إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

القصص

مقتل خاشقجي يهيمن على مناقشات الصحافيين العرب في ملتقى أريج

English

مئات الصحافيين العرب يجتمعون في الأردن في ملتقى أريج الحادي عشر للصحافة الاستقصائية. المصدر: أريج

اجمتع ٤٥٠ صحافيا  في ملتقى أريج الحادي عشر للصحافة الاستقصائية في الأردن/البحر الميت هذا الشهر، في أكبرمؤتمر متخصص للصحافة الاستقصائية في الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا. وأتى هذا التجمع خلال فترة لم تتجاوز الشهرين من الاغتيال الوحشي للصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول حيث لازالت تفاصيل جديدة لعملية قتل خاشقجي تطفوا على السطح حتى هذه اللحظة.

ولا تعتبر حادثة الاغتيال تلك متفردة في منطقة تصنف فيها دول مثل العراق، مصر، سوريا، اليمن والسعودية  بحسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود، بأنها الأخطر على حياة الصحافيين، خطر قال الحاضرون في المتلقى إنه يزداد حدة في ظل عمليات القتل، الاعتقال، الرقابة الممنهجة من قبل الحكومات.

فريد هيات محرر صفحة الافتتاحيات في واشنطن بوست، ورئيس صفحات الرأي في العلاقات الدولية في الصحيفة و كارين عطية  إفتتحا الجلسات برسالة مسجلة إلى المشاركين في ملتقى أريج 2018 يتحدثان فيها عن الصحفي السعودي القتيل؛ شخصيته وعلاقة العمل بينه وبين الصحيفة، والاحتجاج العالمي والحزن الذي أعقب اغتياله. وسبق الكلمة دقيقة صمت من الحاضرين رثاء لروحه.

.

“كان دافئا جدا، بالغ اللطف والكرم، هكذا وصفت كارين زميلها الراحل. تحدثت عطية عبر الفيديو لمئات من الصحفيين العرب المتواجدين في الملتقى وأضاف هيات في نفس الفقرة المسجلة “إذ حدث هذا لخاشقجي، فيمكن أن يحدث نفس الشيء لأي منا، هذا تهديد للجميع.

وتجاوزت المخاوف من الطريقة البشعة التي قتل خاشقجي لتصل الى الاستهداف الممنهج وشبه اليومي للصحافة في الإقليم. تتساءل رنا الصباغ– المديرة التنفيذية لشبكة أريج- لماذا سيهتم الصحفيون بتغطية جريمة قتل واحدة في قنصلية السعودية في اسطنبول بينما يخفقون بصورة ممنهجة في كشف معاناة آلاف المدنيين الذين يسقطون في اليمن وفي أماكن أخرى يوميا؟

في جلسة الافتتاح شاركت الصباغ الجميع حقائق عن الحريات الصحفية العربية. “الحرية الصحفية “بخير” في تونس. لكن، ومع ذلك هناك ضغوطا متعددة. زميلتي التونسية الجالسة إلى جواري همست في أذني أثناء الجلسة: صحيح إننا أفضل حالاً من الكثير من الدول العربية. لكننا نواجه تحديات تشريعية متزايدة يومياً. حملة العلاقات العامة والتجميل التي تصور تونس كأنها جنة الحريات الصحفية تهدد عملنا خاصة إن المنظمات الحقوقية تتغاضى عن متابعة واقعنا بحجة إننا أفضل من غيرنا. هذا أمر خطير.”

في الأردن “احنا مش بخير”  تقول الصباغ، “هناك تشريعات خطيرة  تضع حتى معلقي مواقع التواصل الاجتماعي  في محل مساءلة،  أكثر من 95٪ من الأردنيين يخضغون لما يسمى “بالرقابة الذاتية”.

خالد الهروجي مشرف أريج والنائب السابق لرئيس تحرير صحيفة الثورة  قال” يذكرنا الصحفي اليمني بأن مأساة اليمن لا تقتصر على المجاعة والكوليرا، أحيانا يصبح الإبلاغ عن تلك الأزمات الإنسانية تحدياً في ذاته. “كان في اليمن  ثلاث صحف يومية، ٣٠٠ مؤسسة صحافية . كل تلك المؤسسات الإعلامية تم نهبها وإيقافها. إضافة للقتل والتهديد والتعذيب وصنوف مختلفة من الانتهاكات المتعددة. قتل ٢٦ صحفيا وإعلاميا بالإضافة لاحتجاز ١٣ آخرين خلال فترة الحرب.”

العراق وسوريا

لينا عطالله رئيسة تحرير موقع مدى مصرتحدثت خلال جلسة الافتتاح  عن انحدار مستوى الحريات الصحفية في مصر من حيث التشريعات القانونية  والممارسات المنتهكة لحقوق الصحفيين والمؤسسات الاعلامية، مشيرة بالتحديد إلى قانون الجرائم الالكترونية الأخير، فبموجب هذا القانون “تعتبر أي صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي”منصة إعلامية” بمجرد أن يتجاوز متابعوها الخمسة آلاف” تقول عطالله .

حتى خارج نطاق التشريعات، تستمر مصر في صدارة الدول التي تعتقل الصحفيين وتحجب المواقع الصحافية المستقلة بحسب تقرير منظمة حماية وحرية الصحافيين.

