إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

القصص

كيف تفشل في الحصول على منحة صحفية

تحديد الأموال: قد توفر عليك هذه النصائح التسعة طلب المنحة، الصورة: من روبيكسيل.كوم

ملاحظة من المحرر : مع تضاؤل حجم المنظمات الصحفية، فان العمل الاستقصائي أصبح يتم إجراؤه بشكل متزايد بواسطة أفراد أو كتاب مستقلين. لهذا السبب كنا مسرورين بالمرور على هذه الجوهرة، عمودا للنصائح كتب بواسطة ايريك كارستينز والذي تم نشره للمرة الأولى عام 2016م. إذا كنت تبحث عن مساعدة في مشروع كتاب او مشروع استقصائي فريد فسوف تجد الكثير من النصائح هنا، كما ستود أيضا في الاطلاع على دليل الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية GIJN للمنح والزمالات، وللمنح الأضخم، عادة ما تكون من خلال مؤسسات برامج الأخبار غير الربحية والمنظمات الإعلامية غير الحكومية، تأكد من الاطلاع على دليل GIJN لجمع التبرعات، ولا تفوت فرصة الاطلاع على سلسلة GIJN الخاصة ببريدجيت جالاجير حول جمع التبرعات بشكل فعال للصحفيين على يوتيوب، نصائح ثمينة من الخبراء.

تحديد الأموال: قد توفر عليك هذه النصائح التسعة طلب المنحة، الصورة: من روبيكسيل.كوم

ان المنح المخصصة للصحفيين قليلة ومتناثرة. معظمها عبارة عن مبالغ قليلة نسبيا والتي- رغم ذلك- غالبا ما تصنع فارقا كبيرا. إذا كان بإمكانك تحمل مبلغ 1500 يورو فان ما سيتطلبه الامر هو زيارة المكان الذي تقدم تقاريرا عنه، وسيصبح مشروعك قابلا للتنفيذ فورا، وسيلاحظ القراء تجاربك وخبراتك المباشرة. تقدم بعض برامج المنح القليلة والقيمة مبالغ اكبر مثل : كتابة التقارير حول الابتكارات التنموية ( اخلاء مسئولية : اعمل في المكتب الخلفي لهذا المشروع ). المنح الضخمة قد تمول فرق كاملة من الصحفيين والمصورين والخبراء ومصممي الجرافيك، والخبراء،  وخبراء البيانات والمبرمجين والى آخره، بينما يتحملون مسئولية انتاج تحقيقات طموحة لا تستطيع وكالات الانباء المتعثرة تحمل تكلفتها بمفردها .

انا شخصيا شاركت في الاعمال التي تتعلق بالمنح من عدة جوانب : بصفتي كاتب تلقى منحا، وكمستشار في المنح، وفي بعض الأحيان كعضو في لجانها. بهذه الصفات لاحظت تسعة أخطاء شائعة يقع فيها المتقدمون بطلبات الحصول على مثل هذه المنح، بصفة خاصة المتقدمون من الوسط الصحفي، وهذا في رأيي لأن الصحفيين- على النقيض من المنظمات غير الحكومية على سبيل المثال – لا يمتلكون عقلية المنح، فهم ينقلون قصتهم الي محرر ما، فيقول المحرر نعم او لا ثم ينصرفون إلى عملهم، لكن صياغة مقترح منحة لا تحتاج إلى تخطيطً جيد مسبق فقط، بل تتطلب أيضًا تقنية معقدة إلى حد ما، بطريقة ما، طلبات المنح تعتمد على إرضاء الآخرين .

