قام أعضاء من مجموعة "زيلكو رازناتوفيتش" شبه العسكريّة "الحرس الصّربي التّطوعي" بإعدام مدنيين مسلمين عزَّل خلال المعركة الأولى في حرب البوسنة. استُخدِمت هذه الصّورة كدليل في العديد من الإجراءات لتوجيه الاتّهام إلى الأشخاص وإدانتهم بارتكاب جرائم حرب.
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: هياكل القيادة
إقرأ هذه المقال في
دليل مصادر
دليل المراسل للتحقيق في جرائم الحرب
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: مقدّمة
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: الهجمات على المدنيين
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: هياكل القيادة
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: تعقُّب مجرمي الحرب
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتّحقيق في جرائم الحرب: العثور على المفقودين
دليل فصل مصادر
دليل المراسل للتحقيق في جرائم الحرب: الأمن المادي والرقمي
من أهمّ الأمور التي يمكن أن يكشفها الصّحفيون الذين يسعون إلى مساءلةِ انتهاكاتِ الشّرطةِ أو الجيش أو قوّات الأمن الأخرى هو التّسلسُل القياديّ، أو عمليّة تنفيذِ الأوامر والسّياسات. إذا تمّ إثباتُ التّسلسل القياديّ للجناة، سيصبح من الممكن مساءلة كبار الضّباط وحتّى القادة السياسيين في سلسلة القيادة هذه عن تصرّفات مرؤوسيهم من خلال مفهوم القانون الدّوليّ لمسؤوليّة القيادة (للمزيد من التّفاصيل، اطّلع في هذا الدليل على فصل: “ما هو قانونيّ في الحرب“). يمكن أن يكون توثيق التّسلسل القياديّ أمرًا صعبًا للغاية، بسبب سرّيّة الدولة، أو النّقص العام في المعلومات، أو إحجام أولئك الذين لديهم معرفة بالسّلسلة عن الإدلاء بمعلومات للصّحفيين. سيشرح هذا الفصل الأساليب المختلفة التي يمكن للصّحفي اتّباعها لتوثيق التّسلسل القياديّ، مع التركيز بشكلٍ أساسي على تقنيات المصادر المفتوحة التي يمكن استكمال معلوماتها بالمزيد من العمل الصّحفيّ.
يُعدُّ الإبلاغ عن التّسلسل القيادي مسعى قيمًا حتّى في الحالات التي لا تكون فيها المساءلة الجنائيّة ممكنةً على المدى القريب.
التّسلسل القياديّ هو تسلسلٌ هرميٌّ للقادة العسكريين أو الشرطة لوحدات أكبر يستمر حتى القائد الأعلى النّهائي، والذي غالبًا ما يكون وزير الدّفاع أو الرّئيس أو رأس الدّولة في البلاد. في المستوى الأدنى توجد عادةً وحدات تكتيكيّة صغيرة، من المرجّح أن تكون هي التي ترتكب مباشرة أيّ انتهاكات أو جرائم حرب محتملة. الإبلاغ عن هذا التسلسل القياديّ من خلال تحديد وحدات وقادة معينين، بدلاً من الإبلاغ الأكثر عموميةً عن “الشرطة” أو “الجنود”، يمكن أن يعطي مزيدًا من التفاصيل المهمّة حول الفظائع المشتبه بحدوثها، لكنها قد تزيد أيضا من المخاطر على الصّحفيين، الذين يمكن استهدافهم لأنّهم “يذكرون الأسماء”، وكذلك على كبار القادة، الذين يمكن أن يتعرّضوا لتهمٍ جنائيّة بسبب أفعال مرؤوسيهم.
