شارك مئات الصحفيين من أكثر من 50 دولة في أحدث مؤتمر أفريقي للصحافة الاستقصائية في جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، في الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2024. الصورة: لقطة شاشة، AIJC
الصمود والشجاعة والتحدي: الصحافة الاستقصائية الأفريقية تواجه التحديات وتثبت مكانتها
إقرأ هذه المقال في
كجزء من مشروعنا الأسبوعي حول أفريقيا، تتحدث الشبكة إلى أعضائها من منظمات الصحافة الاستقصائية الأفريقية حول تحدياتهم ونجاحاتهم — وحالة الصحافة الاستقصائية في القارة.
يواجه المراسلون الاستقصائيون في أفريقيا تهديدات وتحديات على جبهات متعددة، لكنهم يواصلون إنتاج تحقيقات مؤثرة، عامًا بعد عام تتحدث الشبكة العالمية إلى أعضائها في القارة عن كيفية تحقيق ذلك.
يتعين على الصحفيين الاستقصائيين في أفريقيا تحمل العديد من الضغوطات — من حكومات قمعية وشركات تسعى لإسكاتهم، إلى قيود السفر والتأشيرات، والهجمات الجسدية، والدعاوى القضائية بالإضافة إلى نقص التمويل والفجوات في المهارات والتدريب.
ومع ذلك، تمكن هؤلاء الصحفيون من إيجاد طرق للتغلب على هذه التحديات. فقد أثبت الصحفيون الاستقصائيون لأفارقة عاما بعد عام، قدرتهم على إنتاج قصص مؤثرة مع تطوير استراتيجيات لزيادة عدد جماهيرهم.
تواجه الصحافة الاستقصائية تهديدات في جميع أنحاء العالم، لكن في العديد من الدول الأفريقية، تكون هذه المعركة شديدة الخطورة. فقد دفع الصحفيون الاستقصائيون الأفارقة حياتهم ثمناً لسعيهم إلى محاسبة المسؤولين، كما حدث في غانا والكاميرون ورواندا وعدة بلدان أخرى. ووفقاً لأحدث إحصائيات لجنة حماية الصحفيين، يقبع حوالي 50 صحفيًا أفريقيًا في السجون. واضطر العديد من الصحفيين الأفارقة إلى الهروب من الموت أو السجن عن طريق المنفى.
تزامناً مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أصدر 450 مشاركاً من 55 دولة حضروا مؤخراً مؤتمر الصحافة الاستقصائية الأفريقية في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، بياناً “للتنبيه” إلى الظروف الخطيرة التي يعمل فيها الصحفيون في أجزاء كثيرة من القارة. ودعوا الحكومات إلى الإفراج عن الصحفيين المسجونين وحثوا المنظمات الدولية على إنشاء آلية لمقاضاة الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في أفريقيا.
لم تمنع هذه المخاطر الصحفيين الاستقصائيين الأفارقة من إنجاز أعمال استثنائية وصعبة. تشمل أمثلة التحقيقات البارزة الأخيرة في أفريقيا:
تقرير( أي وتش) الذي كشف عن أزمة صيد السلاحف البحرية بشكل غير قانوني في غانا. بعد ثلاثة أيام من نشر القصة، ألقت الشرطة القبض على العقل المدبر لهذه التجارة.
تحقيق أجراه المركز الدولي للصحافة الاستقصائية كشف عن الفساد في الشرطة النيجيرية ومحاسبة المفتشين العامين السابقين للشرطة.
تقرير من جزأين نشرته ( نتيو ناراتيفز) تناول فشل مشروع بقيمة 3 ملايين دولار مولته الاتحاد الأوروبي لحل أزمة جمع النفايات في ليبيريا.
كشف مركز ماكانداي للصحافة الاستقصائية عن مشروع تعدين مثير للجدل سمحت به الحكومة في حديقة زامبيزي الوطنية، مما أدى إلى إلغاء ترخيص التعدين.
تحقيق أجراه إنكفاضة، لوموند وواشنطن بوست حول الطرد القسري العنيف للمهاجرين على حدود تونس، مما أثار نقاشات هامة حول دور الاتحاد الأوروبي في ترسيخ هذه الانتهاكات.
تحقيق مركز الصحافة الاستقصائية في مالاوي في إساءة استخدام أموال (جائحة كوفيد) في مدينة مزوزو الشمالية، والذي كشف عن مبالغ كبيرة من الأموال التي لا يمكن تتبعها.
