كيف ننشئ وحدة فيديو: دليل للمؤسّسات الصغيرة
عندما كنت أنهي دراستي منذ أكثر من عشر سنوات، كان تصوير الفيديو قادمًا بقوّة، كانت المؤسّسات الإخباريّة في جميع أنحاء العالم توظّف موظّفين مستقلّين وعاملين بدوامٍ كامل لإنتاج قصص الفيديو. كان لدي خبرة حينها بالعمل كمنتجة، فاشتريت بطبيعة الحال أول كاميرا وبدأت أعمل كصحفيّة فيديو مستقلّة. واكتسبت منذ ذلك الحين الخبرة للعمل مع فرقٍ كبيرة – تضمُّ اثني عشر شخصُا يعملون على إنتاج فيلم وثائقي – وخبرة الإنتاج والتّصوير والمونتاج بمفردي.
لسنوات، كانت الكلمة الطنانة بين المؤسسات الإعلامية، وخاصة في الولايات المتحدة، هي الاعتماد على الفيديو. اتجهت بعض المنصّات الإعلامية إلى استبدال طاقم الصحافة المكتوبة بموظّفي الفيديو، وأخذت تنتج محتوىً لوسائل التّواصل الاجتماعي فقط.
ولكن رغم أن العديد من المنصّات أسّست فرقًا مكلفة، إلا أنها لم تفكّر جيدًا في تحدّيات الإيرادات والاستدامة. ونتيجةً لذلك، بعد بضع سنوات فقط ، تمّ إلغاء بعض أفضل فرق الفيديو الرّاقية التي كانت تحصد ملايين المشاهدات والاشتراكات، مثل Left Field التابع لشبكة NBC وGreat Big Story التّابع لشبكة CNN.
ورغم أن الضجّة التي أثارها الفيديو في البدايات قد زالت الآن، إلا أنه ما يزال شكلاً ممتازًا لرواية القصص ويمكن مواءمته ليتوافق مع حجم الميزانيات المتاحة. مواقع البثّ على الإنترنت مثل الموقع المهيمن YouTube، والمواقع العديدة الأقل شهرة التي يدُفع فيها مقابل المشاهدة، أوجدتْ طرقًا جديدة ليصل صحفيو الفيديو إلى جمهور مختلف وأحيانًا جمهور أكبر أو حتّى عالمي، مما يزيد من تأثيرهم. وهذه أيضًا طريقةٌ أخرى للمؤسّسات الإعلاميّة لتجني دخلاً من عملها.
بالنسبة إلى المنصّات الإعلاميّة الأصغر – مثل المنظّمات الاستقصائيّة غير الرّبحيّة – قد يؤدّي وجودُ وحدةِ فيديو إلى فتحِ أبواب للعمل مع شبكات البث، التي غالبًا ما تكون ميزانياتها أكبر من ميزانيات وسائل الإعلام المطبوعة. ويمكن أن يكون هذا مصدرًا قيّمًا للدّخل التجاري، كالتّعاقد بأسعار يوميّة وعمل مشاريع خاصّة وبيع اللقطات الأرشيفيّة.
يهدف هذا الدّليل إلى مساعدة المنظّمات الاستقصائيّة الصّغيرة – ذات الميزانيات المتواضعة والطّواقم القليلة – على البدء في إنتاج أول قصص الفيديو عبر منصتهم. قسّمنا الدّليل إلى ثلاثة أجزاء:
21 خطوة للبدء في إنتاج الفيديوهات
21 خطوة للبدء في إنتاج الفيديوهات
لا تطمح منذ البداية إلى التّرشُّح لجائزة الأوسكار أو الحصول على صفقةِ توزيعٍ من Netflix. لا بأس إنْ كان فريقك صغيرًا وعديم الخبرة. توقّع أنكم سترتكبون أخطاء وضَعْ في اعتبارك أن هنالك منحنى للتّعلُّم، كما هو الحال في الكتابة.
1 – ابدأ بشيءٍ بسيط
إذا كان موظفوك يفتقرون إلى الخبرة، فابدأ بالتفكير بشكلٍ بصريّ من خلال دمج الصّور ومقاطع الفيديو في قصصك المكتوبة. ركّز أيضًا على عناصر الوسائط المتعدّدة في وقت مبكر، من مرحلة عرض الفكرة. ينهي الكثير من صحفيي الصّحافة المطبوعة تحقيقاتهم، ويتذكرون حينها فقط أنهم بحاجة إلى صور ومقاطع فيديو، والتي غالبًا ما يكون الحصول عليها مستحيلاً في تلك المرحلة. إضافة القليل من الصّور أو مقاطع الفيديو إلى النّص أو دمجها في الخلفية يُعتبر بدايةً جيّدة. فكرة أخرى: صوِّر مقابلةً مع الشّخصيّة الرّئيسية التي تتناولها قصّتك المكتوبة.