ولكي يخضع كبار القادة للمساءلة، يتعيّن على الصحفيّ ربطُ تصرّفات الجنود أو الشرطة أو قوّات الأمن الفردية بهم عبر سلسلة القيادة. ومع ذلك، إن كان الشخص وزيرًا للدّفاع أو رئيسًا فإن هذا لا يعني بالضّرورة أنّه مسؤولٌ عن كل عملٍ أو عمليّة، ولا يعني أن الطريق واضحٌ بينهم وبين الأفراد في المستويات الأدنى (فعلى سبيل المثال: وزير الدّفاع ليس ضمن سلسلة القيادة العسكريّة في كلّ بلد). ويجب أن يعرف المدّعون العامّون والمحاكم الدّور المحدّد للقادة على كل المستويات من أجل الملاحقات القضائيّة النّاجحة لكل فعلٍ غير مشروع أو انتهاكٍ للقانون الإنسانيّ الدّوليّ. الإبلاغ الدّقيق عن الأفراد في التّسلسل القياديّ وتحديدهم يسند هذه الجهود.
يُعدُّ الإبلاغ عن التّسلسل القياديّ مسعى قيّمًا حتى في الحالات التي لا تكون فيها المساءلة الجنائيّة ممكنةً على المدى القريب. الأفراد الذين قد يتمكّنون من تجنُّب الملاحقة الجنائيّة يمكن أن يواجهوا عواقب بموجب مجموعةٍ متنوّعة من أنظمة العقوبات الوطنيّة والدّوليّة ومتعدّدة الأطراف، وهذا يعتمد على تورّطهم في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان. وحتى عندما لا يتسنّى تحديد هويّة القادة، فإن تسمية وحداتٍ محدّدة كجناة يمكِّن المدافعين عن حقوق الإنسان من استجواب حكوماتهم حول أيّ تدريبٍ أو دعم قد يكون قد ذهب إلى تلك الوحدات المحددة. على سبيل المثال، يمكن للمناصرين استخدام التّقارير عن الفظائع أو جرائم الحرب المحتملة التي ارتكبتها وحدات محدّدة كوسيلةٍ للضغط على الولايات المتّحدة لاتباع قوانينها التي تقيّد التّدريب والدّعم للوحدات التي رُبط بينها وبين انتهاكات حقوق الإنسان. كل هذا يعتمد على تحديد وحداتٍ وقادة معيّنين في سلسلة القيادة والإبلاغ عنهم.
تم تصميم بقية هذا الفصل لتقديم خلفيّةٍ عامّةٍ عن هياكل قوّات الشرطة والجيش مع نصائح للاستقصاء عنها، وأدوات عامة يمكن استخدامها في أي نوع من التقارير، وأخيرًا ، دراسات حالة تربط الانتهاكات بتسلسل القيادة لقوّات الأمن المختلفة في أنحاء العالم.
التّسلسل القياديّ: التعريفات
نظرة عامّة
الشّرطة والجيش وقوّات الأمن الأخرى في أيِّ بلدٍ هي منظّمات هرميّة حيث يشبه التسلسل القيادي شجرة عائلة مقلوبة مع “رأس” واحد في الأعلى، عادة ما يكون الرّئيس أو الوزير. ويوجد أدناه قائد كبير واحد أو موازٍ يشرف على الوحدات التّابعة التي تقود بدورها وحدات متعدّدة أصغر. وبهذا فإن معظم قوّات الأمن يسيطر عليها في نهاية المطاف عددٌ صغير من القادة المدنيين، والبقيّة هم أعضاء في قوات الأمن نفسها. عادة ما يشغل الضّباط مناصب قياديّة داخل قوّات الأمن ولهم سلطةٌ على بعضهم تعتمد على رُتبهم. وفي العادة، كلما كانت رتبة الضّابط أعلى، كلما شغَلَ مرتبةً أعلى في سلسلة القيادة.
بشكل عام، هناك نوعان من التّصنيفات – 1) الوحدات الإقليميّة التي تسيطر على العمليات في منطقة معيّنة وتبقى داخل تلك المنطقة، و 2) القوّات المتنقّلة التي غالبًا ما يتم نشرها في أنحاء بلدٍ ما للاستجابة للأحداث. يمكن أن تختلف كيفيةُ ارتباطِ هذه الوحدات ببعضها، إما أن تخضع الوحدات المتنقّلة لقيادة الوحدات الإقليميّة عندما تعمل في منطقتها، أو يمكن أن تعمل الوحدات المتنقّلة بالتّوازي مع القيادة الإقليميّة ، وتُبلغ الوحدتان عن عملياتهما إلى تشكيلات أعلى مستوىً منهما في التسلسل القياديّ.
