منعتها من الوصول إلى النّاس وتوزيع المساعدات التي كانوا في أمسّ الحاجة إليها. ومع  نزوح قرابة 12.4 مليون شخص من منازلهم، فإن كمية المساعدات المتاحة لم تغطِّ سوى جزء بسيط من الاحتياجات، كما كان هنالك صعوبة في إيصالها.

بالإضافة إلى ذلك، أنكرت الحكومة وجود المجاعة، وعلقت مؤخرا المشاركة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مقياس عالمي مشترك لتصنيف شدّة ومدى انعدام الأمن الغذائي وسوء التّغذية.

قطاع غزة

تمثّل الحملة البرية والجوية والبحرية الإسرائيلية في غزة، التي أطلقتها هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أبرزَ الأمثلة على التّجويع كسلاح حرب، وتدمير جميع الضروريات مثل الغذاء والماء والوقود. وشمل ذلك تجريف المناطق الزراعية، وتجريد النّاس من ممتلكاتهم الشخصية، وإجبار مئات الآلاف على النزوح عدّة مرات، في حين  يعاني 70٪ من سكان غزة من عدم قدرتهم على الحصول على المياه النظيفة. أدّى حظر إسرائيل للوقود إلى إعاقة المخابز والمستشفيات ومحطات ضخ مياه الصّرف الصحي ومحطات تحلية المياه والآبار.

في مظاهرة في مايو 2025 في لندن، أعرب المتظاهرون عن غضبهم من نقص الغذاء للفلسطينيين في غزة. الصورة: شترستوك

في ديسمبر/كانون الأول 2023، أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن تسعًا من كل 10 أسر في شمال غزة واثنتين من كل ثلاث أسر في جنوب غزة أمضتْ يومًا كاملاً وليلةً كاملةً على الأقل دون طعام. وقد تفاقم الوضع منذ ذلك الحين: تشير عمليات محاكاة البيانات الصادرة عن منظّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة  (الفاو) في مايو 2025 إلى أن “المواطن الغزّي يأكل بالمعدّل 1,400 سعرة حرارية فقط يوميًا – “أو 67 في المئة مما يحتاجه جسم الإنسان للبقاء على قيد الحياة” (2,300 سعرة حرارية) من شهر مايو/أيار”.

رغم أن إسرائيل لم تصادق  على البروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لاتفاقيات جنيف، إلا أن الحظر (ضد المدنيين الذين يتضورون جوعا) معتَرفٌ به على أنه يعكس القانون الدولي الإنساني العرفي في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية. لا يجوز لأطراف النزاع “التّسبُّب [بتجويع السكان المدنيين] عمدا، بالأخصّ عن طريق حرمانهم من مصادر الغذاء أو الإمدادات.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة “جريمة الحرب المتمثلة في تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية”.

أدوات للصحفيين الذين يحققون في المجاعة

رسم التحقيق

يعدّ تفصيل خسائرِ الجوعِ من الحروب طريقة من طرق عديدة لسرد قصة استخدام الجوع كسلاح. ومع ذلك، فإن جمع البيانات من الميدان في البلدان التي تشهد حربا من أجل تحديد شدة الجوع يمثل تحديا بسبب القيود المفروضة على الوصول، مما يجعل من الصعب في النهاية على خبراء الأمن الغذائي وما يسمى بلجنة مراجعة المجاعة التوصل إلى قرار رسمي.

يمكن للصحفيين الذين يحققون في المجاعة أن يبدأوا برسم خرائط لبؤر الجوع في جميع أنحاء العالم، استنادا إلى أدوات  برنامج الأغذية العالمي، ومؤشر الجوع العالمي.

