إعداد إمكانية الوصول

خيارات الألوان

لون أحادي لون باهت مظلم

أدوات القراءة

عزل حاكم

16 November 2017: Workshop session entitled Teaching Methodology in Data and Investigative Journalism. Picture: Daylin Paul

القصص

نصائح حول تدريس صحافة البيانات والتحقيقات الاستقصائية

كتبها: جيلتر ميرس

التدريب على صحافة التحقيقات ومهارات جمع البيانات يختلف طبقا للدولة التي يتم التدريس فيها. خلال أول حلقة دراسية أكاديمية، قام  مقدمون من أربعة بلدان مختلفة بمشاركة طرقهم في تدريس الصحافة الاستقصائية وقدموا أبحاثا حول المخاطر والمنافع الناجمة عن استخدام البيانات.

ياسمين بحراني  استاذة الصحافة  في الجامعة الأمريكية بدبي، “بولييت ديسورميوكس بارا” وهي مدرسة في جامعة شيلي الكاثوليكية في بيرو، ولورنس ديريك  الذي يسعى للحصول على شهادة  الدكتوراة من جامعة بروكسل الحرة، وميلاجروس سالازار تعمل لصالح كونفوكا، وهي منظمة الصحافة الاستقصائية ومقرها في بيرو، كل منهم عرض منهجا خاصا في تدريس الاستقصاء سنستعرضها تباعا هنا .

ميلاجروس سالازار تناقش حدود الاعتماد على البيانات في المؤتمر العالمي للصحافة الاستقصائية لعام 2017م تصوير: ديلين بول

 

طرق التدريس فى دبي

خلال تدريسها للصحافة الاستقصائية في دبي، واجهت بحراني عوائق في تطبيق تدريبها الذي تلقته في الولايات المتحدة لطلابها ذوى الخلفيات المتنوعة، سواء كان بسبب خلفياتهم الدينية أو بسبب ثقافة دبي – الخصوصية يتم تقديرها بشدة في دبي – العديد من طلبة بحراني لا يسعون إلى تعكير صفو الأشياء. ودبي أيضاً لا تتصف بسهولة الوصول للمعلومات العامة كما في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى.

بدلاً من تدريب طلابها على السعي خلف المسؤولين الحكوميين، والاعتماد على البيانات العامة، تقوم بحراني بتدريسهم التركيز على زيادة الوعي بالقضايا، والاعتماد على المصادر المباشرة، واجراء المقابلات، وإعداد التقارير من الميدان.

باستخدام هذه الطرق، قام طلاب بحراني بكتابة قصص عن تقنيات البيع التي تستخدمها متاجر الأزياء الراقية، والتسعير الزائف من قبل محلات السوبرماركت، ونقص الاهتمام بالمرضى النفسيين في دبي، وكيف أدت القناعات الثقافية الى وقوع عدد كبير من الوفيات نتيجة الإصابة بسرطان الثدي.

تدريس طلاب أمريكيا اللاتينية

بدأت ديسورميوكس بارا فصلها الاستقصائي في عام 2013م بمشاركة أربعة طلاب في جامعة كاثوليكا دي شيلي فى بيرو. بعد ذلك بثلاث فصول دراسية أصبح يحتوى فصلها على 40 طالباً.

تعريف بارا للقصة الناجحة هي القصة التي تكون مرتبطة بالمجتمع. حازت قصص طلابها على جوائز، وتم تكراراها من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، واستخدامها كأساس لتحقيقات أكبر.

النقطة الأولى والأكثر أهمية في طريقة بارا هي التعلم عن طريق التجربة والتطبيق العملي. وتخبر بارا طلابها أن لا يعتمدوا على التسريبات فقط، وأن يتأكدوا أن تكشف قصصهم عن أشياء مخبأة لها علاقة بالعامة، و أن تكون نتاج مبادراتهم الخاصة.

لجعل طلابها ينتجون تحقيقات تحقق تلك الأهداف، تقوم بارا بإتباع “القواعد الذهبية” العشرة التالية:

أولا: اعمل بروح الفريق الواحد: لم يعتاد الطلاب على ذلك، ولكنهم بحاجه لتعلم كيفية العمل في مجموعة.

ثانيا: أوجد قصة تهتم بها: اجعل الطلاب يتابعون الأخبار والتفكير بالقضايا التي يواجهونها في حياتهم الخاصة.

ثالثا: اعرض قصتك: يطلب من الطلاب عرض مشاريعهم أمام صحفيين ومحررين رئيسيين. من المهم التحضير لهذا العرض والتأكد من أن القصص ممكنة.