لينا شواف – مديرة تحرير راديو  Rozana – روزنة  ذكّرت بحوادث موت وقتل  لصحفيين سوريين خلال عام ٢٠١٨ . لكن لم يفتها أن تتساءل:”بعد كل التدريبات لأمان الصحفيين الجسدي والرقمي، هل تكفي هذه الجهود؟” “أليس من المبكر الحديث عن عودة السوريين المهجرين في هذه الأوضاع الخطرة؟” أسئلة لم تلق إلا استطراداً من الحضور، فكان من سألها بعد اختتام كلمتها: “فماذا عن ما بعد الموت. من يعيل أسرة الصحفي بعد رحيله؟” إجابة لينا كانت بمحاولة تفادي الموت، لا الترتيب لما بعد وقوعه. ويذكر أنه وخلال هذه السنة فقط  قتل أحد عشر صحافيا داخل سوريا بحسب تقرير مراسلون بلا حدود الأخير.

.

نقص الدعم 

رئيس تحرير موقع درج ورئيس قسم التحقيقات سابقا في جريدة الحياة حازم الأمين في حوار مع الفريق العربي للشبكة قال” سبّب التضييق على الصحافيين العرب داخل بلدانهم  صعوبة دائمة في نشر تحقيقاتهم في المؤسسات المحلية، نوفر لهم في درج منصة مفتوحة لتبني أعمالهم، لكن نحن أيضا بحاجة لدعم، غالبية المؤسسات العربية القادرة على التمويل والتعاون معنا ومع ما يشبهنا من مبادرات،  تتبع أجندات واعتبارات سياسية تصعب علينا العمل معهم، بمجرد اقتران اسمك بهم فهذا يعني أنك تخضع لسياساتهم التحريرية المتحيزة”.

نمط الخطر المحدق بالصحفيين العرب تأكد بعد اسبوع عقب انتهاء المؤتمر، الأمين في مشاركة له على صفحة الفيسبوك الخاصة به  ذكر تفاصيل اعتقاله المؤقت واقتحام الشرطة لمقر موقع درج على خلفية مقال نشر قبل أشهر ليتم إخلاء سبيله بعد ساعات قليلة.

.

أحد الفائزين بجائزة أريج لعام ٢٠١٨ كان مثالا كذلك لعجز المؤسسات المحلية العربية على احتضان الصحافة الاستقصائية.

لم يتمكن السالك زيد، الصحفي الموريتاني، الذي حصل على جائزة عن فئة التحقيقات القصيرة عن مقالته حول مشكلة العبودية في بلاده ، من إيجاد مكان لنشر التحقيق. انتهى به الأمر إلى نشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. عمر الشيخ، صحفي سوداني أنجز تحقيقات مع شبكة أريج ، لا يزال حتى تاريخ نشر هذا المقال عالقاً في الأردن التي قصدها لحضور المنتدى  خائفاً من العودة السودان بعد تلقيه تهديدات بالقتل مطلع هذا الشهر. وقد تم طرد الشيخ من صحيفة كان يعمل فيها سابقًا بعد نشره قصة اتهمت أحد مالكي المطبوعة بالفساد.

ورغم الصورة القاتمة سالفة الذكر، هناك  نماذج ملهمة لصحافيين تم تكريمهم لفوزهم بجائزة أريج التي انقسمت هذا العام لأربع فئات. إذ تمكنت الأعمال الفائزة  من مصر، واليمن، وموريتانيا وقطاع غزة من النبش في انتهاكات حقوق الإنسان والعبودية والفساد في مجتمعاتها.

حيث فاز المصري علي السطوحي  وعزة مغازي بالجائزة الأولى في تحقيقات طويلة عن تقريرهما المتعمق “تحت التجربة“. وفاز السالك زيد من موريتانيا عن تحقيقه أحياء أموات مناصفة مع أصيل سارية من اليمن عن تقريره “رحلة لا العودة” عن فئة  الأعمال القصيرة . وحصلت آية نبيل على أفضل تحقيق رقمي لتقريرها عن “الأطفال المصريين الذين تعرضوا للاغتصاب  وما نجم عن ذلك من اضطرابات نفسية“. ذهبت فئة صحفيين البيانات إلى مها صلاح الدين من مصر عن تقريرها “اختبار المعارضة في البرلمان النتيجة الصفر “.

مجدولين حسن: المحررة العربية للشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، أنتجت حسن العديد من التحقيقات الاستقصائية في مجالات حقوق الإنسان، التنمية، وحق الحصول على المعلومات. حصدت خلالها على عدّة جوائز عربية. كما عملت سابقا منسقا إقليميا وباحثا رئيسا في عدد من المنظمات غير الربحية في واشنطن . وتعد أول من  سجل قضية ضد الحكومة الأردنية عام ٢٠١٠  بسبب حجبها لمعلومات  غير سرية.

عمر حسن: كاتب صحافي لدى الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية. ويعمل مراسل الجربزة مباشر في واشنطن، غطى حسن الثورة في مصر أثناء الربيع العربي، وأنتج قصصا من لندن، اسطنبول، لبنان وتونس ويحمل درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الأمريكية في القاهرة.

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.