يعد انعدام الأمن الغذائي والوفيات (من الجوع أو الأمراض المرتبطة بالجوع) من أهم المعايير. ومع ذلك، يصعب تقييم هذه الصراعات عندما تكون هناك أيضًا حروب وصراعات مستمرة. وسط الغارات الجوية والتفجيرات، قد يكون من الصعب التمييز بين الوفيات المرتبطة بالإصابات والوفيات الناجمة عن الجوع. ويعد قياس سوء التغذية الحاد الوخيم SAM، التي تقاس بطرق مختلفة للأطفال دون سن الخامسة، ثالث أهم قياس. ومع ذلك، فإن هذا صعب أيضًا لأن العاملين في مجال التغذية مطالبون بالتواجد في الميدان داخل المرافق الصحية لأخذ قياسات الطفل.

التنقيب عن البيانات العالمية

يمكن للصحفيين الذين يحققون في المجاعة أن يبدأوا برسم خرائط لبؤر الجوع في جميع أنحاء العالم، استنادا إلى أدوات برنامج الأغذية  العالمي مثل هذه الأدوات وهذه الأداة ومؤشر الجوع العالمي. في بعض الحوادث، تضطر البلدان إلى دخولِ أعلى بؤر الجوع عندما تتلاعب الحكومات والسلطات الحاكمة بالبيانات ولا تشكك الوكالات الدولية في التحليل. في اليمن، حاول المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على الجزء الشمالي من البلاد دفع خبراء الأمن الغذائي لتصنيف المناطق الخاضعة لسيطرتهم على أنها تواجه جوعًا شديدًا أو ما هو أسوأ من ذلك للحصول على المزيد من المساعدات الدولية. بعد ردّ فعل من الخبراء، لم يتم نشر تحليل بيانات من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن خوفًا من الانتقام، مما يجعل وضع الجوع في هذه المناطق غير واضح.

وفي حالات أخرى، قد لا يكون ارتفاع معدلات سوء التغذية مرتبطًا بانعدام الأمن الغذائي بل بتفشي المرض الذي يسبب سوء التغذية ويصور خطأً على أنه جوع.

ومع ذلك، قد توجه القائمةُ الصحفيَّ في اتجاهٍ نشبت فيه الصراعات. من الممكن جدًا استخدام الجوع الموجود مسبقًا في بلد يشهد صراعات كسلاح. يجب على المقابلات مع خبراء الأمن الغذائي المحليين أن تعطي الصحفيين فهمًا عادلا لديناميكيات الصراع وكيف يتكشف توفير النظام الغذائي الضروري في مثل هذه البلدان.

في خضم حرب أهلية مستمرة، يحمل الأطفال في مدينة تعز اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون أكياسًا من الطعام في عام 2022. الصورة: شترستوك

مصادر لإجراء المقابلات

للتحقيق في دور الأطراف المتحاربة في تجويع الناس، يمكن للجهات الفاعلة الإنسانية أن تكون نقطة انطلاق قوية وتوفر الكثير من المعلومات للصحفيين. يمكنهم تقديم رؤى حول الأزمة الإنسانية التي تتكشف، ومستويات الجوع، وآليات التكيف، ومستويات سوء التغذية، إلى جانب الأسباب الجذرية للأزمة المستمرة. يمكنهم أيضًا مشاركة القصص التي يسمعونها من المجتمع المحلي حول أطراف النزاع وتكتيكات الحرب التي يستخدمونها، بما في ذلك التجويع.

ومع ذلك، لإثبات نية استخدام الأطراف المتحاربة لتجويع المدنيين كسلاح حرب، يحتاج الصحفيون إلى جمع أكبر قدر ممكن من الشهادات من الميدان من العاملين الصحيين والنشطاء وقادة المجتمع وأولئك الذين ينتظرون المساعدات في نهاية سلسلة الإمدادات للحصول على الدعم اللازم للبقاء على قيد الحياة. يمكنهم المساعدة في توثيق الحرمان من الغذاء الذي تشتد الحاجة إليه من خلال جمع الفيديو والصوت والأدلة الدامغة التي تظهر التسلسل الزمني للأحداث. يجب على الصحفيين التحدث مع الجنود أو المقاتلين السابقين لسؤالهم إن كانوا قد تلقوا أوامر بتجويع الناس. يجب على الصحفيين أيضًا البحث على الإنترنت عن مقاطع فيديو مفتوحة المصدر أو بيانات صوتية أو مكتوبة في المناطق التي ينهب فيها الزعماء والقادة ويقتلون أو يعطون أوامر بتجويع الناس أو يمنعون إيصال المساعدات الإنسانية.