بشكل عام، الأشخاص الموجودون في أعلى سلسلة القيادة يعطون الأوامر ويستقبلون تقارير عن نتائج أوامرهم بينما يقوم الأشخاص والوحدات في الأسفل بتنفيذ هذه الأوامر. لذلك، عند الإبلاغ عن حادث معيّن، من المهم أن ندرك أن كبار القادة لن يكونوا حاضرين فعليًا أثناء العمليّة. بدلاً من ذلك ، يعتمدون على المرؤوسين لتوصيل الأوامر ونقل المعلومات إلى المستويات الأدنى في السلسلة. قد يشارك قائد مركز شرطة صغير في عمليةٍ مع الضباط العاملين تحت قيادته، ولكن قد يجلس رئيس هذا الشّخص على مكتبٍ في عاصمة المقاطعة وقد يكون قائد هذا الشّخص بعيدًا في عاصمة البلاد. ولكن على الرغم من عدم وجود هؤلاء القادة البعيدين، ما زال من الممكن تحميلهم المسؤولية عن تصرّفات مرؤوسيهم (مرة أخرى، اطّلع على فصل ما هو قانونيّ في الحرب لمزيد من المعلومات).
وبالمثل، لدى قوّات الأمن عمومًا وحدات يتمثّل دورها في إجراء عمليّات في العالم (مثل اعتقال الأشخاص) ووحدات أخرى تقدّم الدّعم، سواء كان ذلك في مجال الخدمات اللوجستيّة أو إدارة ملفات الموظّفين. من المهم فهم هذه الأدوار والمسؤوليات للوحدات المختلفة، على الرغم من أن أسماء هذه الوحدات غالبًا ما تعطي فكرةً عن مهمتها. وعادة ما تكون وحدات الدّعم جزءًا من وحدةٍ ذات مستوى أعلى حيث تصبح قوّات الأمن أكثر “عملياتية” وتضطلع بمهام تكتيكيّة أكثر في أسفل سلسلة القيادة.
نصائح
- اطّلع على دستور وقوانين البلاد. ستحدّد هذه منْ أو ما يشغل الجزء العلوي من السلسلة وتعطي إطارًا يمكن أن يساعد في توجيه بقيّة التحقيق. بشكل عام، تبيّن هذه السّيطرة عالية المستوى، مثل أن يكون الرّئيس هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة الذي يفوّض السّيطرة اليوميّة إلى وزير الدّفاع أو قائد الجيش. يمكن أن تكون مكتبة الكونغرس، وهي هيئة حكومية أمريكيّة ، مصدرًا مفيدًا للاطّلاع على القوانين أو الدستور ذي الصلة، إذا لم تكن متاحة بسهولة في مكان آخر.
- اقرأ الخبراء / العلماء. من أفضل المصادر للعثور على الكتب والأدبيّات العلمية هو موقع WorldCat.org. يمكن أن يوفّر البحث عن “قوات الأمن” (security forces) أو المصطلحات ذات الصلة تفاصيل حول التّشكيلات الأساسيّة لجيش بلد ما. ومع ذلك، قد لا يغطي جوانب التّسلسل القيادي الذي أنشأه دستور وقوانين البلد، لذلك من الأفضل البحث في كلا المصدرين عندما يكون ذلك ممكنًا. يمكن أيضا العثور على تحليلات الخبراء في مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن، ومجموعة الأزمات الدولية، وغيرها من المنظمات المعنيّة بإدارة قطاع الأمن.