وفي مؤتمر الصحافة الاستقصائية الأفريقي لعام 2024، فاز الصحفي الأوغندي بلانشي موسينغوزي بجائزة صحفي العام الاستقصائي الأفريقي عن سلسلته “كيف تُهرّب أشجار الكونغو إلى شرق أفريقيا.”
هدف شبكة الصحافة الاستقصائية العالمية (GIJN) إلى توفير العمود الفقري التنظيمي للصحافة الاستقصائية، ولديها 26 عضوًا في إفريقيا موزعين في مختلف أنحاء القارة — من غامبيا في غرب إفريقيا إلى تونس في الشمال، ومن زيمبابوي في الجنوب الغربي إلى موزمبيق في الجنوب الشرقي. في هذا التقرير، أجرت GIJN مقابلات مع قادة غرف الأخبار والمحررين والصحفيين من المنظمات الأعضاء في إفريقيا للحديث عن ما يميز الصحافة الاستقصائية في القارة والتحديات التي تواجهها.
ما الذي يميز الصحافة الاستقصائية في أفريقيا؟
أشار العديد من أعضاء ( الشبكة العالمية للصحافة الإستقصائية) إلى أن الصمود هو السمة التي تميز الصحافة الاستقصائية في أفريقيا، حيث يواجه الصحفيون انتهاكات خطيرة لحقوقهم — وأحياناً أسوأ — أثناء أداء عملهم.
يقول مالك الخضراوي، المدير التنفيذي لمؤسسة إنكفاضة في تونس: “أفضل الصحافة الاستقصائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتميز بالصمود والتعاون والشجاعة المطلوبة للعمل في بيئة مليئة بالتحديات.”
وأضاف: “الصحافة الاستقصائية هنا متصلة بعمق بقضايا العدالة الاجتماعية ومشاركة المجتمع.
العدالة الاجتماعية تعد عنصرًا مهمًا في الصحافة الاستقصائية في غرب إفريقيا أيضًا. يقول جدعون سارونغ، المؤسس المشارك لمنصة iWatch Africa في غانا: “ما يميز الصحافة الاستقصائية في غرب إفريقيا هو تركيزها على فضح الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والتحديات البيئية التي غالبًا ما تكون متجذرة بعمق في المنطقة. الصحفيون هنا يواجهون ضغوطًا سياسية واجتماعية واقتصادية هائلة لإبراز القصص المهمة، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب سلامتهم الشخصية.”
برو كلارك، رئيسة تحرير منصة New Narratives في ليبيريا، تعمل مع مجموعة من الصحفيين الشجعان الذين لا يدعون التهديدات — وهي خطر مهني كبير — تعيق عملهم. تقول كلارك: “الوصول إلى المعلومات ومواجهة التهديدات هما عاملان أساسيان في المنطقة. ولكن عندما يتم إنتاج صحافة جيدة، يمكن أن يكون لها تأثير هائل.”
تقول رحمة بهي، رئيسة قسم التحقيقات الدولية في ” الكتيبة” بتونس: “على الرغم من البيئة الصعبة التي تتمثل في تصاعد الشعبوية وضغوط الحكومة، فإننا نظل ثابتين في سعينا وراء الحقيقة. حتى أصغر تغيير ناتج عن عملنا هو انتصار في نظرنا.”
التحديات الداخلية والخارجية
يشير لويس ناتشوتي، المدير التنفيذي لمركز الصحافة الاستقصائية في موزمبيق، إلى أن التحديات التي تواجه الصحافة الاستقصائية في أفريقيا تنقسم إلى نوعين: داخلية مثل نقص التمويل والموارد، وخارجية مثل القوانين والسياسات المقيدة. ويوضح أن السلامة وغياب الحق في الوصول إلى المعلومات هما أبرز التحديات في بلاده.
تشمل التحديات الخارجية الأخرى القمع القانوني والسياسي، والمساحات المحدودة لحرية التعبير، والدعاوى القانونية التي تهدف إلى إسكات الصحفيين أو إفلاس منظماتهم، مثل دعاوى SLAPP، والتي أشار إليها دايو أيتان، المدير التنفيذي للمركز الدولي للصحافة الاستقصائية في نيجيريا، باعتبارها عقبات رئيسية تواجه الصحفيين في نيجيريا.