أدوات للتحقيق في المجاعة والمجاعة

يجد الصحفيون صعوبة في تقييم ما إذا كان إقليم أو منطقة معينة تعاني من نقص حاد في الغذاء أو مجاعة صريحة نظرًا للبيانات المعقدة اللازمة لتقدير الوفيات وسوء التغذية والأمن الغذائي في منطقة معينة.

استخدام قياسات المجاعة الخاصة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائيّ

التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مقياس عالمي مشترك لتصنيف شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. يكتشف الخبراء المجاعة باستخدام مجموعة من قواعد بيانات الأمن الغذائي والتغذية والوفيات – معدل وفيات لا يقل عن حالتي وفاة لكل 10,000 شخص، وتواجه 20٪ من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، ويعاني 30٪ من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. هذه هي علامات المجاعة التي وضعها التصنيف الدولي.

يغطي نظام التصنيف المكون من خمس مراحل أكثر من 30 دولة ويصنف انعدام الأمن الغذائي على مقياس من واحد إلى خمسة، حيث يكون التصنيف عند الدرجة الخامسة إما كارثة أو مجاعة.

ويؤدي التصنيف المرحلي دورًا حاسمًا في تحديد ظروف المجاعة وتوجيه الاستجابة اللازمة لإنقاذ ملايين الأرواح. إنها الآن الآلية الأساسية التي يستخدمها المجتمع الدولي لتحليل البيانات واستنتاج ما إذا كانت المجاعة تحدث أو من المتوقع حدوثها في بلد ما.

لا يجمع التصنيف المرحلي البيانات لتحديد انعدام الأمن الغذائي. ومع ذلك، فهي تعتمد على العديد من قواعد البيانات التي جمعتها الوكالات الدولية والمحلية العاملة في كل بلد من البلدان التي يغطيها التصنيف الدولي.

عندما يتم تجاوز عتبات سوء التغذية والوفيات واستهلاك الغذاء بنسبة معينة، يتم تصنيف المناطق والدول على أنها تعاني من المجاعة، مما يدفع “لجنة مراجعة المجاعة”، التي تديرها مجموعة من الخبراء الدوليين، إلى تأكيد وتقييم صحة التحليل.

بمجرد تصنيف شعب أو مكان معين على أنه عند الدرجة الثالثة أو أسوأ ، يلزم اتخاذ إجراء. بالعادة، أول المستجيبين هم المانحون الدوليون ووكالات الإغاثة. ومع ذلك، مع تزايد أزمات الجوع التي تجتاح العالم، غالبًا ما تأتي الاستجابة بعد اكتشاف المجاعة، مما يعني أن الناس بدأوا فعلاً يموتون من الجوع.

وحتى في هذه الحالة، فإن السياسة والتعب وسوء الإدارة والفساد تقف في طريق الاستجابات السريعة للأزمات ذات الاحتياجات الملحّة، مثل الوضع في غزة والسودان حيث تم تسجيل وقوع المجاعة.

طفلة فلسطينية في غزة تحمل طعامًا وزعته إحدى وكالات الإغاثة. الصورة: شترستوك

موارد أخرى

يقدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائيّ هذه السلسلة من الدورات التدريبية حيث يمكن للصحفيين فهم المفاهيم التي يستند إليها التصنيف المرحلي، والتي توفر جميع المعلومات اللازمة لتقدير منتجات التصنيف المرحلي واستخدامها بشكل نقدي.

لوحة معلومات IPC-CH: عرض مرئي للعدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون أو يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنفين ضمن أزمات أو أسوأ.

مجموعة الأمن الغذائي: تقوم مجموعة الأمن الغذائي بقيادة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ، بتنسيق استجابات الأمن الغذائي أثناء الأزمات الإنسانية وبعدها منذ عام 2011. ينسق المجلس شبكة من الشركاء – بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية – في 29 دولة لتلبية الاحتياجات الغذائية الطارئة وتحسين سبل العيش على وجه السرعة.