- استمع إلى ما تقوله القوى عن نفسها. غالبًا ما تنشر قوات الأمن معلومات من شأنها، عندما تقترن بالدّستور والقوانين وتحليل الخبراء، أن تعطي صورةً أوضح عن التّسلسل القياديّ. على سبيل المثال، عندما تنشر الشرطة تقريرها الخاص عن اعتقالٍ يحدّد الوحدة المسؤولة، يمكنها إثبات أن الوحدة مسؤولة عن تلك المنطقة الجغرافيّة. تقيم الجيوش بانتظام أحداثًا عامة مع خطابات يلقيها القادة، والتبرّعات التي يقدمها المواطنون البارزون، وغيرها من الأحداث التي يتمّ فيها تحديد وحدات وقادة معينين بانتظام.
قوّات الشّرطة
الرئيس أو رئيس الدولة أو رئيس الوزراء هو دائمًا القائد الأعلى للقوّات المسلّحة لأيّ بلد.
تعكس الشّرطة بشكلٍ عام الهيكل السّياسيّ للبلاد، لذلك غالبًا ما يكون للدول الوحدويّة قوة شرطة وطنيّة موحّدة واحدة وعادةً ما يكون للولايات الفيدراليّة مزيجٌ من القوّات الوطنية (الفيدراليّة) والقوات دون الوطنيّة. هيكل قيادة الشرطة يتبع دائمًا تقريبا الحدود الإداريّة للبلد. ويضمّ التّسلسل القياديّ وحدات مسؤولة عن المحافظة أو المقاطعة أو المنطقة، مع وحدات تابعة مسؤولة عن المناطق الإدارية الأصغر (القضاء، والمحافظة الفرعيّة، والمدينة، وما إلى ذلك)، ومراكز شرطة منفردة أو مراكز مسؤولة عن مناطق أصغر. على سبيل المثال، تنقسم الفلبين إداريًا إلى مناطق ومقاطعات ومدن، ومن ثم إلى برنغايات (بلدات)، والتي تعكسها الشّرطة الوطنيّة الفلبينيّة في هيكل قيادتها. راجع قسم الأدوات أدناه للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفيّة البحث عن التدرّجات الهرميّة للحدود الإدارية المعقّدة.
قد يتم تقسيم قوة الشرطة في بلد ما حسب الوظيفة أحيانًا، إلى شرطة “قضائيّة” تحقّق في الجرائم بعد الإبلاغ عنها وشرطة “وقائيّة” التي تقوم بالعمليات. وفي هذه الحالات، غالبًا ما تتبع الشّرطة القضائية والشرطة الوقائية التّقسيمات الإداريّة للبلد. لذلك سيكون للمقاطعة وحدة شرطة وقائية تقود وحدات شرطة أخرى مماثلة في المقاطعة، وسيكون للشرطة القضائية نفس الهيكل.
الجيوش / القوّات المسلّحة
المصدر الأكثر شيوعا للمعلومات السيئة حول قوّات الأمن هو الأخطاء المطبعيّة. الفرق بين الكتيبة 11 والكتيبة 111 هو ضغطة مفتاح واحدة.
الرّئيس أو رئيس الدولة أو رئيس الوزراء هو دائما القائد الأعلى للقوّات المسلّحة لأي بلد. ومن هناك، قد تقع سلسلة القيادة على عاتق وزير الدّفاع، ومن ثم على عاتق القائد اليوميّ العامّ للجيش. ومع ذلك قد لا يكون وزير الدفاع أو الداخلية في سلسلة القيادة أحيانًا. مثلاً، تقدّم وزارة الدّفاع النيجيريّة فقط الدعم الإداري – بدلا من السّيطرة التّشغيلية – للجيش.
تنقسم الجيوش عمومًا إلى ثلاثة فروع رئيسية: الجيش (المسؤول عن العمليّات البريّة)، والبحريّة (المسؤولة عن السّفن والعمليات على طول السّاحل أو المحيط)، والقوّات الجويّة (المسؤولة عن الطّائرات والعمليّات الجويّة). عادة ما تقع هذه الفروع تحت قيادة القائد العامّ للقوّات المسلّحة مع وجود قائدٍ خاصٍّ بكلّ فرع وسلسلة قيادة منفصلة. عادة ما يتمّ تنظيم قوّات الدرك (إن وُجدت) بشكل مشابهٍ للشّرطة، ولكنها قد تخضع لقيادة الجيش.