لذلك، هذه هي قائمتي للأخطاء التي عادة ما تقتل الكثير من المشاريع الصحفية الوليدة قبل ان تحصل على الفرصة المناسبة، ولكي أكون واضحا، وقد اكون مبالغا بعض الشيء، بعض الشيء فقط :

أولا: عدم قراءة وفهم الشروط والأحكام :

إنه لأمر مدهش حقاً كيف أن العديد من مقترحات المنح لا تعبر إلا عن معرفة عابرة بالشروط العامة للبرنامج الذي يتقدمون للحصول عليه. تلاحظ لجان التحكيم ذلك وتستثني مثل هذه المقترحات على الفور، حتى وإن كانت تمتلك ما يميزها، لأنه لماذا يجب على برنامج يدعو مثلا الى تغطية أحدث التطورات في مجال العلوم البيولوجية أن يمول تقريرا عن أزمة اللاجئين؟. لذلك، أوصيك بقراءة نص المقترح ليس مرتين فقط ولكن بقدر ما تستطيع، وسوف تفاجأ بنوعية التباينات التي ستكتشفها بمجرد أن تكون قد اعتدت عليها بشكل كامل.

ثانيا: الافتقار للموضوع المحدد :

حتى إذا كانت المقترحات قد ادركت الفكرة العامة بشكل صحيح، فانها لاتزال غير مدركة بشكل كامل عما يدور البرنامج حوله، فإذا كانت الدعوة على سبيل المثال تتعلق بالتعاون الإنمائي في بلدان العالم الأقل نموا، فرجاء عدم التقدم بمقترح عن شئون تنمية الريف في ألمانيا الشرقية. قد يبدو هذا واضحًا، لكنني أتحدث من واقع خبرتي الشخصية هنا. وبناء على ذلك، انتبه إلى بعض النقاط الحساسة، ورجاء أن تفعل ما تعلمته كصحفي: قم بإجراء بعض الأبحاث حتى تفهم حقًا ما يريده الممول.

ثالثا: لا تكن محددا بشكل مبالغ فيه :

سيساعدك افتراض جهل مستمعيك على شرح وشحذ كتابتك بمصداقية اكبر. يمكن للعديد من المقترحات أن تصيب الموضوع والظروف بشكل جيد، ولكنها تفشل بعد ذلك، لأنها لا تطور فكرة محددة بشكل كاف حول ماهية الموضوع الذي يودون سرده. قد يبدو اقتراح المنحة الخاص بالتحقيق في الفساد جيدا، لكن المحكمين يودون ان يروا أنه لديك قضية معينة امام ناظريك ولن يبدأوا في تناوله مالم تتناول قضية مثيرة للاهتمام. لذلك، قم بأداء واجباتك المنزلية قبل تقديم الطلب، وقم بإجراء بعض البحوث الأولية، وتحقق من صحة حدسك، واستكشف ما إذا كان بإمكانك حقا تنمية مصادرك التي تحتاجها كي تثبت الموضوع لمستمعيك.

رابعا:لم توضّح نفسك بشكل مناسب :

هناك الكثير من الافكار والموضوعات الرائعة والحيوية التي تتطابق بشكل مثالي مع برامج المنح التي يتقدمون إليها. ومع ذلك فان قدرا كبيرا من المقترحات لا ينجح في إيصال ذكائهم هذا، الأمر الذي يبدو مفاجئا بالنسبة للصحفيين- على كل حال، إن عملهم يفترض أن يكون محددا، لكنها تظهر عندما يتم تجميع الكتابة بسرعة ودون حماس او عندما لا يكلف نفسه عناء تفصيل الأمور بشكل كاف، افترض أن لجنة المحكمين لا تعرف شيئًا عن الموضوع الذي تقترحه، حتى إذا كان العكس صحيحًا، فان افتراض جهل مستمعيك سيساعدك على شرح وشحذ كتابتك بمصداقية اكبر.