الأمن الغذائي وسبل العيش | العمل الإنساني: قاعدة بيانات ينشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). ويوفر بيانات حية عن احتياجات الأشخاص الذين يتعرضون للأزمات في جميع أنحاء العالم والاستجابة لهذه الاحتياجات. كما يقدم لمحة عامة عن المساعدات المالية المقدمة إلى حالة أو منطقة معينة.

مجموعة التغذية العالمية: بقيادة اليونيسف، تستجيب المجموعة للأزمات التغذوية الناشئة في مختلف المناطق، حيث يكون حجم الأزمات كبيرًا لدرجة أن منظمة واحدة أو وكالة تابعة للأمم المتحدة لا تستطيع الاستجابة لها بفعالية. لديهم قواعد بيانات لإظهار كيفية استجابتهم للأزمات التغذوية في مختلف البلدان، بالإضافة إلى مجموعات أدوات مختلفة للاستعداد لمثل هذه الأزمات.

مسح الرصد والتقييم الموحد للإغاثة والانتقالات (SMART) للتغذية والأمن الغذائي والصرف الصحي والنظافة الصحية: يتم إجراء مسوحات SMART في العديد من البلدان في لتقييم الحالة التغذوية للسكان. يتعين على الصحفيين البحث في مجموعة التغذية التي ينتمي إليها كل بلد للعثور على استطلاعات ذكية مثل هذه من الهند:

مجموعة الخدمات اللوجستية: نظرة على محاضر المجموعة اللوجستية للعمليات الإنسانية الدولية تعطي لمحة عن القيود التي تواجهها المساعدات للوصول إلى المحتاجين.

شبكة الإغاثة: يُدار الموقع الإلكتروني بإشراف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ويوفر معلومات عن الأزمات والكوارث الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ويسلط الضوء على الاستجابة والاحتياجات.

خدمة التتبع المالي: نظام التتبُّع المالي هو قاعدة بيانات أخرى تابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الاستجابة الإنسانية. ويقدم معلومات في الوقت الفعلي عن النتائج والاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

العمل الإنساني: يُدار أيضًا من قِبل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وهو مورد لفهم الأزمات الإنسانية العالمية والاستجابة لها ، وتوفير معلومات حول حالات الطوارئ المستمرة وجهود الاستجابة الإنسانية.

العثور على شركات المراقبة الخارجية: تعتمد الأمم المتحدة والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية الدولية أيضا على ما يسمى بشركات المراقبة الخارجية (TPMs)، والتي تقدم تقارير الرقابة على المساعدات. للعثور على الشركات التي تقدم خدمات لوكالات الأمم المتحدة، يمكن للصحفيين البحث في قسم المشتريات في الأمم المتحدة. لكل بلد أيضا منصاته للمورِّدين، وفي حالة السودان، يمكن للصحفيين الحصول على معلومات حول الوكالة التي تعمل في أي مشروع محدد في أي مجالات باستخدام Sudanbid. يجب على الصحفيين تحديد الموظفين في أي من شركات المراقبة الخارجية ومورّدي الخدمات للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، وتطوير المصادر التي يمكن أن تعطي رؤى حول نزاهة عملية الإغاثة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل LinkedIn.

صور الأقمار الصناعية: في حالتي السودان وغزة، كانت صور الأقمار الصناعية أداة مهمة للكشف عن القصص المتعلقة بالمجاعة. استخدمت رويترز وهيومن رايتس ووتش صور الأقمار الصناعية لفحص قضايا مختلفة تتعلق بالمجاعة. في إحدى هذه القصص، التي ركزت على الأشياء التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة، أظهرت هيومن رايتس ووتش كيف أدى هجوم إسرائيلي إلى تدمير الأراضي الزراعية في قطاع غزة. واستخدمت رويترز صور الأقمار الصناعية لإظهار المعدل المتسارع للمقابر والمدافن في دارفور لإعطاء أدلة نادرة على زيادة الوفيات في المناطق المنكوبة بالجوع. لمعرفة المزيد عن صور الأقمار الصناعية، اقرأ دليل GIJN ذي الصلة.