رابعا: قم بالتخطيط لتحقيقك: تُدرس بارا طلابها على استخدام الفرضية، الجداول الزمنية، خرائط المصدر، وإدارة الوقت للتأكد من قيامهم بكل شيء وحتى لا يغيب المشروع عن بالهم.

خامسا: قم بعمل القصة لتتماشى مع متطلبات قانون حرية الوصول إلى المعلومات.

سادسا: ركز على المصادر المفتوحة مثل السجلات العقارية، النشرات الرسمية، البورصات، ووثائق لجنة الأمن والتبادل المالي.

سابعا: اتبع معلمك: قم بعمل اجتماعات تحريرية، واعمل مع مجموعات صغيرة من الطلبة. اجعلهم يسلمون تقارير وثلاث نسخ من القصة النهائية للتأكد من أن هناك تواصل مفتوح بين المعلم والطلاب.

ثامنا: اخرج إلى العالم: اجعل الطلاب يخرجون من منطقة الراحة وشجعهم على الخروج والقيام بعمل تقارير صحفية. قامت بارا بأخذ طلابها في رحلات ميدانية لإجراء تمرينات عملية مثل الذهاب إلى الأرشيفات القضائية وعمل أبحاث.

تاسعا: التحقق من صحة المعلومات ونشرها.

عاشرا: تخطي الحدود، تخبر بارا طلابها أنه يجب عليهم الذهاب إلى أبعد من القيود الموضوعة على جمع المعلومات من خلال تقديم استئناف أمام مجلس الشفافية، فعلى سبيل المثال: حاز طلابها على حق الوصول إلى وثائق تم رفض طلبهم  عليها في البداية، وحصلوا عليها عندما تقدموا بطلب إلى مجلس الشفافية.

العثور على مؤشرات الجودة لاستخدام البيانات

خلال قيامها بالأبحاث الخاصة برسالة الدكتوراة، تحاول ديريسيكس وضع مؤشرات لجودة البيانات ومناقشة فوائدها في المشاريع الصحافية.

في حين أن جودة البيانات يصعب تعريفها، حيث يتوفر العديد من السياقات لتعريفها، فإن أبحاث ديريسيكس تجمع طرقا متعددة لقياس جودة البيانات في طريقة واحدة.

هناك أربعة محاور تقنية لتعريف جودة البيانات:

أولا: فهم مجموعات البيانات: ابحث عن المعارف الفريدة، البيانات الوصفية المتاحة، مدى تطابق البيانات الوصفية، وشروط الاستخدام.

ثانيا: الترميز: ابحث عن إذا ما كان هناك مشاكل بترميز البيانات، إذا كان هناكHTML زائد وبيانات مكررة.

ثالثا: وضع المعايير: كيف يتم تأكيد البيانات طبقاً للمعايير مثل البريد الإلكتروني، التواريخ، و تحديد المواقع الجغرافية؟

رابعا: المطابقة: هل هناك أي قيم مفقودة، هل هناك عدم اتساق في الإملاء، و هل التوسيم واضح؟

قامت ديريسيكس أيضاً بعمل قائمة بالطرق الصحفية والتجريبية لتقييم جودة البيانات.

الذهاب إلى أبعد من البيانات

قدمت سالازار الثغرات في الإعتماد التام على البيانات في الصحافة الاستقصائية. ولكي تكون أكثر تحديداً، شددت سالازار على ضرورة الذهاب خارج البيانات الخاصة بك لأغراض التحقق، ولإضفاء لمسة بشرية  إلى الأرقام. تعمل سالازار لصالح منظمة كونفوكا ومقرها بيرو. ركزت أبحاثها على الاتجاهات في صحافة البيانات في أمريكا اللاتينية.

خلال عرضها، عددت سالازار سبع نقاط لوضعها لأخذها بعين الإعتبار كي يتم منع “التصور الكامن في قواعد البيانات” ولتأكيد الأهمية العامة للقصص المستمدة من البيانات.

أولا: النظر إلى البيانات بشكل حاسم.

ثانيا: محاورة قاعدة البيانات ومواجهتها.

ثالثا: بناء قواعد بيانات جديدة والكشف عن المخبأة. في أمريكا اللاتينية، هناك حاجه لبناء قواعد بيانات حيث أنه غالباً لا يمكن الوصول إلى الوثائق الحكومية.

رابعا: النظر بشكل متعمق دائماً. فقواعد البيانات المرجعية والكثير من الأسئلة حولها ستؤثر حتما بشكل كبير.