درّب موظّفيك إذا سمحت الميزانية بذلك. الكاميرات عالية الجودة موجودةٌ على هواتفنا منذ أكثر من عشر سنوات، لذلك قد يكون في فريقك أشخاصٌ قادرون على تصوير الفيديو والصّور الثّابتة، لكنهم يحتاجون فقط إلى المزيد من الممارسة والتّوجيه.
هناك أيضًا خيار الاستعانة بالتّمويل الجماعي لمشاريع الفيديو. توصي “سابين كراينبول”، المحررة والمخرجة السّويسرية الحائزة على عدّة جوائز والمرشحة لجائزة الأوسكار، باتّباع نهجٍ استراتيجيّ بمجرّد اتخاذ قرارٍ بشأن زاوية مشروعك.
وتوضح “كراينبول”، التي استخدمت التّمويل الجماعي لتمويل بعض أفلامها الوثائقيّة: “مع تزايد أهميّة وسائل التّواصل الاجتماعي، يمكنك بناء قاعدة متابعين تلعب دورًا مهمًا عندما تبحث عن التمويل في حملة أو للتّوزيع. الناس متحمّسون للمشاركة في هذه العملية. يمكن أن يكون لديك بكل بساطة صفحة على فيسبوك أو حساب على إنستاغرام، [ليس من الضروري] حتّى أن يكون لديك صفحة ويب”.
ومع ذلك، فإنّ جمع التّمويل الجماعي بشكل جيّد يتطلّب وقتًا. تقترح “كراينبول” التّخطيط للحملة بأكملها منذ البداية، وتضمين جميع التّحديثات والامتيازات. كما تقول إنه يتعيّن على صانعي الأفلام الناشئين أن يأخذوا في الاعتبار التّكاليف الإضافيّة لأي هدايا، وأن يضيفوها إلى المبلغ الإجمالي الذي يرغبون في جمعه.
وأوضحت ” كراينبول”: “من الأفضل أن تطلب مبلغًا مخصصًا لجزءٍ معين من الإنتاج مثل حقوق الموسيقى أو الملحّن بدلاً من أن تطلب مبلغًا للفيلم بأكمله. وبهذه الطريقة يشعر الناس بأنهم ساهموا بشكلٍ هادِف ويعرفون الجزء الذي دعموه. هذا يمنحهم “قطعةً” من الفيلم”.
2 – ابنِ استراتيجيتك الخاصّة بالفيديو
ابحث لتعرف ما هي الفرص المتاحة. إليك بعض الأمور التي يجب مراعاتها قبل البدء:
– هل هنالك فرقٌ أخرى في منطقتك تصوّر فيديوهات بميزانيّات متواضعة؟ كيف يكسبون المال؟ أين جمهورك؟ على الإنترنت أو خارجه؟ كم هو كبير؟ ضع في اعتبارك أنك إذا ترجمت مقاطع الفيديو من لغة جمهورك إلى اللغة الإنجليزية ستكسب المزيد من الاهتمام الدّولي، وربما المزيد من الإيرادات.
– كيف ستموّل الإنتاج؟ أولاً، يمكنك التقدُّم بطلب للحصول على مِنح الصّحافة وأن تضعَ كلفةَ التّعاون مع مستقلّين ضمن نفقاتك. يمكنك أيضًا التقدُّم بطلبٍ للحصول على مِنح الأفلام الوثائقيّة.
– هل هنالك منصّات تجاريّة مستعدّة لشراء عملك؟ برامج إخباريّة تلفزيونيّة محليّة أو إقليميّة، على سبيل المثال، أو برامج وثائقيّة وإخباريّة دوليّة؟ عقودُ التّزويد بمحتوى الفيديو للمؤسّسات الإعلامية الكبيرة يمكن أن تساعد في تمويل جهودك.