يقدّم مجلس العلاقات الخارجيّة نظرة عامةً مفيدةً على الأنواع القياسيّة للوحدات والتّسميات التي تشكّل معظم القوّات العسكريّة. على سبيل المثال، يتم تنظيم جيوش العديد من البلدان مع فرق الجيش التي تقود ألوية متعددة، حيث يقود كل لواء كتائب متعددة.
نصائح
- ابحث عن “المديرين المتوسّطين” المفقودين. هناك تحيّزٌ طبيعيّ للتّركيز على القادة الأقرب إلى الأحداث والقادة رفيعي المستوى الذين غالبّا ما يكونون في دائرة الضوء. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن تكون المصادر دقيقة ولكن من المحتمل أن تكون مضلّلة بشأن التّسلسل القياديّ، مما قد يؤثّر سلبًا على التّحقيق. لأغراض توضيح هذه النّقطة، سنبتكر كتيبة نسمّيها الكتيبة العاشرة، وهي تابعة للّواء 35، التّابع بدوره إلى الفرقة 82. قد تقول التّقارير “الكتيبة 10 االتّابعة للفرقة 82 ارتكبت الانتهاكات”. وفي حين أن هذا الكلام دقيق، إلا أنه يغفل أيضًا اللواء الوسيط، وربما الأسوأ من ذلك، أنه قد يربك شخصًا ما بشكلٍ يجعله يعتقد أن الكتيبة تابعة مباشرة إلى الفرقة. وقد يؤدّي إغفال هذا الجانب إلى التّغاضي عن الدور المحتمل في أي حادث يلعبه قائد اللواء، الذي يمكن أن يكون مسؤولاً أيضًا عن أفعال الكتيبة.
- تحقّق مرةً أخرى من الأرقام والتّسميات. المصدر الأكثر شيوعا للمعلومات السيئة حول قوّات الأمن هو الأخطاء المطبعيّة. الفرق بين الكتيبة 11 والكتيبة 111 هو ضغطة مفتاح واحدة. إذا واجهت في أي وقت وحدتين بأرقام متشابهة جدًا تعملان في نفس المنطقة (أو تحت نفس الوحدة العليا)، فهذا سبب يستدعي للمراجعة الدّقيقة لتأكيد وجود هاتين الوحدتين بالفعل. أدّت الأخطاء المطبعيّة البسيطة كما في المثال أعلاه، إلى إنشاء وحدات غير موجودة في أنحاء العالم، مما أدّى إلى تضخيم الحجم المقدَّر لقوّات الأمن في بعض البلدان بنسبة 25 – 100٪.
- انتبه إلى الاختصارات. تستخدم قوّات الأمن عددًا لا يحصى من الاختصارات والتسميات باستخدام الحروف الأولى وغيرها من المصطلحات التي يمكن أن تجعل فهمها صعبًا. ورقة Google بسيطة تُعتبر طريقةً مجانيّةً لتتبُّع هذه الاختصارات عند اكتشافها وفهم المقصود منها. اكتشاف معنى اختصارٍ تستخدمه وحدة أو نوع من المجموعات، قد يساعد في الاستقصاء عن وحدة أخرى مماثلة.
فرق العمل المشتركة والأفرقة المخصصة الأخرى
غالبًا ما تنشئ الحكومات نوعًا من القوة المشتركة لإجراء عمليّات في منطقة ما استجابةً لأزمةٍ ما. وغالبًا ما تجمع فرقة العمل المشتركة هذه بين الخدمات العسكريّة المختلفة – مثل وحدات الجيش والبحريّة – أو تأخذ وحدات مرسلة من أجزاء أخرى من البلاد للعمل في انسجام تام في منطقة الأزمة. وغالبًا ما يكون لفرق العمل المشتركة هذه تسلسل قياديٌّ خاصٌّ بها يمكن أن يكون خارج التّسلسل الهرميّ العاديّ، حيث يقدم كبار القادة تقاريرهم مباشرة إلى الوزراء أو حتى إلى الرئيس.