خامسا: ملاحقة البيانات إلى أبعد من الحدود. قم بتوسيع أبحاثك عن المعلومات خارج البلاد، وتتبع حركة الأموال عبر الحدود، واعمل مع صحفيين أجانب من دول أخرى.

سادسا: تطبيق الطريقة بدقة، والشفافية مع القرارات. يجب على الصحفيين أن يظهروا طريقة تعاملهم مع قواعد البيانات حتى يستطيع القراء الوصول إلى استنتاجاتهم الخاصة.

سابعا: استكشاف أشكال متنوعة لنشر النتائج التي تم التوصل إليها، وإشراك الجمهور. اذهب إلى ما هو ابعد من الرسوم البيانية والخرائط. فكّر بطرق مبتكرة لتقديم البيانات مثل الكاريكاتير وألعاب الفيديو.

احرص على زيارة  Tipsheets page للاطلاع  على الأوراق الكاملة الخاص بكل من المشاركين. كما سيقوم  تحالف التعليم الصحفي الإستقصائي بنشر جميع الأوراق التي ظهرت في المسار الأكاديمي.

  جيلتر ميرس هو مراسل استقصائي من  بلجيكا، ويعمل لصالح تحالف التعليم الصحفي الإستقصائي ومقره جامعة الينوي. ساعد في تنسيق المسار الأكاديمي وعمل على موضوعات تتراوح بين الأعمال الزراعية إلى قضايا الإتجار بالبشر.

إعادة نشر مقالتنا عبر الانترنت أوطباعة تحت رخصة النشاط الابداعي

إعادة نشر هذا المقال


Material from GIJN’s website is generally available for republication under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International license. Images usually are published under a different license, so we advise you to use alternatives or contact us regarding permission. Here are our full terms for republication. You must credit the author, link to the original story, and name GIJN as the first publisher. For any queries or to send us a courtesy republication note, write to hello@gijn.org.

إقرأ التالي

ورقة نصائح الأمن والأمان نصائح وأدوات

كيف يمكن للصّحفيين أن يعتنوا بأنفسهم عند التّحقيق في الصور القاسية للحرب والصراع

يواجه خبراء المصادر المفتوحة كمًا هائلاً من الصّور القاسية. فكيف يمكن للصّحفيين حماية أنفسهم من الأذى الناجم عن مشاهدة الصّور الصّادمة باستمرار؟
التّحقيقات مفتوحةُ المصدرِ التي كانت في السابق محصورةً بمواقع متخصّصة مثل Bellingcat، دخلت عالم الصحافة السائدة، مدفوعة بالحاجة إلى التحقُّق على الفور من كميات كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو والادّعاءات. بات لدى وسائل الإعلام الكبيرة مثل بي بي سي ونيويورك تايمز فرق مخصصة للتّحقيقات البصريّة، وتزايدت أهمية عملها في سياق حرب المعلومات.

العثور على سجلات أمريكية لمتابعة التّحقيقات العابرة للحدود

دليل لبعض مصادر البيانات الحكوميّة الأمريكيّة التي يمكن أن تساعد الصّحفيين الأجانب والأمريكيين في تغطية الحروب الأمريكيّة ومبيعات الأسلحة وتأثير السياسة الخارجيّة الأمريكيّة.

رون ديبرت في الجلسة الافتتاحية #gijc23

الأمن والأمان

أزمة القرصنة العالمية: كيف يمكن للصحفيين الاستقصائيين مواجهتها

تم تحذير أكبر تجمع على الإطلاق من الصحفيين الاستقصائيين من أنهم يواجهون وباء التجسس السيبراني ، ويجب أن يذهبوا إلى الهجوم لفضح الممثلين السيئين الذين يسعون إلى تقويض الأمن الرقمي.

توصّل الموقع الاستقصائيّ الفنزويلي Armando.info إلى أن ميامي ومواقع أخرى في جنوب فلوريدا أصبحت مراكز للشّركات والممتلكات المسجلّة من قبل مسؤولين سابقين رفيعي المستوى في الدّولة الفنزويليّة.

منهجية

كيف تمكن “أرماندوا. إنفو” من كشف أصول سرية لمسؤولين فنزويليين في فلوريدا

عندما شرع فريق في Armando.info في العثور على أفراد مرتبطين بالحكومة الفنزويلية والذين قد يكون لديهم استثمارات سرية – وحتى تصاريح إقامة – في الولايات المتحدة، لم يتخيلوا أبدًا حجم ما سيجدونه بمجرد أن يبدأوا في متابعة الأموال.