دراسات الحالة

سلسلة رويترز في السودان

نشرت رويترز سلسلة من التحقيقات تظهر للمرة الأولى أن المجاعة امتدت من منطقة واحدة في السودان إلى خمس مناطق بنهاية عام 2024. كما توقعت تقاريرهم أن تمتد المجاعة إلى خمس مناطق أخرى خارج دارفور بحلول مايو 2025. وباستخدام الرسوم البيانية أوضح فريق رويترز ما يعنيه وجود سكان في حالة من المجاعة بينما كشف كيف حاولت الحكومة السودانية دفن الدليل الوحيد وهو ارتفاع معدل الوفيات في دارفور كدليل على المجاعة.

كما نشرت مجموعة كبيرة من مراسلي رويترز وصحفيي البيانات مقالاً صحفيًا توضيحيًا واستقصائيًا في محاولة نادرة لإلقاء نظرة فاحصة على الفشل المنهجي لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة العالمي.

أحصى فريق البيانات القتلى باستخدام مئات صور الأقمار الصناعية على مدى عدة سنوات ومقابلات مع عشرات من زعماء المجتمع في دارفور لإظهار المقابر المتضخمة من السماء. ركز الفريق على المناطق التي لم يمسسها العنف، لذا فإن الوفيات مرتبطة في الغالب بالجوع والمرض.

وأضافت “إجمالاً حددت رويترز 14 مقبرة في خمسة تجمّعات في أنحاء دارفور توسّعت بسرعة في الأشهر الأخيرة. نمت مساحة المقابر الجديدة في هذه المقابر أسرع بثلاث مرات في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي”.

وصف أحد الخبراء المقابر بأنها “طيور الكناري في منجم الفحم” للمجاعة.

وكجزء من السلسلة وجدت رويترز أن الحكومة المركزية منعت وصول المساعدات في أجزاء من البلاد بما في ذلك المناطق الأكثر عزلة في جبال النوبة في جنوب كردفان. كانت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية مشلولة وغير قادرة على الوصول إلى الملايين المحتاجين لمجرد أن الأمم المتحدة لا تستطيع انتهاك سيادة الحكومات. يجب على وكالات الأمم المتحدة الحصول على إذن من حكومة السودان المعترف بها دوليًا، والتي تعترف بها المنظمة الدولية كطرف يتمتع بالسيادة.

وقالت الحكومة لمنظمات الإغاثة “لا توجد احتياجات مشروعة في دارفور، لذلك يجب ألا تعمل هناك، وإذا واصلت الاستجابة للاحتياجات هناك، فلا يجب أن تتوقع الحصول على تأشيرات السفر”، كما قال مسؤول كبير في الإغاثة، طلب عدم نشر اسمه. لم ترد الحكومة على أسئلة رويترز لهذه السلسلة.

واستخدمت رويترز صور الأقمار الصناعية وعشرات المقابلات لرسم خريطة لانتشار انعدام الأمن الغذائي في السودان على مدى عامين باستخدام نظام تصنيف المجاعة التابع للتصنيف المرحلي. الصورة: لقطة شاشة ، رويترز

كما نشرت مجموعة كبيرة من مراسلي رويترز وصحفيي البيانات مقالاً صحفيًا توضيحيًا واستقصائيًا في محاولة نادرة لإلقاء نظرة فاحصة على الفشل المنهجي لنظام الإنذار المبكر بالمجاعة العالمي، خاصة في سياق الصراعات والحروب الأهلية.

حاولت معالجة المعضلة الموجودة في السودان – وهي أن الإنذار المبكر يتطلب مساهمة وتعويضات من الحكومات المركزية أو الأحزاب الرئيسية. لكن هذه الحكومات في بعض الأحيان في حالة حرب مع مجموعات أخرى داخل حدودها، مما يشكل تضاربًا في المصالح ويقوض قدرة النظام بأكمله على الكشف عن المجاعة والتحذير منها عند استخدامها كأداة للحرب.