– إذا كنت توزّعُ محتواك، فكيف ستقدّمه؟ هل منصّات المشاركة المجّانيّة، مثل يوتيوب و أمازون برايم، منتشرة بما يكفي في بلدك للحصول على مئات الآلاف من المشاهدات اللازمة حتى تبدأ في جني الأرباح؟ على سبيل المثال، يتطلّب يوتيوب ألف متابع وأربعة آلاف ساعة مشاهدة قبل أن يبدأ في الدّفع لصانعي المحتوى، وبعد ذلك تتراوح المدفوعات بين دولار أمريكي واحد و3 دولارات فقط لكل عرض. هل هنالك شبكة توزيع في منطقتك؟ هل سيدفع النّاس في منطقتك لمشاهدة هذا المحتوى حضوريًا في مسرح؟ إذا كنت تبثّ بنفسك، فهل هنالك جمهور سيدفع للمشاهدة؟
– ستساعدك هذه الأسئلة في وضع استراتيجيّة حول المبلغ الذي يجب أن تستثمره في الفيديو، وما إذا كان عليك إنتاج أفلام وثائقيّة أطول أو الاستمرار في صناعة الفيديوهات القصيرة. وخذ بعين الاعتبار أنه لا يتوجّب عليك أن تجيب كل هذه الأسئلة على الفور.
– إذا كنت تسعى إلى التوزيع الرقمي لأفلامك الوثائقية، فاحرص على قراءة هذه النصائح من قبل “أورلي رافيد”، مؤسِّس The Film Collaborative، وهي منظّمة أمريكيّة غير ربحيّة تركّز على التّوزيع والتّعليم.
3 – موظّفون أم صحفيون مستقلّون؟
هنالك عدّة طرقٍ لتشكيل طاقم الموظّفين في وحدة إنتاج الفيديو. يمكنك أن توظّف صحفيّ فيديو محترف، وهو شخصٌ واحد سيقوم بإنتاج التّقارير وإعدادها وتصويرها وسيسجل الصّوت ويمنتج الفيديو. يمكنك التّعاقد مع صحفيين مستقلين يتمتّعون بتلك المهارات. أو يمكنك تدريبُ طاقمِ الصّحافة المطبوعة العامل لديك.
إذا كان لديك ميزانيّة أكبر، يمكنك تعيين عدّة أشخاص – إما كموظفين أو مستقلّين – مدرَّبين على كل دورٍ من أدوار العمليّة: منتِج، ومصوِّر، ومونتير. من ميّزات العمل مع الصحفيين المستقلّين هي أنهم عادة ما يجلبون معدّاتهم الخاصّة وبهذا لن تحتاج إلى شرائها، إلّا أن البعض يتقاضون رسمًا لتأجير المعدّات.
4 – المعدّات
إذا قرّرت شراء معدّاتك الخاصّة، فمن الأفضل أن تتشاور مع الأشخاص الذين سيستخدمونها. إذا تعاقدت مع شخصٍ ما لإنتاج فيديو، انتظر مجيئه واطلب نصيحتهم قبل شراء المعدّات.
لظروف التّصوير البسيطة، ستحتاج إلى كاميرا وميكروفون خارجي (shotgun) وميكروفون بملقط، حامل كاميرا ثلاثي القوائم وحامل أحادي القوائم. الحامل الثلاثي ضروري للمقابلات التي يجلس فيها الضّيف. الحامل الأحادي جيّد عندما تحتاج إلى أن تتحرك بمرونة وفي الحالات التي لا يمكن معها تثبيت الحامل الثلاثي، مثلاً: أثناء تصوير مظاهرة في الشّارع. من الضروري أيضًا أن يكون معك أضواء LED صغيرة للإضاءة خاصة عند التّصوير في الدّاخل.
عليك أن تختار بين هذه الأنواع الثلاثة من الكاميرات:
– كاميرات الفيديو الاحترافيّة فيها عدسةٌ واحدةٌ قويّةُ التّركيز، وفلاتر NED،ومدخلان للصوت.
– يمكن لكاميرات DSLR أيضًا أن تسجّل الفيديو والصّوت. يفضّلها كثيرٌ من المحترفين لأن مستشعِراتها أفضل وحجمها صغير ويتّسع لها جيبُ معطف. ستحتاج إلى شراء عدسات متعدّدة وفلاتر ND، والتي ستحتاج إليها عند التّصوير في يومٍ مُشمسٍ مثلاً. إذا كنت ترغب في التّسجيل من ميكروفونين في وقتٍ واحد، فستحتاج أيضًا إلى مِكسر صوت صغير.
