إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

القصص

مواضيع

اختيارات المحرّر: أفضل القصص الاستقصائيّة لعام 2020 من العالم العربي

إقرأ هذه المقال في

يواجه الصحفيّون في العالم العربي مشاكل كزملائهم في جميع أنحاء العالم: تراجُع حرّيّة الصّحافة، وصعوبة الحصول على المعلومات الأساسيّة من السّلطات، ونقص الموارد الماليّة والتّحريريّة. سنةُ وباءِ كورونا جعلتْ العمل الصحفيّ في البلدان القمعيّة في المنطقة – بما في ذلك الأردن والمغرب ومصر – أكثر تعقيداً. وقد أعلنتْ بعض الحكومات “حالة الطوارئ” مع إجراءات صارمة، مما وضع عقبةً إضافيّة تعرقل أبسطَ الأعمال الصحفيّة.

ومع ذلك، وجد القسم العربي في الشّبكة العالميّة للصحافة الاستقصائيّة GIJN قصصاً جديرة بالثّناء، أنتجها صحفيّون مستقلون. أفضلُ هذه القصص كانت مدعومة في كثير من الأحيان من قِبل منظّمات إقليميّة مثل  شبكة إعلاميّون من أجل صحافة استقصائيّة عربيّة  (ARIJ) و“درج” و”BBC عربي”،أو من خلال شبكات دولية مثل مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد  (OCCRP) و الاتّحاد الدّولي للصّحفيين الاستقصائيين  (ICIJ).  

سيطرَ الوباء، بطبيعة الحال، على العناوين الرّئيسية لهذا العام. وقد وثّق تقريرٌ استقصائيّ في مصر كيف تمّ استخدام أجهزة اختبار الأجسام المضادّة بشكلٍ خاطئ للكشف عن الإصابة بكوفيد -19، مما أوصلَ إلى نتائج غير دقيقة ساهمت في انتشار الفيروس. وأظهرت قصّةٌ أخرى كيف  تحوّل الأردن من واحدة من أفضل البلدان في التّعامل مع الأزمة إلى نقطة ساخنة.

وانتهى العام بمؤتمر أريج السّنوي الافتراضيّ الذي سجل فيه أكثر من 3000 صحفي، معظمهم من المنطقة العربية. ثم جاءت أنباء عن حجب السّلطات الجزائرية لموقعٍ استقصائيّ جديد: “توالى”. وقد أبرزتْ هذه الخطوةُ المفارقةَ التي يواجهها الصّحفيون في المنطقة: المبادرات الجديدة في الصّحافة الاستقصائيّة تقابلها فورًا محاولاتٌ عدائيّة من السُّلطات لتكميمها.

قائمةُ القصص التّالية التي اختارها القسمُ العربيّ في شبكة GIJN، ليست مجرّد قائمةٍ تضمُّ تقاريرَ استقصائيّة مميزة من عام 2020. لقد اخترناها لأهمّيتها، ولاستخدامها لأدواتِ وتقنياتِ العمل الاستقصائيّ، ولالتزامها بالمساءلة الاجتماعيّة.

مدارس تسيء معاملة الفتيان (السودان)

بي بي سي

كشف التّعاون بين BBC News عربي  و”شبكة أريج” عن تعرُّضِ الأطفال لإساءة المعاملة بشكلٍ منهجيّ داخل المدارس الإسلاميّة في السّودان. وبحسب ما جاء في التقرير، كان الفتيان الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات يتعرّضون للتّقييد والتّصفيد بشكلٍ روتينيّ، ويُضربون على أيدي “الشّيوخ”، أو رجال الدّين المسؤولين عن المدارس. كما وجد التّحقيق أدلةً على تعرّضهم للاعتداء الجنسيّ. وعلى مدار 18 شهراً، صوّرَ الصّحفي “فتح الرّحمن الحمداني” داخل 23 مدرسة في جميع أنحاء البلاد، ووجد العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية بينما تُرك المرضى منهم دون علاج، في حين أُجبر أطفال آخرون على النّوم على الأرض في طقس حارٍ للغاية.

حاكم الأوفشور (لبنان)

مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد

يُزعم أنّ شركات الأوفشور (الخارجيّة) المملوكة من قِبل حاكم مصرف لبنان المركزي استثمرتْ أصولًا في الخارج بقيمة 100 مليون دولار تقريبًا في السنوات الأخيرة، حتّى في الوقت الذي كان يشجّع فيه الآخرين على الاستثمار في بلده المُدَمَّر اقتصاديّاً. انتشرت منذ سنوات شائعاتٌ عن ثروةِ “رياض سلامة” خارج البلاد، إلّا أن حجمَ استثمارات أحد أبرز المسؤولين الحكوميين في لبنان ظلّ طيّ الكتمان.  وقد تتبّعَ “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد” وشريكه اللبناني Daraj.com استثمارات “سلامة” الواسعة في الخارج، حيث أبلغا عن صفقاتٍ عقاريّة متعدّدة في المملكة المتّحدة وألمانيا وبلجيكا تمَّت طوال عقْدٍ من الزّمان. وتشير حسابات الشّركة إلى أن الاستثمارات كانت تمُوَّل في كثيرٍ من الأحيان عن طريق اقتراض عشرات ملايين اليوروهات، وأحياناً تأمينها دون ضمانات رهنيّة. ونفى “سلامة” التُّهم الموجّهة إليه، وقال لمشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد،إنّه لم يخرق أيّ قوانين، وأنّه جمع “ثروةً خاصّةً كبيرة” قبل أن يلتحق بوظيفته في البنك المركزي سنةَ 1993، وأنّه “ما مِنْ شيء يمنعني من استثمارها”.