من المهم أن ندرك عند التّحقيق في فريق عملٍ مشترك أن هذه الفرق نادرًا ما تكون دائمة. لذلك، من الأفضل التركيز على الوحدات الفرديّة عند الإبلاغ ، لأنها ستظلّ نشطةً بعد حلِّ فرقة العمل المشتركة. على سبيل المثال، تألّفت حملة الغارات الجويّة التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن من 19 سربًا على الأقل ستبقى موجودةً لفترة طويلة بعد انتهاء التّحالف نفسه. مثال آخر، قام الجيش النيجيري بتنظيم عدة فرق عمل في جميع أنحاء البلاد للقيام بمهام مختلفة، تمّ حلّها واستبدالها بفرق عمل مشتركة أخرى. لكن كل هذه الفرق أُنشئت باستخدام جنود من كتائب وألوية دائمة داخل الجيش النّيجيري.
التّسلسل القياديّ الفعليّ مقابل التّسلسل القياديّ الرّسميّ
في حين أن القوانين والسّياسات تحدّد التسلسل القياديّ القانونيّ والرّسميّ لقوّات أمن الدّولة، يمكن أن يكون هناك أيضًا تسلسلٌ قياديٌّ غير رسمي/فعلي يحلّ محل هذه الهياكل الرّسمية أو يوجد إلى جانبها. النّهج الجيّد هو أن نرسم أولاً الهيكل الرسمي ثم التحقيق فيما إذا كان هناك أيُّ تسلسل قيادي بديل، إذ غالبًا ما يمسّ جزءًا أو أكثر من الهيكل الرسمي. على سبيل المثال، لا يسيطر اللواء الأم على كتيبة الجيش من الناحية الفنّية، ولكن قد يتلقى قائد الكتيبة أيضًا أوامر من سياسيٍّ محليٍّ قويٍّ بسبب العلاقات الشخصيّة أو الماليّة بينهما. ونتيجة لذلك، أصبح للكتيبة تسلسلان قياديّان وظيفيان، أحدهما رسميٌّ والآخر غير رسمي. وإذا ارتكبت الكتيبة انتهاكات أثناء خضوعها بحكم الأمر الواقع لسيطرة السياسيِّ المحليِّ، فإن تلك الشّخصيّة العامّة – وليس قائد اللواء – يمكن أن يخضع للمساءلة.
يدير مرصد قوات الأمن و WhoWasInCommand.com، أكبر منصة تحتوي على بيانات عن الشّرطة والجيش وقوات الأمن الأخرى.
يمكن إنشاء تسلسل القيادة بحكم الأمر الواقع خارج الهيكل الرّسمي لمجموعة واسعة من الأسباب، وغالبًا ما تستند إلى الولاءات أو الهويّات المشتركة خارج القواعد التي تحدّد التّسلسل القياديّ الرّسمي. كما يمكن للخدمة السابقة في نفس المنطقة أن تقيم روابط مهمّة بين مختلف الجهات الفاعلة في قوات الأمن. بالإضافة إلى ذلك، لدى معظم قوات الأمن برامج أكاديميّة رسميّة للضباط، ويمكن أن تشكّل هذه العلاقات الشخصية التي تشكلت في الأكاديميّات العسكريّة أو غيرها روابط غير رسميّة مهمّة بين الضبّاط.
نصائح
- التّحقيق في الوحدات النّظيرة. استخدم التّسلسل القياديّ كدليل للوحدات والقادة الذين يجب التّحقيق معهم فيما يتعلق بأيّ حادث. هناك دفعة طبيعيّة للتّركيز على الوحدة (الوحدات) المعينة الأكثر ارتباطًا بالحادث، ولكن هذا قد يحجب الجهات الفاعلة الأخرى ذات العلاقة. لذلك إذا اتّهم الجيش بارتكاب انتهاكات في بلدة معيّنة، انظر إلى جميع الوحدات الخاضعة لقيادة الوحدة المسؤولة عن المنطقة / المقاطعة / المحافظة التي تقع فيها تلك البلدة. وقد يساعد ذلك في تأطير أيّ تقارير عن العلاقات الفعليّة من خلال وجود وحدة مماثلة تتبع التّسلسل القياديّ الرّسميّ.