– كاميرات السينما الرّقميّة، والتي تُستخدم غالبًا لتصوير الأفلام الوثائقية. تجمع بين بين سمات كاميرات الفيديو وكاميرات الصّور، حيث يمكنك تغيير العدسات و استخدام مدخلين للصوت.
لا حاجة لأن تنفق الكثير لتحصل على فيديو عالي الجودة. إذا لم يكن هنالك ميزانية على الإطلاق، يمكنك استخدام الهواتف النقّالة. اطّلع على دليلنا لصحافة الموبايل لمزيد من المعلومات.
5 – اعتمد دليلاً للأسلوب
كما هو الحال مع دليل الأسلوب للصّحافة المكتوبة، سيكون هذا هو النموذج الذي سيتّبعه الصحفيون الموظّفون والمستقلّون. يجب أن يتضمّن الدّليلُ النّمطَ الذي تريد أن يتم اتّباعه في فيديوهاتك، وطريقة التّصوير، ونوع الغرافيك والخط الذي تريد أن يتمّ استخدامه. هذا من شأنه أن يسرّع العمل وأن يقلل الأخذ والردّ مع محرر الفيديو.
6 – اختر قصصًا جميلةً للفيديو
نادرًا ما تكون المقابلات مع ضيفٍ جالس مثيرةً للاهتمام. ابحث عن الجانب المشوّق في القصة التي تستقصي عنها وصوّره.
7 – اعتمد على السيناريو ولا تنسَ ملخّص القصّة
كما هو الحال في الكتابة، ستحتاج قصة الفيديو إلى ملخّص مختصر يشرحُ موضوعَ تحقيقك ولماذا يجب أن يهتم المشاهدون به. ستحتاج إلى سيناريو وقائمة لقطات (قائمة من اللقطات التي يجب أن تحصل عليها أثناء التصوير) قبل أن تصوّر، لتكون مستعدًا عندما تنزل إلى الميدان. عند الانتهاء من التّصوير، يجب أن تفرّغ مقابلاتك وتوثّق كل اللقطات التي صوّرتها. ثم يمكنك البدء في وضع النهائي الذي ستُمنْتج على أساسه أنت أو المونتير .
8 – اختبر معدّاتك وتدرَّب
احرص على التّعرُّف على إعدادات أجهزة الفيديو والصوت، كحساسية الميكروفون مثلاً. جرّب الأجهزة قبل الذهاب إلى الميدان لتضمن أن فريقك ومعداتك متوائمان. أثناء التّصوير، قد يرتفع الأدرينالين، وإذا كانت المعدّات جديدة أو غير مألوفة، فمن المحتمل ألا تتذكر كيفية ضبط الإعدادات لهذا الأمر أو ذاك.
9 – كوِّن علاقات عمل جيّدة بين صحفيي الفيديو وصحفيي الصّحافة المطبوعة
غالبًا ما تكون هذه العلاقة متوتّرة لأن صحفيي الصّحافة المطبوعة غالبًا ما يكونون أكبر سنًا وأقل دراية بالتكنولوجيا من صحفيي الفيديو، ولكن القصص المنتَجة ستكون أقوى بكثير عندما يتعاون الطّرفان. في الوضع المثالي، يجب أن يشارك فريق الفيديو في المراحل المبكّرة من التّحقيق. إذا انضموا إلى المشروع في وقتٍ متأخّر، فقد يكونون قد أضاعوا فرصًا لتصوير المقابلات والأحداث المهمة.
10 – سجِّل دائمًا
ستحصل على أفضل ردود الفعلِ من الشّخص الذي تقابله قبل وبعد المقابلة الرسميّة، عندما يكونون أكثر استرخاء. لذلك، بمجرد أن يدخل الشخص الذي ستقابله إلى الغرفة، اطلب موافقته وابدأ بالتّسجيل وتوقّف عن التّسجيل فقط عندما يغادرون.
11 – كاميرات مخفية
استخدام الكاميرات المخفيّة مثيرٌ للجدل، وخطيرٌ في بعض الأحيان، وينبغي أن يتم التّصوير بها بحذر. تنصّ المعايير المهنيّة على أنه لا ينبغي للصّحفي أن يلجأ إلى التّصوير السّرّي إلا عندما يتعذّر الحصول على المعلومات باستخدام وسائل أخرى، وعندما يكون الاهتمام العامّ بالمعلومات كبيرًا. انتبه أيضًا إلى أن استخدام الكاميرات المخفيّة غير قانوني في بعض البلدان وبعض الولايات الأمريكية. احرص على الاطّلاع على القوانين المحليّة حول استخدام الكاميرات المخفيّة قبل استخدام هذا التكتيك.