الخطوط التّونسيّة وبن علي (تونس)

إنكفاضة

ما يزال الكشفُ مستمرًا عن حجم الأضرار التي سبّبها الديكتاتور التّونسي السّابق “زين العابدين بن علي” – الذي أُجبر على التّنحّي وسط احتجاجات سنة 2011. في يناير/كانون الثاني، أظهرتْ الوسيلة الإعلاميّة المستقلّة “إنكفاضة” أن عائلة الرّئيس انتفعتْ بين عامي 2008 و2009 من صفقتين مهمتين كانت شركة الطّيران الوطنيّة طرفًا فيهما. وبحسب تحقيقات “إنكفاضة”، فإنّ الشركة بأكملها تُدار حسب أهواء الرّئيس السّابق، سواء كان ذلك يتعلّق بقرار بيعِ أسهمٍ لأقارب “بن علي” أو بشراء طائرةٍ رئاسيّةٍ جديدة. ومنذ حدوثِ هذه المعاملات المشبوهة، واجهت الشّركة سلسلةً من الصّعوبات والخسائر الماليّة. ومن غير المرجّح أن يواجه المسؤولون عواقب قانونيّة؛ ويمكن لما يسمّى بقانون المصالحة، الذي صدر بعد سقوط النّظام، أن يتيح المجال أمام دفن هذه القضيّة وحماية الشّخصيّات الرئيسيّة المتورّطة فيها.

لا مستشفيات للفقراء (مصر)

أريج

أظهر تحقيق أجرته “شبكة أريج” وZatmasr  كيف أغلقت الحكومة المصريّة، على مدى 20 عاماً، 476 مستشفى حكومياً، في حين أن 60 عيادة ريفية – أو “مستشفيات الفقراء” – كانت خارج الخدمة بعد أن تحوّلت إلى مجرد أقسام تابعة للمستشفيات المركزيّة، مع تنفيذ خطّة الإصلاح الصحّي. والآن، عندما تشتدّ الحاجة إلى البنية التّحتيّة الصحّية، يكافح السكّان الأكثر هشاشة للعثور على أسرّة فارغة للمرضى.

جولة توت عنخ آمون الأخيرة (مصر/ المملكة المتحدة)

بي بي سي

 غاليري ساتشي في لندن يستضيفُ المعرضَ النّاجح “توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبي” لحين الإغلاق العامّ بسبب فيروس كورونا. وقد جذبت القطعُ الأثريّة المُعارة من الحكومة المصريّة حشودًا غفيرة رغمَ ارتفاع أسعار التّذاكر. لكن تحقيقاً أجرته الصّحفية المصريّة  “جهاد عباس”  و”BBC عربي” وجد أن صفقةَ الحكومة المصريّة لإعارة القطع الأثريّة لشركةِ تنظيمِ مناسباتٍ تجاريّة قد يشكّل انتهاكًا لقوانين وُضعتْ لحماية الكنوز القديمة التي لا تقدّر بثمن. ثمّ تبيَّنَ أن شركة تنظيم المناسبات التي أعارت القطعَ الأثريّة يديرها عالمُ آثارٍ مصريّ والوزير السابق المسؤول عن الإشراف على آثار البلاد. وبحسب ما جاء في التّقرير، زارَ معرضَ لندن قرابة الـ 580,000 شخص قبل أزمة كوفيد-19، مما أدرّ 18 مليون جنيه إسترليني – حوالي 24 مليون دولار – من مبيعات التّذاكر. 

البحث عن جلّادي الأسد (سوريا)

قناة الجزيرة

 “البحث على جلّادي الأسد” تقريرٌ استقصائيّ من إنتاج الجزيرة، يروي قصصَ الشبّيحة السّوريين الذين يقتلون ويعذّبون المتظاهرين منذ عام 2012. وباستخدام أدلّةٍ فوتوغرافيّة، يزعم التّقرير أن عائلة الأسد متورّطة في تعذيب المتظاهرين المحتَجزين داخل المستشفيات، وأن هنالك ميليشيا منظّمة تجمع معلومات عن اللاجئين السّوريين في البلدان الأوروبية. ويقول التقرير إن هذه “الميليشيا” كانت مكوّنة من عسكريين موالين للأسد هاجروا إلى أوروبا سنة 2014. وبعد أن قام ناشطٌ حقوقيّ بنشرِ معلوماتٍ عن خلفياتهم على صفحة على فيسبوك تسمّى  “لاجئون مجرمون”،  حذف “الشبّيحة” حساباتهم الشّخصيّة على وسائل التّواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أي شيء مرتبطٍ بدعمهم للنّظام السوري.