أما في زامبيا، يقول تشارلز مافا، الشريك الإداري لمركز ماكانداي للصحافة الاستقصائية، إن من بين التحديات النظامية التي تواجه المهنة هو “غياب مناهج للصحافة الاستقصائية في الكليات والجامعات الزامبية.”
رحمة البهـي من منصة “الكتيبة” تشير إلى أنه يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لمسألة الاستدامة المالية المستقبلية للصحافة الاستقصائية في تونس وأجزاء أخرى من إفريقيا.
توضح قائلة: “مع التحديات الاقتصادية الحالية والقيود المفروضة على التمويل الأجنبي [في تونس]، أصبح من الصعب تأمين الموارد اللازمة للتحقيقات طويلة الأجل. وبدون تمويل وحماية كافيين، قد لا تتمكن العديد من المؤسسات الإعلامية من البقاء، مما قد يقوض القدرة على إنتاج تقارير معمقة وعالية الجودة.”
ويتفق خضراوي من منصة “إنكفاضة، وهي أيضًا من تونس، مع هذا الرأي. يقول: “إذا تمكنا من تأمين مصادر تمويل متنوعة ومستقلة، سواء عبر نماذج الإيرادات المدفوعة بالتكنولوجيا أو المنح أو دعم الجمهور المباشر، فسيكون ذلك بمثابة شبكة أمان ضرورية جدًا للصحافة الاستقصائية في المنطقة.”
وفي غرب إفريقيا، كانت منصة “La Maison des Reporters“، التي تتخذ من السنغال مقرًا لها، تجرب نموذج عمل يعتمد بشكل حصري على التبرعات من الجمهور. يقول موسى نغوم، منسق المنصة: “لا نقبل منحًا من المؤسسات — نحاول أن نبقيها بعيدة عنا” لأن الموقع يعمل في مناخ يسوده “عدم الثقة في العمل الصحفي، بغض النظر عن جودته.” ويضيف أن التحدي الخاص بهم هو “الحفاظ على نموذج عملنا، القائم على التبرعات العامة وجودة إنتاجنا، مهما كانت التكلفة.”
التعاون عبر الحدود والقارات
كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، تشهد إفريقيا زيادة في التعاون الاستقصائي عبر الحدود، حيث تسهّل العديد من المنصات الإفريقية والجمعيات الإقليمية أو تدعم هذه التحقيقات. ومع ذلك، تختلف البنية التحتية للتعاون عبر الحدود بين المناطق، ويشير الأعضاء إلى أنه يمكن بذل المزيد لتعزيز التعاون داخل إفريقيا دون الاعتماد على الشركاء الدوليين.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من التحقيقات التعاونية التي أشارت إليها المنظمات الأعضاء في شبكة GIJN تضمنت شراكات مع مجموعات من خارج إفريقيا. عملت منصة Makanday من زامبيا، بالإضافة إلى منصات أخرى من جنوب إفريقيا، مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) لإنتاج تحقيق “أسرار سوازيلاند”. تعاونت منصة الكتيبة في تونس مع مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) في سلسلة من التحقيقات عبر الحدود توجت بالكشف الدولي “دبي أنلوك”. كما تعاونت منصة iWatch Africa مع منظمة Lighthouse Reports من هولندا في تحقيق حول تمويل الاتحاد الأوروبي لمبيدات محظورة في غانا.
يلاحظ مالك خضراوي من منصة “إنكفاضة” أن هناك ثقافة راسخة للتعاون عبر الحدود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تنظمها شبكات مثل إعلاميون من أجل (ARIJ).صحافة استقصائية عربية ( أريج)
“تُمكّن هذه التعاونات الصحفيين من معالجة موضوعات معقدة مثل الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والجريمة المنظمة، التي غالبًا ما تتجاوز الحدود الوطنية”، يوضح قائلاً. “من خلال العمل مع شركاء دوليين مثل الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) أو مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP)، يمكن للصحفيين الاستقصائيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الوصول إلى أدوات متقدمة وخبرات عالمية، مما يتيح كشف القصص التي قد تظل مخفية بسبب القيود المحلية.”
وفقًا لخضراوي، فإن التعاون مع شبكات الصحافة الرقابية الدولية يحقق فائدة أخرى: تسريع الابتكار في المنطقة من خلال التركيز المتزايد على استخدام الصحافة الرقمية الحديثة وصحافة البيانات، إلى جانب الموارد الاستقصائية المعاصرة الأخرى. ويضيف قائلاً: “هذا أمر بالغ الأهمية لكشف الجرائم المالية والفساد التي تتطلب تحليلات بيانات متقدمة، مما يجعل الصحافة الاستقصائية أداة حيوية لتعزيز الشفافية والمساءلة في المنطقة.”