12 – استخدام البيانات والوثائق
عندما تكون القصة رائعة، يمكنك الاستفادة من عناصر الصّورة والصّوت وتحويل القصّة إلى قطعة ملتيميديا جاذبة. ولكن احذر من الخطأ الشائع الذي يرتكبه الصّحفيون عندما لا يضيفون حركة إلى الوثائق المقدَّمة، بما يقطع التدفُّق السّلس للفيديو، حيث تتحرّك كل أجزاء الفيديو الأخرى. من أكثر الطّرق شيوعًا لتحريك مشهد الوثائق هو تحريك الكاميرا بشكل أفقي، أو تقريب اللقطة بالتدريج (زوم) على وثيقة أو صورة ثابتة، وتُعرف الطريقة أيضًا باسم “تأثير كين بيرنز”، على اسم الوثائقيّ الأمريكي الشّهير.
13 – استخدام لقطات أرشيفيّة
هل تفتقر إلى الميزانية اللازمة لبدء التصوير؟ أم أنّك قلق لأنك تفتقر إلى الخبرة؟ يمكنك البدء بإنتاج قطع ملتيميديا تحتوي عناصر يمكنك الوصول إليها وتمتلك حقوقها، مثل اللقطات الأرشيفيّة وصور الأقمار الصّناعيّة ولقطات الشّاشة والوثائق والمقابلات الصّوتيّة، وكلها تقريبا يمكن الحصول عليها مجانًا وعلى الإنترنت.
14 – اطلب من ضيوف المقابلات أن يجيبوا بجُملٍ كاملة
يجب عليك طرح أسئلة مفتوحة أو أسئلة تبدأ بـ “لماذا” أو “كيف” لتجنُّب الحصول على إجابات قصيرة وغير مثيرة للاهتمام مثل “نعم” أو “لا” أمام الكاميرا. من المرجّح أنّك ستضطر لقص أسئلتك في المونتاج، لذا احرص على أن تطلب من ضيوف المقابلات الإجابة بجُملٍ كاملة. إذا أجابوك بـ”نعم” أو “لا” قاطعة، اسأل “هل يمكنك أن توضّح أكثر؟”
15 – لا تخافوا من المشاريع الأطول
قد تبدو المشاريع الأطول شاقّةً في البداية. ولكن مونتيرًا قال لي ذات مرّة تخيل أنك تصوّر ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة ستقوم بجمعها لاحقًا. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في إنتاج فيلمٍ وثائقيّ مدّته 45 دقيقة ولم تفعل ذلك من قبل، تخيّل أنّك تصوّر ثلاثة فيديوهات مدّة كلُّ واحدٍ منها 15 دقيقة.
16 – الصّوت
صحيح أنّك تصوّر فيديو، ولكن جودة الصّوت لا تقل أهمّيةً عن الصّورة. معظم الهواتف والميكروفونات الدّاخلية للكاميرات صوتها منخفض الجودة، مما قد يُظهر الفيديو بمظهر غير احترافيّ. احرص على الحصول على أجهزة تسجيل صوت أو ميكروفونات عالية الجودة. الميكروفونات التي تنتجها العلامات التّجارية الكبرى قد تخدمك لأكثر من عقد من الزمان.
قبل التّصوير، يجب أن تعدّ قائمةً بالأصوات التي سيتعيّن عليك تسجيلها في الميدان؛ وهذا ما يسمّى عادةً الصّوت الطّبيعي. إذا كانت القصّة عن القطارات مثلاً، ستحتاج إلى تسجيلٍ نقيّ لصوت القطارات المارّة.
17 – طول الفيديو
إذا كنت تنتج للإنترنت، لا تشعر بأنّك مُلزمٌ بفترةٍ زمنيّةٍ مُحدّدة. قال لي أستاذ ذات مرة: فليستمرّ الفيديو طالما أنّه ما يزال مشوقًا. ولكن إذا كنت تهدف إلى بثه مع قناة تلفزيونية، فإن فرص العرض على التلفزيون تكون في العادة من 25 و 45 و 60 و 75 دقيقة.