خامسا: لم تطمئن الجهة المانحة أنه يمكنك حقا فعلها :

هناك العديد من طلبات المنح التي تجتاز جميع الخطوات المذكورة أعلاه، لكنها تخفق في نهاية الامر في إثبات الكفاءة والمهارة اللازمة لتنفيذ المشروع، وأحيانا يكون الإهمال، وأحيانا بعض السذاجة، إذا لم تذهب الى أفريقيا من قبل، فلن تسمح لك اللجنة بالتأكيد بالسفر إلى الكونغو لأنهم قلقون بشأن رفاهيتك، ولأنهم لا يريدون أن يخسروا أموال المنحة. يمكن إثبات الكفاءة بعدة طرق، فإذا كنت مراسلا ذو خبرة قم بتسليم سيرتك الذاتية مفصلة مع مراجع يمكن التحقق منها، إذا كنت تفتقر إلى الخبرة المطلوبة فبّين أنك قمت بدراسة التحديات بشكل جيد، وطوّرت أساليب مناسبة تتوافق معها.

سادسا: ترك انطباع بأنك تطمع في مال المنحة :

تتعثر بعض مقترحات المنح نتيجة لنقص المصداقية، حتى لو كانت فكرة الموضوع متطورة بشكل كبير. يحدث هذا على وجه الخصوص عندما لا يكون هناك تطابق بين الشخص أو الفريق المتقدم للمنحة والموضوع؛ فالمراسلة الرياضية المخضرمة التي تطمح فجأة إلى التحقيق في، على سبيل المثال، أمور اخرى معقدة كانتشار الأسلحة النووية، تخاطر بأن تترك انطباعا لدى اللجنة بأنها تريد فقط المال المتاح وليس بسبب شغفها بالموضوع. عادة ما يكون من الأفضل أن تتقدم بطلب للحصول على برامج المنح التي لها علاقة واضحة بمهنتك الحالية، ولكن إذا كنت قد طورت بالفعل اهتمامًا جديدًا تمامًا، فقم بشرح لماذا وكيف حدث ذلك.

سابعا: افتراض الاستحقاق والجدارة :

اطلب من المستفيدين السابقين أو من خبراء الممولين مساعدتهم وانظر بدقة في الأسئلة الشائعة للمانح. هذا يحدث في الواقع بشكل خاص في مجال الصحافة. هذا يحدث بالفعل مع المشاهير في الوسط الصحفي، أو مع العاملين في المؤسسات الإخبارية التي يعرفها الجميع ويحترمونها، أو أسوأ من ذلك، الذين يعملون في التلفزيون؛ فهم معتادون على ان يتم فتح الأبواب لهم دائمًا عندما يحتاجون المساعدة، حيث ان السياسيون يجدون دائما الوقت للتحدث معهم مهما كلف الأمر. فلماذا لا تمنحهم اللجنة منحة لطيفة ؟

بالطبع ستنجح إذا كان لديك سمعة جيدة، وكنت معروفا على نطاق واسع باعتبارك من صناع الرأي العام. ومع ذلك، فان اللجنة تميل إلى تقدير التواضع. اجعل قضيتك وموضوعك المقترح كأي شخص آخر، رائعة وجذابة.

ثامنا: تقديم ميزانية تفتقر إلى المصداقية و/أو المنطقية السببية :

وضع الميزانية هو شكل من أشكال الفن، والمشاريع الصحفية هي أيضا ليست استثناء. من الصعب دون شك توقع كل التكاليف وتوقع كل المسائل المالية التي قد تطرأ. الأخطاء يمكن التسامح معها، ولكن هناك مقترحات ميزانية باهظة، حيث يمنح المتقدمون لأنفسهم رواتب تبلغ أضعاف ما يقومون به عادة، أو يأملون في الاحتفاظ ببعض النقود الإضافية من خلال تثمين الأشياء بغير أسعارها الحقيقية.

السبب للقيام بذلك. لدى اللجنة فكرة جيدة عما يقوم به الصحفيون في العادة، وما هي تكلفة رحلة الى مكان غريب، وكم المدة التي تحتاجها لتكتب تقريرا عنها بشكل مناسب، فلا تحاول قضاء أسبوع على الشاطئ على حساب الممول.