وما يميز هذه القصة أيضا أنها كشفت عن نقاط الضعف العديدة في النظام العالمي وعدم الاستجابة السريعة للمجاعات وأزمات الجوع الحادة التي تجتاح العالم.

نظرت القصة في نقاط الضعف والعقبات الأخرى، بما في ذلك حقيقة أن نظام الإنذار المبكر يتطلب كميات هائلة من البيانات النوعية والكمية، والتي تصبح مستحيلة في سياق الحرب. كما أظهر أن الحكومات، وأطراف النزاع، يمكنها أيضًا السيطرة على البيانات من خلال المبالغة في أزمة الجوع أو تهوين حدّتها.

اعتمدت تقاريرهم على قواعد بيانات كبيرة مستخرجة من مصادر مختلفة، بما في ذلك مجموعات الغذاء وسبل العيش، التي تمثل الشركاء في المجال الإنساني الذين ينسقون استجابات الأمن الغذائي، ومحاضر اجتماعات العاملين في المجال الإنساني التي تركز على الخدمات اللوجستية، والمراسلات المسربة. كما خضع الصحفيون لبعض التدريب من قبل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائيّ لفهم كيف من المفترض أن يعملوا ليكونوا قادرين على فهم ما حدث.

الموت من أجل كيس من الطحين

في هذا التحقيق في “مذبحة الطحين”، جمعت شبكة CNN مقاطع فيديو ولقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لتحدي الرواية الإسرائيلية حول تسليم مساعدات مميت في غزة في 29 فبراير 2024. وخلّف الحادث، وهو أحد أكثر الحوادث دموية منذ أن تعرضت غزة لهجوم إسرائيلي في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، أكثر من 100 قتيل و700 جريح بعد أن فتح الجيش الإسرائيلي النار على الأشخاص الذين هرعوا لتلقي المساعدات.

وقال الأدميرال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “بعد ذلك بوقت قصير لم يطلق الجنود النار مباشرة على الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة، بل أطلقوا ‘طلقات تحذيرية’ في الهواء”. ومع ذلك، حللت شبكة سي إن إن عشرات مقاطع الفيديو وجمعت شهادات تلقي بظلال من الشك على الرواية الرسمية للجيش للأحداث.

ويأتي الحادث وسط نمط متكرر من الهجمات على المدنيين الجياع في غزة. أشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 14 حادثة مسجلة من “إطلاق النار والقصف واستهداف المجموعات التي تجمعت لتلقي الإمدادات المطلوبة بشكل عاجل من الشاحنات أو عمليات الإنزال الجوي” وقعت بين منتصف يناير/كانون الثاني ونهاية فبراير/شباط 2024.

باستخدام مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ولقطات من إنشاء المستخدمين، يناقض تحقيق CNN الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي لما يسمى بمذبحة الطحين، حيث قتل أكثر من 100 فلسطيني وأصيب أكثر من 700 آخرين. الصورة: لقطة شاشة، CNN

تجويع غزة

وجد تحقيقان أن إدارة بايدن لعبت دورًا رئيسيًا في توفير غطاء لإسرائيل لمواصلة تجويع غزة.

حققت صحيفة الإندبندنت  في “أخطاء إدارة بايدن، والفرص الضائعة، والخيارات السياسية” في حملة التجويع في غزة ، واصفة إياها بأنها “كارثة كان يمكن تجنبها بالكامل”. استند الكشف إلى مقابلات مع مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين وعمال إغاثة في غزة، إلى جانب وثائق داخلية، بما في ذلك 19 مذكرة لموظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. أظهرت المقابلات والوثائق أن الولايات المتحدة وفرت “غطاءً دبلوماسيًا” لإسرائيل لتهيئة الظروف للمجاعة.