18 – تصاريح التّصوير والموافقة
للتّصوير في بعض البلدان، يجب التّقدُّم بطلب للحصول على تصريح تصوير. لتصوير شخص ما، احصل دائمًا على موافقته – وإلا فيمكنهم في بعض البلدان (وفي كلّ دول الاتّحاد الأوروبي) مقاضاتك لانتهاك الخصوصيّة. يمكنك الحصول على موافقة مسجَّلة بالفيديو، أو كما يفضّل المحامون، يمكن أن تؤخذ الموافقة على وثيقة قانونيّة مُوقَّعة.
19 – الموسيقى
لا تسرق الموسيقى. أنت مبدع، لذا احترمْ عمل الآخرين. هناك مقاطع موسيقى على يوتيوب ومنصّات أخرى يمكن استخدامها بالمجّان إذا ذكرتَ اسم صانع المحتوى. يمكنك أيضًا شراء الحقّ في استخدام الموسيقى من مواقع مثل Pond5. هناك أيضًا موسيقى على يوتيوب مرخَّصة برخصة المشاع الإبداعي، تسمح لك باستخدام الموسيقى مجانًا إذا ذكرت اسم الفنّان في النّهاية أو في وصف الفيديو.
20 – المونتاج
إذا كنت مبتدئًا، فلا تنفق الكثير على برامج المونتاج. في دليل أدوات الأعمال من GIJN، ننصح ببرنامج DaVinci Resolve للمونتاج، الذي يقدّم نسخة مجانيّة من برامجهم المحترفة للمونتاج، وتصحيح الألوان، والمؤثّرات البصريّة. ولكن، إذا كنت أنت أو طاقمك مبتدئين، فابدأ بشيءٍ أبسط ، مثل برنامج المونتاج المجاني ومفتوح المصدر Shotcut. لمزيد من الاقتراحات عن برامج مونتاج الفيديو والصّوت، راجع الفصل 6 من دليل أدوات الأعمال من GIJN.
21 – أرْشِف موادّك
بعد الانتهاء من القصّة، لا تحذف الفيديوهات غير الممنتجة. احتفظ بكلّ شيء وأرْشِفه بشكلٍ صحيح على قرصين ثابتين على الأقل في موقعين منفصلين. احرص على تسمية المجلّدات بأسماء منطقية في حال احتاج زميلٌ إلى البحث عنها في غضون خمس سنوات أو عشر سنوات حتّى. لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، اقرأ قصتنا “لماذا يحتاج الصحفيون إلى نظام أرشفة”. أيضا ، والنظر في تحميل بعض لقطات الخام الخاص بك إلى وكالات الأسهم ؛ بهذه الطريقة، قد تنشئ مصدرا جديدا للدخل لمؤسستك.
نصائح لتحسين لقطاتك
هذه هي بعض النصائح التي تعلّمتُها خلال السّنوات الخمسة عشرة التي عملتُ فيها في إنتاج الفيديو والأفلام الوثائقيّة للتلفزيون والإنترنت. بعض النّصائح من مساقٍ عن الأفلام الوثائقية حضرته في جامعة كولومبيا للمخرجين والأستاذين “دوي لين تو” و”ترافيس فوكس”.
– فلتستمر اللقطةة لمدّة 10 ثوانٍ، ولا تقطع اللقطة قبل أن تنتهي أي حركة. على سبيل المثال: إذا كان هنالك سيارّةٌ مارّة، فلا تقطع اللقطة قبل أن تخرج- السيّارة من الإطار.
– لا حاجة لأن تزيد نسبةُ لقطاتِك الواسعة عن 20 — 30 ٪. الهدفُ من اللقطة الواسعة، والتي تُسمّى أيضًا اللقطة التّأسيسيّة، هو إظهار مكانك لجمهورك: هل نحن في نيويورك أم في أرياف إفريقيا؟ هل هو منزلٌ لعائلة من الطّبقة المتوسّطة أو مأوى للمتشردين؟ يجب أن تمثّلَ اللقطات المتوسّطة ما نسبته 40 — 50 ٪ من لقطاتك، وبقية اللقطات مقرَّبة. تقريب اللقطة (الزوم) على الحركة مهما كانت مملّة، كصنع القهوة مثلاً، يجعل الحركة تبدو مُلفتةً ومؤثّرة. اللقطات المقرَّبة وسيلةٌ لإظهار التّفاصيل المثيرة للاهتمام (مثل الوشوم، الأيدي الخشنة، التّجاعيد) للشخص أو المكان الذي تقوم بتصويره. فكر في اللقطات المقرَّبة على أنها الوصف الذي قد تضعه في قصّةٍ مكتوبة.
