د. عمار بكار

يتناول الكاتب في المقال ظاهرة تعرف بزمن “ما بعد الحقيقة”، أي نحن في زمن يتم فيه استخدام كل المعلومات والآراء وحتى الشائعات بشكل استراتيجي للتأثير على الرأي العام. وكيف يمكن تمويل المؤسسات الإعلامية بشكل لا يؤثر على مصداقيتها.

أدناه أضع عشر نصائح سريعة للزملاء في إدارات الوسائل الإعلامية لرفع مستوى المصداقية واجتذاب الجمهور الباحث عن الحقيقة:

1 ـ استخدام ما يسمى بالشفافية المتطرفة (Extreme Transparency). لقد تغير الجمهور وصار جزءا من عملية تقييم الأخبار، ويحتاج الإعلاميون ليشرحوا له من أين جاءت المعلومة، ومصادرها بالضبط، وقوة هذه المصادر، وكيف وصلوا للنتائج. هذه الشفافية قد تكشف ضعف وسائل الإعلام في أحيان كثيرة، ولكنها قد تمنح الجمهور الأمان في التعامل مع المادة التي تصلهم من وسيلة الإعلام.

2 ـ من أهم أركان الشفافية المتطرفة أن تعلن الجهة الإعلامية ميولها، وأن يعلن الإعلامي ميوله، بدون خجل، ولكن في نفس الوقت مع التأكيد أن هذا الميول لن يمنعه من نقل وجهات النظر الأخرى. إذا كنت لا تريد نقل وجهات النظر الأخرى في قضايا معينة فأعلن ذلك.

3 ـ جزء من الشفافية المتطرفة أن تذكر بوضوح عندما يكون الخبر غير مؤكد والبعد عن استخدام العبارات القديمة مثل “مصادر تقول” في محاولة غير مباشرة لتضعيف الخبر.

4 ـ توضيح لون مصدر المعلومة لأن معظم المصادر صارت “ملونة” أي منحازة لوجهة نظر معينة. لم تعد هذه مشكلة في أيامنا هذه، فمعظم المصادر صارت سعيدة بإعلانها لانحيازها لدولة معينة أو فكرة معينة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب اشتهر بغضبه من المصادر واستخدامها بدون توضيح انحيازها الحزبي، وهو محق هذه المرة، لأن أكثر المصادر غير محايدة.

5 ـ الحرص على نقل وجهات النظر وعدم تجاهلها، لأن كل الآراء متاحة الآن للجمهور على الشبكات الاجتماعية، وشرح تلك الوجهات كجزء من الحكاية صار أمرا هاما حتى يفهم الجمهور الموضوع بشكل كامل ومريح لهم. بعض الزملاء يحاول الهرب من مزج المعلومات بالآراء. هذا لم يعد مجديا لأننا نعيش في زمن كل المعلومات فيه ملونة بألوان مصادرها.

6 ـ وجهات النظر الحكومية يجب أن تؤخذ من مصادرها الرسمية. أي مصادر غير رسمية يجب أن توضع في هذا الإطار بشكل واضح وعدم الاستغناء بها عن المصادر الرسمية.

هل تبحث عن النقاط المتبقية؟
زورا موقع قناة الحرة