تاسعا: الحيرة من لغة المانح ونماذجه :

النقطة الأخيرة ربما تكون الأقل وضوحا؛ فالعديد من المانحين لهم طرق محددة جدًا للعمل والتفكير. يلتزمون بمنهج عمل منطقي، فهم يقومون بشكل أساسي بتفكيك وتجزئة المشاريع من نهايتها، أو أنهم يتوقعون منك أن تملأ النماذج بشكل صحيح والتي تهدف في الأساس إلى تلبية متطلبات مكتب الضرائب أو اية سلطة تنظيمية اخرى مطلوب منهم الرد عليها. قد يكون هذا مربكًا وصعبًا للغاية لمن يقوم بها لأول مرة.

لذا فان أسهل طريقة للتغلب على هذا الأمر هو أن تطلب المساعدة من المستفيدين السابقين، فهم على كل حال، تمكنوا من التعامل مع الأمر بنجاح. ابحث عن برامج تعليمية كهذه، اطلع بدقة على الأسئلة الشائعة الخاصة بالممولين، أو اطلب من خبراء التمويل والذين في أكثر الأحيان يكونون سعداء بتقديم المساعدة.

لا تظهر بأنك شخص سلبي رغم كل شيء. هناك الكثير من مقترحات المنح الصحفية الجيدة جداً، أكثر بكثير من التي يؤمل أي من البرامج الموجودة في تمويلها. ومع ذلك، فإنني أصر على أن وظيفة مقدم الطلب هي جعل عملية اتخاذ القرار بالنسبة للجنة الاختيار صعبة قدر الإمكان. اجعلهم يناقشون خطتك على محمل الجد، واجعلهم يقيمونها بدقة، لكن الأخطاء المذكورة أعلاه تحقق العكس تماما.

ظهر هذا الموضوع لأول مرة على موقع ايريك كارستينز، وتمت إعادة نشره هنا بعد أخذ الإذن من الكاتب.

ايريك كارستينز:يعمل كمستشار ومطور وكاتب منح ومحاضر ومحرر ومؤلف يركز على الصحافة وتطوير وسائل الإعلام والإنترنت والسياسات الإعلامية. شارك في العمل في مجال منح الأعمال الصحفية ولجان التحكيم سواء من الجهات المانحة أو من جهة المستفيدين، كما شارك في البرامج الإعلامية الخاصة بالبلدان النامية وبلدان أوروبا الوسطى والشرقية.

 

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

ورقة نصائح الأمن والأمان نصائح وأدوات

كيف يمكن للصّحفيين أن يعتنوا بأنفسهم عند التّحقيق في الصور القاسية للحرب والصراع

يواجه خبراء المصادر المفتوحة كمًا هائلاً من الصّور القاسية. فكيف يمكن للصّحفيين حماية أنفسهم من الأذى الناجم عن مشاهدة الصّور الصّادمة باستمرار؟
التّحقيقات مفتوحةُ المصدرِ التي كانت في السابق محصورةً بمواقع متخصّصة مثل Bellingcat، دخلت عالم الصحافة السائدة، مدفوعة بالحاجة إلى التحقُّق على الفور من كميات كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والادّعاءات. بات لدى وسائل الإعلام الكبيرة مثل بي بي سي ونيويورك تايمز فرق مخصصة للتّحقيقات البصريّة، وتزايدت أهمية عملها في سياق حرب المعلومات.

العثور على سجلات أمريكية لمتابعة التّحقيقات العابرة للحدود

دليل لبعض مصادر البيانات الحكوميّة الأمريكيّة التي يمكن أن تساعد الصّحفيين الأجانب والأمريكيين في تغطية الحروب الأمريكيّة ومبيعات الأسلحة وتأثير السياسة الخارجيّة الأمريكيّة.

رون ديبرت في الجلسة الافتتاحية #gijc23

الأمن والأمان

أزمة القرصنة العالمية: كيف يمكن للصحفيين الاستقصائيين مواجهتها

تم تحذير أكبر تجمع على الإطلاق من الصحفيين الاستقصائيين من أنهم يواجهون وباء التجسس السيبراني ، ويجب أن يذهبوا إلى الهجوم لفضح الممثلين السيئين الذين يسعون إلى تقويض الأمن الرقمي.