– صوِّر من زوايا متعددة. على سبيل المثال، إذا كنت تصوّر صنعَ القهوة ، خذ لقطةً مقرّبة للقهوة بينما تغلي، وصوِّر لقطةً أخرى من فوق رأس الشخص بينما يصبّ القهوة في الكأس، ستكون هذه لقطةً جميلةً أخرى.
– دوِّن الأسئلة التي تريد طرحها على ضيوف المقابلات. ولكن عندما تُجري المقابلة، سِر مع اتّجاه الحديث. راجع ملاحظاتك قبل انتهاء المقابلة، للتأكُّد من أنك لم تنسَ أو تتغاضى عن أيّ شيء.
– أحضر معك دائمًا بطاريات إضافيّة وأجهزة شحن.
– التّصوير على حامل ثلاثي أو أحادي القوائم أو محوري (gimbal) يُظهر اللقطات بمظهر أكثر احترافيّة.
– يجب أن يرتدي المصوّر سماعات الأذن طوال الوقت للتّأكُّد من تسجيل الصّوت أيضًا.
– دردشْ مع ضيوفك بينما تجهّز معدّاتك حتى يسترخوا. تواصل معهم بصريًا أثناء المقابلة.
– تدرّبْ، تدرّبْ، تدرّبْ.
– لا تُجلِسْ ضيفَ المقابلة أمام النافذة. ستكون اللقطة محروقة بسبب الضوء الطبيعيّ المشعّ وراء الضّيف.
– اضبط مكان التّصوير كلما كان ذلك ممكنًا. أوقف أيّ ضجيجٍ في الخلفيّة مثل الموسيقى ومكيّفات الهواء، إلخ…
– ضع الكاميرا على نفس مستوى نظر الضّيف الذي تجري معه المقابلة. اجلس على كرسيّ بنفس الارتفاع. إذا كنت جالسًا على كرسيّ أعلى من مستوى نظر الضّيف سيبدو وكأنّه يرنو إليك، وإذا كنتَ على كرسيّ أخفض فسيبدو الضيف وكأنه ينظر إليك من مكان عالٍ. ومع ذلك، يمكن أن يختلف مكان نظر الضّيف أثناء المقابلة. يطرح بعض المخرجين أسئلةً بينما يجلسون إلى جانب الشاشة، لذا ينظر الضّيف إلى المخرج ويتمّ تصوير جانب وجه الضّيف. يقف بعض المخرجين وراء الكاميرا ويطلبون من الضيف أن يتكلّم وهو ينظر إلى العدسة مباشرةً.
– ضع الضّيف داخل الإطار وهو ينظر إلى جانبٍ من جوانب الشاشة بينما ينظرون إليك أو إلى الشّخص الذي يجري المقابلة في الجانب الآخر.
دراسات الحالة
فيما يلي أمثلةٌ على بعض مقاطع الفيديو وقنوات اليوتيوب التي أنتجتها مجموعات صحفيّةٌ صغيرةٌ ومتوسّطة الحجم:
التّعايش الممنوع، من قِبل شبكة أريج للصّحافة الاستقصائيّة. تبحث هذه القصة المفجعة في حرمان المستشفيات الحكوميّة المصريّة لاثنين وعشرين ألف مريض بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز من العلاج. التّحقيق قائمٌ على خمس مقابلات تمّ الجلوس فيها مع الضّيوف – أُجريت ثلاثٌ منها دون الكشف عن هويّة الضّيف – كما استخدم التّحقيق وثائق عامّة، ومقاطع فيديو ثانويّة ظهرت فيها شوارع المدينة.
المخاض الشّاقّ: القطاع غير المنظّم لتأجير الأرحام في كينيا، لـ”نايبانوي ليبابا” و Africa Uncensored. بحث هذا الفريق طوال 18 شهرًا في الانتهاكات التي تُرتكب في قطاع تأجير الأرحام غير المنظّم في كينيا. هذه المادّة الممتازة استمرت لخمس وعشرين دقيقة واستخدمت وسائط متعدّدة منها مقابلات صوتيّة مع ضحايا الاتّجار بالبشر، ووثائق، وصور لأشخاص متورّطين في الاتّجار بالبشر، ولقطات عامّة لكينيا.