وردّاً على ذلك، سلطت إدارة بايدن الضوء على “طلبات السيد بايدن المتكررة من الحكومة الإسرائيلية فتح المزيد من المعابر للمساعدات، وأشارت إلى الزيادات المؤقتة في شاحنات المساعدات التي تدخل غزة كدليل على ما وصفوه بفعاليته”.

القصة الثانية حول نفس الحادث، من قبل ProPublica، حققت كيف خلصت هيئتان حكوميتان أمريكيتان إلى أن إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة، لكن وزارة الخارجية تجاهلتها. وأبلغت النتائج التي توصلت إليها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية بالنتائج التي توصلوا إليها حول دور إسرائيل في تجويع غزة إلى وزير الخارجية آنذاك، أنتوني بلينكن، الأمر الذي كان سيتطلب من الإدارة الأمريكية وقف شحنات الأسلحة، بما في ذلك 830 مليون دولار أمريكي مخصصة لمبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع ProPublica إن “الولايات المتحدة كان لديها مخاوف عميقة خلال الفترة منذ 7 أكتوبر بشأن تحرك إسرائيل وتقاعسها مما ساهم في عدم التسليم المستدام للمساعدات الإنسانية اللازمة”. وأضاف المتحدث أن إسرائيل اتخذت في وقت لاحق خطوات لتسهيل زيادة وصول المساعدات الإنسانية وتدفق المساعدات إلى غزة.

ملاحظة من المحرر: ساهمت مديرة مركز الموارد في GIJN، “نيكوليا أبوستولو”، بموارد إضافية لهذا الدليل. المراجعة القانونية من قبل مركز سايروس ر. فانس للعدالة الدولية.


ماجي ميشيل صحفية استقصائية في رويترز سبق لها العمل مع  الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين من القاهرة ، مصر ، من عام 2021 حتى فبراير 2023. تمتد خبرتها لأكثر من 15 عاما في تغطية النزاعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، واكتسبت معرفة عميقة بديناميكياتها السياسية والاجتماعية والثقافية. في عام 2019 ، كانت ضمن فريق وكالة أسوشيتد برس الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة بوليتزر للتقارير الدولية، وجائزة مايكل كيلي ، IRE ، وميدالية ماكجيل للشجاعة للتحقيقات الرائدة في الفساد والتعذيب وجرائم الحرب الأخرى في اليمن، البلد الذي يعاني من حرب أهلية طويلة الأمد.

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

ورقة نصائح الأمن والأمان نصائح وأدوات

كيف يمكن للصّحفيين أن يعتنوا بأنفسهم عند التّحقيق في الصور القاسية للحرب والصراع

يواجه خبراء المصادر المفتوحة كمًا هائلاً من الصّور القاسية. فكيف يمكن للصّحفيين حماية أنفسهم من الأذى الناجم عن مشاهدة الصّور الصّادمة باستمرار؟
التّحقيقات مفتوحةُ المصدرِ التي كانت في السابق محصورةً بمواقع متخصّصة مثل Bellingcat، دخلت عالم الصحافة السائدة، مدفوعة بالحاجة إلى التحقُّق على الفور من كميات كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والادّعاءات. بات لدى وسائل الإعلام الكبيرة مثل بي بي سي ونيويورك تايمز فرق مخصصة للتّحقيقات البصريّة، وتزايدت أهمية عملها في سياق حرب المعلومات.

منهجية نصائح وأدوات

استخدام أدوات مفتوحة المصدر لفضح انتهاكات الحرب في اليمن

تتراوح أساليب التحقيق هذه بين عمليات البحث النصية التقليدية في الصحف العسكرية، إلى استخدام قواعد البيانات حول الهجمات والمشتريات، والنمذجة 3-D لتدمير القنابل، وتحديد الموقع الجغرافي للأشياء في مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. إحدى الوجبات المفيدة من الجلسة التي تناقش الأزمة اليمنية هي أن الصحفيين والباحثين ينشرون مجموعات بيانات وهي مجانية للاستخدام لأي محققين آخرين، مما يؤدي إلى قاعدة معرفية عميقة باستمرار من الحقائق التي تم التحقق منها حول الصراع.