مؤخرًا، أعلنت الصحفية في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” سونالي كوهلي عبر حسابها على “تويتر” أنها ستأخذ إجازة لمدة ثلاثة أسابيع للإستراحة والتعافي بعد تغطية العديد من الأحداث المؤلمة، بما في ذلك إطلاق النار الجماعي والحرائق المميتة.

وقد تركت كلماتها أثرًا في عالم الإعلام، لا سيما حين قالت إنها بحاجة إلى منح جسدها وعقلها قسطًا من الراحة، وكانت تشارك تجربتها لمساعدة من يمر بذات الموقف.

من المعروف أنّ الصحفيين يكونون في الغالب مرنين وعاطفيين، لكنّ تأثير ما يغطونه، يمكن أن يؤثر على رفاهيتهم، مع انعكاسات على تركيزهم وشعورهم بالمهمة والقدرة على التعاطف.

وفي هذا السياق، سواء أكان الصحفيون الإستقصائيون الذين يعدّون تقارير محزنة، أو صحفيو الأخبار العاجلة الذين يقومون بتغطية الأحداث المروعة، أو المحررون الذين يقومون بالتحقق من القصص المؤلمة أو تحريرها يومًا بعد يوم، أو الصحفيون المستقلون الذين يحاولون اللحاق بالمهام أو المعلقون الذين يتعاملون مع المضايقات عبر الإنترنت، فإن تحديات الصحة العقلية في كل مكان. ومع ذلك، لا يزال الحديث عن الصدمة أو الإرهاق قليلاً.

من جانبه، يقول بروس شابيرو، المدير التنفيذي لمركز دارت للصحافة والصدمات النفسية: “من الناحية المثالية، تريد الوصول إلى النقطة التي لا تضطر فيها إلى أخذ إجازة”. ويضيف: “ما تريد فعله هو الاعتناء بنفسك بحيث تتضاءل احتمالية حدوث الأزمة”.

ويقدّم مركز دارت نصائح لإدماجها في العمل اليومي، بما في ذلك سرعة تحميل الصور والقصص المؤلمة، وتجنب العزلة الإجتماعية، والنوم والتغذية والتمارين الرياضية.

وتوافق الخبيرة في الإرهاق كريستينا ماسلاش على أنه لا يوجد حل بسيط وتقول: “أوافق على قضاء بعض الوقت في عمل أشياء مختلفة”. كما يقول أستاذ علم النفس في بيركلي: “كلنا نحتاج إلى ذلك، لكن هل سيعالج مشكلة الإرهاق؟ الجواب هو لا”.

وتوضح ماسلاش أنّ الإرهاق هو استجابة للضغوط المزمنة في مكان العمل والتي تسبب الإرهاق البدني، والموقف المتهكم تجاه الوظيفة وردًا سلبيًا تجاه الذات.وتقول: “يميل الناس إلى النظر إليه على أنه مرض يصيب الفرد، إنه مشكلتك وضعفك وعدم قدرتك على فعل شيء”. وهذا النهج لا يعالج الضغوطات الرئيسية التي تسبب المشاكل في المقام الأول.

في حين أن بعض المؤسسات الإخبارية بدأ يلتزم ببرامج التوعية حول الصحة العقلية والصدمات النفسية، لا تزال مؤسسات أخرى مهملة لهذه المشكلة.

ولا يعترف الكثير من الصحفيين بالحاجة إلى إعادة الإتصال أو طلب المساعدة أو الإستراحة، ولذلك طلبنا من الخبراء علامات على وجود ضغوط مرتبطة بالصدمة أو الإرهاق.

لا تهمل نفسك وتعرف على أهمية الأجازة هنا