محاجر الموت في اليمن (اليمن)

أريج

 وثّق هذا التّحقيق، الذي أنتجتْه “شبكة أريج” ست عشرة حالة ليمنيين زُعم أنهم دفعوا رشاوى للخروج من مراكز الحجر الصّحي والعزل. وكانت هذه المراكز تُدار إما من قِبل الحكومة اليمنيّة المعترف بها دولياً أو من قِبل الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء. خرج المرضى من المستشفيات بعد إجراء ترتيبات مع السّلطات العاملة في المراكز، أو مع أشخاص تربطهم صلات بالموظّفين داخل هذه المراكز، دون أن يتمّ فحصهم على الإطلاق. هذا الإجراء ينتهك قانون الصحة العامّة في البلاد. وفي إحدى الحالات، قال أحدهم للصحفيين إنه لم يمكث أكثر من يومين في الحجر الصحي، ودفع 500 ريال سعودي (133 دولاراً فقط) للإفراج عنه.

نفوذ السلاح (ليبيا)

أريج

أظهرَ التّقرير الذي أنتجته دويتشه فيله  وشبكة أريج، كيف تمّ بيع الأسلحة والعربات المدرّعة المصنّعة في الإمارات العربيّة المتّحدة وتركيا إلى الفصائل المتحاربة في ليبيا، في مخالفة للقرارات الأمميّة التي  تمنع توريد أسلحة إلى ليبيا. كما كشف التّحقيق الذي استخدمَ أدواتِ تتبُّع وبياناتٍ مفتوحة المصدر كيف تصِلُ تلك الأسلحة إلى مناطق الصّراع الليبيّة. اعتمدَ هذا التّحقيق على عشراتٍ من مقاطع الفيديو المنشورة على منصّات التّواصل الاجتماعيّ. وتُظهرُ مقاطع الفيديو لقطاتٍ لمناطق مختلفة في ليبيا استُخدمتْ فيها أسلحة من مُصنِّعين مختلفين ومن مصادر مختلفة، بما في ذلك العربات المدرّعة الإماراتيّة التي تستخدمها القوّات التابعة للواء “خليفة حفتر”، الذي يقاتلُ أنصارُه ضدّ حكومة الوفاق الوطنيّ بقيادة “فايز السراج”. وتلقّى فصيل السراج عرباتٍ مدرّعة ومضادّة للألغام من تركيا. وتمكّن التّقرير من تتبُّع أربع شحنات بحريّة وصلت إلى ليبيا، أبحرتْ إحداها من المملكة العربية السعودية إلى موانئ ليبيّة محمّلة بالأسلحة. كما كشف التّقرير كيف تخفّت هذه السّفن عن طريق تغيير أسمائها في كل مرّةٍ أبحرت فيها.

رخص الموت (موريتانيا)

الجزيرة – أريج

قُتل ما لا يقل عن 160 موريتانيًا بعد أن سمحت السّلطات للمواطنين بالتّنقيب عن الذهب في الصّحراء قبل ثلاث سنوات. وكشف تقرير “رخص الموت” الذي أُنتجَ بتعاونٍ بين الجزيرة وشبكة أريج، أن الوفيات كانت بسبب بروتوكولات السلامة المتهاوِنة. وفي حين فتحت الحكومة الباب على مصراعيه أمام تعدين الذّهب، فقد تجاوزت عن ضرورة توفُّرِ مؤهّلاتٍ أساسية لدى القائمين بعمليّة التّعدين. ولتسليطِ الضوء على العيوب في النّظام، تقدّم الصّحفيون بطلبٍ للحصول على ترخيصٍ لاستخراج المعادن بدون أي خبرة في مجال التّعدين، ووجدوا أن الحصول على الرّخصة أمرٌ سهل.


مجدولين حسن، هي محررة القسم العربي في GIJN، وصحفية حائزة على عدة جوائز، عملت مع Global Integrity و100 Reporters وArab Reporters for Investigative Journalism. كانت مديرة وحدة الصحافة الاستقصائية لراديو عمان نت في الأردن، وكانت أول أردنية رفع دعوى ضد الحكومة الأردنية لحرمانها من حقها في الحصول على معلومات عامة.

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

أخبار وتحليلات

ثلاثة تحقيقات عن الانفجار المدمّر الذي هزّ بيروت

تناولت الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائيّة تحقيقات لثلاث منصّات إعلاميّة لعبتْ تحقيقاتُها دورًا محوريًا في فهم الأمور التي أدّت لحدوث انفجار بيروت، وتأكّدتْ من المعلومات والمعلومات المضلِّلة لمعرفة كيف علقتْ سفينة “روسوس” المسؤولة عن الانفجار، وحمولتُها القاتلة في الميناء طوال هذه الفترة.