- تعرّف على الرّتب. غالبًا ما يمكن العثور على معلومات حول هيكل الرُّتب في قوانين البلد وهي مهمة في تَبيُّن العلاقة الهرميّة بين القادة. ومن النقاط المرجعيّة المفيدة الرتب العسكريّة لحلف شمال الأطلسي والتي غالبًا ما تعكسها القوّات المسلّحة للدّول الأخرى.
- اطّلع على مصادر غير عادية. يمكن أن تكون دفاتر الهاتف والخدمات الاجتماعيّة لأعضاء الخدمة وإعلانات النّعي والمصادر العامة الأخرى مصادر هائلة توفر معلومات مفيدة حول الرّوابط بين أعضاء الخدمة ووحداتهم.
أدوات للصحفيين
- اطّلع على WhoWasInCommand.com. يدير مرصد قوات الأمن WhoWasInCommand.com، وهي منصّة شاملة تحتوي على بيانات عن الشرطة والجيش وقوّات الأمن الأخرى. البيانات متاحة للاستخدام مجانًا ويتمّ الحصول عليها من مصادر فرديّة لكل نقطة بيانات. من الممكن أن تكون المعلومات اللازمة للتّحقيق موجودةً مسبقًا على المنصّة. المنهجيّة والمقاربة للمرصد متاحتان بالكامل على الإنترنت بالإضافة إلى نموذج جدول بيانات لتنظيم المعلومات حول قوّات أمن الدّولة.
- العثور على المعلومات المحذوفة / التي تمّت إزالتها. يمكن أن تكون Machine Wayback الخاصة بأرشيف الإنترنت أداةً قويّةً للحفاظ على العديد من أنواع المعلومات الرقمية (ولكن ليس كلها)، لا سيما بالنّسبة للمواقع الحكوميّة أو الرّسميّة الأخرى التي حُذفت عنها المعلومات. ستقوم الحكومات بانتظام بحذف المعلومات من مواقعها على شبكة الإنترنت ، ولن يكون ذلك بهدف إخفاء المعلومات ولكن ببساطة كعملية “تحديث” للمحتوى القديم. لدى Bellingcat دليلٌ مفيد للتّفكير في الحماية الرّقميّة للمواد بالإضافة إلى Wayback Machine.
- فهم الحدود الإدارية. يعد OpenStreetMap وأداة Nominatim الخاصة به أفضل مصدرين للعثور على المعلومات الجغرافيّة واكتشافها وتحليلها، ولا سيما الحدود الإداريّة للبلد. تأكّد من فهم التّسلسل الهرميّ للتقسيمات الإداريّة، حيث سينعكس ذلك في التسلسل القياديّ لقوّات الأمن. يمكن استخدام بيانات OpenStreetMap لإنشاء خرائط أيضًا لأي مادة ستنشرها في النهاية.
- تصوَّر شجرة التسلسل القياديّ. yEd أداة مجانيّة رائعة لبناء شجرة الأوامر، وتقدم العديد من الطّرق لرسم سلاسل القيادة.
دراسات الحالة
كشف الدّعم الأمريكيّ للغارات الجويّة التي تقودها السعوديّة في اليمن
استخدم هذا التّحقيق المشترك الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست ومراقب قوة الأمن في معهد حقوق الإنسان التّابع لكلية الحقوق بجامعة كولومبيا (SFM) معلومات مستَمدّة من الكتب والتقارير الإعلاميّة ومقاطع الفيديو لتحديد الوحدات المحدّدة المشاركة في التّحالف الجوي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن. وقد ترافق ذلك مع تمشيط دقيق لإعلانات العقود اليوميّة لوزارة الدفاع الأمريكية لربط عقود محددة بدعم حملةِ الضّربات الجويّة للتّحالف.