هنالك أعمال مختلفة منْ Bihus.info، وهي غرفة أخبار أوكرانيّة غير ربحيّة نشطة على موقع يوتيوب. تتمتّع Bihus بمواهب كبيرة على الكاميرا، يمكنها أن تشرح بسهولةٍ قصّةً معقّدة وتجعلك تجلس قبالة الشاشة حتى النّهاية. على سبيل المثال، “كيف ينفق دافعو الضّرائب على منازل أغنى رجال الأعمال في أوكرانيا”. ومن المدهش أن الفيديو الأكثر شعبيّة للمجموعة (حصد 1.6 مليون مشاهدة) هو مقابلة بسيطة مع أحد أفراد الأقلية الحاكمة في أوكرانيا؛ بدون تصوير فاخر، مجرّد كاميرتين وميكروفون.
“وحيدات في الشّارع”، من El Faro، أكبر موقع إخباري مستقل على الإنترنت في السلفادور. يتناول الفيديو موضوع عاملات الجنس اللواتي يتحرّش بهن رجال الشرطة ويعملن في حي تسيطر عليه العصابات. حصد الفيديو أكبر عدد من المشاهدات بين فيديوهات El Faro حيث شوهد لأكثر من 2 مليون مرّة خلال ثلاث سنوات.
“الأثر الأسود” تحقيقٌ عابر للحدود يتناول عدم تنظيمِ التلوّث في قطاع النّقل البحري. هذا مثالٌ على التّعاون بين مجموعات محليّة – لديها قصّةٌ رائعة ولكن ليس لديها طاقم تصوير – مع جهات بث من الخارج. تعاونت الفرق التّالية لإنتاج هذا الفيلم الوثائقي: Expresso و SIC TV (البرتغال)، The Black Sea (أوروبا الشرقية)، VG (النرويج)، والتلفزيون السويسري العام RTS، مع أعضاء من GIJN، Finance Uncovered (المملكة المتحدة) و Reporters United (اليونان).
“البحارة المنفيون بسبب الوباء يواجهون الخطر“ فيلم رسوم متحركة أعدّه موقع Rappler الإخباري الفلبيني. استخدم المنتجون مقابلاتٍ هاتفيّة مع شهود عيان والرّسومَ المتحرّكة للإبلاغ عن وفاة صيادين فلبينيين في البحر. تمّت الإشادة بالقصة في حفل توزيع جوائز SOPA سنة 2021.
الصورة : لقطة من “البحّارة المنفيون بسبب الوباء يواجهون الخطر” من إنتاج Rappler
موقع Malaysiakini عضو في شبكة GIJN، وهو أشهر موقع إخباريّ مستقل في ماليزيا. هذا الموقع عبارة عن مثالٍ ممتازٍ لتطوُّر مجموعةٍ صغيرة إلى مؤسّسةٍ إعلاميّةٍ كبيرة. على الرغم من أن الموقع بدأ كمؤسسة صغيرة في التسعينات، إلا أن قد أسس الآن KiniTV، وهي قناة يوتيوب أقرب إلى محطة التلفزيون التقليديّة. وقد جمعت القناة أكثر من 1.6 مليون مشترك، وبلغ مجموع مشاهداتها 1.3 مليار مشاهدة على مدى 14 عاما.
المزيد من الموارد
يركّز كتاب “Feature and Narrative Storytelling for Multimedia Journalists” من تأليف “دوي لين تو” على تقنيات إنتاج الملتميديا والأفلام الوثائقية التي يحتاجها الصّحفيّون المحترفون. يغطّي الكتاب بالتّفصيل طرق إنتاج الفيديو والصّوت، والأهم هو استكشاف الكتاب للتقنيات المختلفة لرواية القصص.
يقدّم معهد ساندانس دروسًا عبر الإنترنت عن جوانب مختلفة من عمليّة الإنتاج، بعضها مجّاني، ويكلّف بعضها الآخر يكلف بضع مئات من الدولارات.
بودكاست Film Troopers خصّصَ ثلاث حلقات لموضوع جني الأرباح من إنتاج الأفلام الوثائقيّة.
إذا كنت بحاجة إلى مزيد من النصائح حول إعداد فريق الفيديو الخاص بك، فتواصل مع فريق مكتب المساعدة لدى GIJN.
نيكوليا أبوستولو هي مديرة مركز المصادر في GIJN. طوال السنوات الـ 15 الماضية، كانت “نيكوليا” تكتب وتنتج أفلامًا وثائقية من اليونان وقبرص وتركيا لأكثر من 100 وسيلة إعلامية، بمن بينها بي بي سي، وأسوشيتد برس، وAJ+، ونيويورك تايمز، The New Humanitarian ، PBS ، ودويتشه فيله، والجزيرة.