في غرب إفريقيا، تعمل مؤسسة نوربرت زونغو للصحافة الاستقصائية في غرب إفريقيا (CENOZO) على ربط الصحفيين الاستقصائيين للعمل معًا في منطقة شديدة التقلب، حيث شهدت أربع دول انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة، مما جعل الحكم العسكري يُصعِّب أكثر ممارسة الصحافة المستقلة.
تتعاون ICIR في نيجيريا محليًا مع منظمات إعلامية مكملة مثل Signature Television لتعزيز تقاريرها وقدرتها على توزيع المحتوى المتعدد الوسائط. كما قامت New Narratives بتطوير شبكة تضم أكثر من 10 غرف أخبار في ليبيريا وغانا ودول أخرى في غرب إفريقيا، حيث تقوم بتوزيع المحتوى، في حين أن سبعة من مراكز الصحافة الاستقصائية في جنوب إفريقيا أعضاء في IJ Hub، وهو نقطة تجمع للصحافة التعاونية في المنطقة.
بالنسبة لمنظمة Oxpeckers للصحافة الاستقصائية البيئية في جنوب إفريقيا، فإن جزءًا كبيرًا من القصص التي تم إنتاجها ضمن مشروعها التقارير #PowerTracker على مدى العامين الماضيين كان نتيجة تعاون مع صحفيين في موزمبيق وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وناميبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية
في مؤتمر AIJC24، أعلن مدير مركز ويتس للصحافة، دينش بالياه، عن تشكيل شبكة الصحافة الاستقصائية الإفريقية (AIJN)، قائلاً إنها ستلبي “الاحتياجات الملحة التي يواجهها العديد من الصحفيين المستقلين في القارة، الذين يفتقرون إلى الدعم المؤسسي والجمعي للوصول إلى التمويل اللازم لمشاريعهم الاستقصائية المهمة”.
في شرق إفريقيا، تقود Africa Uncensored، التي تتخذ من كينيا مقرًا لها، شبكة الصحافة الاستقصائية في شرق إفريقيا، والتي سيتم إطلاقها في مؤتمر إقليمي أول للصحافة الرقابية في مومباسا، كينيا، في أوائل ديسمبر 2024.
التدريب والابتكار والمستقبل
لمواجهة نقص التدريب، ركزت العديد من منظمات (الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية) في أفريقيا على تطوير مهارات الصحفيين الشباب. على سبيل المثال، درب المركز الدولي للصحافة الاستقصائية أكثر من 1000 صحفي، ومول حوالي 2000 مشروع استقصائي منذ إنشائه في عام 2010.
قال أنطون هاربر، عضو مجلس إدارة GIJN والرئيس التنفيذي لمؤسسة Henry Nxumalo في جنوب إفريقيا، التي تقدم منحًا للصحافة الاستقصائية: “إنجازنا الأكبر هو أنه على مدى 15 عامًا، دعمنا أكثر من 90 مشروعًا، كان لبعضها تأثير كبير” — مثل تحقيق Viewfinder حول جرائم الشرطة الفائز بجائزة (Global Shining Light Award لعام 2023) وتحقيق Daily Maverick حول استئجار النفوذ.
Oxpeckers هي أول وحدة استقصائية في إفريقيا تركز على القضايا البيئية. طورت المنظمة موارد تدريب خاصة بها لتحليل البيانات ورسم الخرائط الجغرافية، من بين مهارات أخرى.
صرحت المديرة التنفيذية لـ Oxpeckers، فيونا ماكلويد: “أدواتنا الـ13 المستندة إلى البيانات توجه تقاريرنا التي يتم نشرها عبر الإنترنت وعبر شركاء إعلاميين، مع توفير الأدلة الأساسية والموادالأخرى للإعلاميين وحماة البيئة الآخرين لاستخدامها.“
تشمل الأدوات الأخرى التي تبنتها غرف الأخبار الأفريقية:
- – الذكاء الاصطناعي لتحسين التصور البياني والتحقق من المحتوى.
- – برامج تحليل البيانات المتقدمة مثل ( أر) و (بايثون) ولتحليل مجموعات بيانات كبيرة.
- – الأدوات مفتوحة المصدر لتعقب البيانات الرقمية والتحقق من صحتها.