مواجهة سوء سلوك الجيش المكسيكي
من خلال إجراء مقابلات مكثّفة مع الجنود، عمل الصّحفيون على فهم آلاف المواجهات بين الجيش المكسيكي والمدنيين أو الجهات الفاعلة غير الحكوميّة على مدى ثماني سنوات والتي كانت تسفر غالبًا عن مقتل المدنيين. باستخدام البيانات المتعلّقة بهذه الحوادث التي وضعها الجيش نفسه، حيث وُصف المدنيّون بأنهم المعتدون، تعاون العديد من الصحفيين في مشروع Cadena de Mando (سلسلة القيادة، باللغة الإسبانية) في المكسيك، والذي تعمق في الديناميات التي أدّت إلى مقتل 19 شخصًا مقابل كل جندي يموت. تم دمج المقابلات، التي ركزت في كثير من الأحيان على حوادث محددة، مع معلومات مستمدّة من القوانين والتّقارير الإعلامية والبيانات الصحفية للجيش لربط تجربة الجنود الأفراد بسلسلة القيادة الأكبر.
كيف قتلت وحدة النخبة النيجيريّة عشرات المتظاهرين
دفعت مقاطع الفيديو التي يزعم أنها تظهر مقتل المتظاهرين على أيدي الجيش النيجيري في “أبوجا” فريقَ التّحقيقات البصرية في صحيفة نيويورك تايمز إلى تحديد الوحدات المحددة المسؤولة. قارن الصحفيّون رواية الجيش للأحداث بما يمكن إعادة بنائه عبر وسائل التّواصل الاجتماعي من عدة زوايا قبل وأثناء وبعد فتح الجيش النار، والتّركيز على أجزاء محدّدة من مقاطع الفيديو أظهرت شارات وحدات الجيش التي أطلقت النّار على المتظاهرين. باستخدام مزيج من المعلومات مفتوحة المصدر والتّقارير التقليديّة ، تمكّن صحفيو التّايمز من تحديد الكتيبة المحدّدة التي شوهدت في الفيديو وإنشاء سلسلة القيادة من تلك الكتيبة وصولاً إلى الرّئيس.
القتلى الذين لم يتم إحصاؤهم في حرب دوتيرتي على المخدرات في الفلبين
من خلال جمع التّقارير من الشّرطة ووسائل الإعلام والمجتمع المدنيّ، بنى الصّحفيون مجموعة بيانات شاملة لعمليات القتل المرتبطة بالمخدرات من قبل الشرطة الوطنيّة الفلبينيّة في الأشهر الثمانية عشرة الأولى من “حرب المخدرات” في ذلك البلد. وباستخدام معلومات عن مناطق عمليّات مراكز شرطة محددة وتسلسلها القيادي، تمكن فريق من “ذي أتلانتيك” من إجراء تقارير ميدانيّة عن أثر عمليّات القتل. وباستخدام بياناتهم، تمكن فريق تحليل بيانات حقوق الإنسان من إجراء تحليل إحصائيٍّ أظهر أن عدد القتلى الفعلي يمكن أن يكون أعلى بثلاث مرات من العدد الرّسمي. تم الاستشهاد بالقصة في طلبٍ من المدعي العام للمحكمة الجنائيّة الدّولية لفتح تحقيق في الوضع في الفلبين.
توني ويلسون، هو مؤسس ومدير مراقب قوى الأمن في معهد كولومبيا لحقوق الإنسان. وقد قاد الأبحاث المتعلقة بقوات الأمن في أكثر من 20 دولة وساهم في التحقيقات المنشورة في مجلة The Atlantic، وThe New Humanity، وThe New York Times، وThe Washington Post.
رون هافيف، هو مدير ومؤسس مشارك لمؤسسة VII ومؤسس مشارك لوكالة VII Photo Agency. في العقود الثلاثة الماضية، غطت هافيف أكثر من خمسة وعشرين صراعًا وعملت في أكثر من مائة دولة. أعماله، التي فازت بالعديد من الجوائز، معروضة في المتاحف والمعارض في جميع أنحاء العالم.