- -المنصات الإلكترونية الحكومية، التي أُطلقت في البداية لتوفير الخدمات العامة عبر الإنترنت، أصبحت الآن موردًا مفيدًا لاسترجاع الوثائق الأساسية مثل سجلات الشركات والأراضي دون الحاجة إلى زيارات شخصية لمكاتب الحكومة.
- – أدوات التشفير مثل PGP (خصوصية جيدة للغاية) وتطبيقات المراسلة الآمنة (Signal وWire) تُستخدم لحماية المصادر الحساسة وضمان أمن العمل الاستقصائي الجاري نظرًا للمخاوف المتزايدة بشأن المراقبة وحرية الصحافة.
وهناك بعض المواضيع المشتركة في قوائم أمنيات أعضاء GIJN لتحسين الصحافة الرقابية في القارة، وتشمل:
-
- تحسين التمويل عبر إفريقيا لدعم وتدريب وتوجيه الأجيال القادمة من الصحفيين الاستقصائيين.
- إجراء إصلاحات سياسية وتشريعية تحمي حرية الصحافة وتوفر الحماية للصحفيين من التحرش أو القمع.
- استخدام المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي في تقارير الأخبار، والتحقق من الحقائق، وعمليات النشر.
- إرساء معايير أخلاقية عالية لتعزيز مصداقية الصحافة الاستقصائية وموثوقيتها.
- توفير أدوات تواصل آمنة وتقنيات تحليل البيانات لتمكين الصحفيين الاستقصائيين من العمل بكفاءة وأمان أكبر.
في المستقبل، تتطلع الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية وأعضاؤها إلى تحسين التمويل، وتطوير أدوات تأمين المصادر، وتنفيذ إصلاحات سياسية وقانونية تحمي حرية الصحافة. كما يدعو قادة الصحافة الاستقصائية إلى جذب المزيد من الصحفيين الشباب ودعمهم بالتدريب والإرشاد.
يقول كولينز متيكا، مدير مركز الصحافة الاستقصائية في مالاوي: “نحتاج إلى الاستمرار في جذب الصحفيين الناشئين ومواصلة إرشادهم وعلينا تعزيز شبكاتنا والتعاون مع الصحفيين الاستقصائيين داخل البلاد والمنطقة، وكذلك المشاركة في ورش العمل والمؤتمرات الدولية للبقاء على اطلاع بآخر التطورات في الصحافة الاستقصائية.”
بنون هربرت أولوكا: هو محرر إفريقيا في GIJN. أولوكا صحفي أوغندي متعدد الوسائط، ومؤسس مشارك لمركز الصحافة الاستقصائية في بلده الأم “The Watchdog”، وعضو في “التجمع الإفريقي للنشر الاستقصائي”. عمل كمراسل ومحرر في صحف The East African وDaily Monitor وThe Observer. كما عمل لفترات مع وكالة أنباء رويترز في مكتبها لإفريقيا جنوب الصحراء في جوهانسبرغ، جنوب إفريقيا، ومع برنامج Newsday التابع لإذاعة BBC World Service في لندن، المملكة المتحدة. ككاتب مستقل، نُشرت أعمال أولوكا في مجلات مثل The Africa Report وAfrica Review وMail & Guardian Africa وMongabay وZAM magazine.
ماكسيم كوامي: دوميني هو محرر إفريقيا الناطقة بالفرنسية في GIJN وصحفي حائز على جوائز ولديه سنوات من الخبرة في الصحافة الاستقصائية. خلال السنوات العشر الماضية، عمل كغيره كرئيس تحرير صحيفة L’Alternative، وهي صحيفة استقصائية توغولية. كما تعاون مع العديد من المنظمات الإعلامية، بما في ذلك مؤسسة Fondation Hirondelle السويسرية كمراسل لغرب إفريقيا لموقع justiceinfo.net، ومع المنظمة الهولندية RNW Media على النسخة الفرنسية لموقع This is Africa. عاش لعدة سنوات في داكار، السنغال، حيث عمل مع BBC Africa كصحفي ومنتج تخطيط لإفريقيا الناطقة بالفرنسية. دوميني هو أيضًا عضو في عدة منظمات للصحافة الاستقصائية، منها وحدة نوربرت زونغو للصحافة الاستقصائية في غرب إفريقيا (CENOZO)، والتجمع الإفريقي للنشر الاستقصائي (AIPC)، والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ).